آباء بلا رحمة.. رجال عذبوا أبناءهم حتى الموت.. والأسباب "تافهة"

تقارير وحوارات



 
وقائع بشعة، تقشعر من الأبدان، وتدمي القلوب، لا يجرؤ على فعلها، إلا الذئاب البشرية، تلك الوقائع بطلها الأب والأم، الذين تجردوا من معاني الإنسانية، وأقدموا على تعذيب أبنائهم، حتى الموت، والأسباب تستحي من ذكرها، بسبب مبلغ مالي بخس، أو رفض الأبناء، التسول، كما يجبرهم آبائهم.
 
تعذيب طفلة بسبب التسول
انتشرت وقائع تعذيب الآباء، لأبنائهم، في الآونة الأخيرة، يكشفها آخرين، فالفتاة التي تدعى "إيمان سيد"، كشفت تفاصيل اعتداء والدها عليها وعلى شقيقتها بالتعذيب حتى وفاة الأخيرة، مؤكدةً أن والدها كان يقيدهما بالجنازير ويسرحهما في الشوارع للتسول وبيع المناديل.
 
"أبويا كان بياخد منا 300 جنية كل يوم من الشحاتة والتسول عشان يجيب مخدرات، وفي يوم أختي وقعت الفلوس أبويا راح حلق شعرها بمساعدة أخويا وضربها حتى توفيت"، حسبما أوضحت "إيمان".
 
خلافات مع طليقته
لم تكن واقعة شقيقة "إيمان"، الأولى من نوعها، بل سبقها جريمة بشعها، كشفها ضباط مباحث مركز شرطة بلبيس، بمحافظة الشرقية، حينما ألقت القبض على أب، متهم بتعذيب ابنته حتى الموت، بسبب خلافات مع طليقته "والدة الطفلة".
 
البداية عندما تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، يفيد بوصول الطفلة "شهد علاء السيد" 3 سنوات، جثة هامدة.
 
وقال الدكتور أبو الفتوح عياد، مدير مستشفى "بلبيس" المركزي، إنه تم التحفظ على الطفلة بمشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 11801 إداري بلبيس لسنة 2018.
 
وتبين من التحريات الأولية، أن وراء الواقعة والد الطفلة، والذي أقدم على تعذيبها وإطفاء السجائر في جسدها، بسبب خلافات بينه وبين والدة الطفلة (طليقته).
 
مصرع طفلة معاقة ذهنيًا
طفلة معاقة ذهنيًا، كانت نهايتها، على يد والديها، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بالمحلة، أمس الأحد، من القبض على أب وزوجته مقيمين بقرية ميت الليت هاشم التابعه لدائرة المركز بعد أن أقدموا على تعذيب طفلة معاقة زهنيا تبلغ من العمر ٩ سنوات بطريقة وحشية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها.
 
وكان اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية قد تلقى إخطارًا من قسم المركز بورود بلاغًا من الأهالي يفيد بمصرع طفلة بعد تعرضها للتعذيب والضرب من والدها وزوجته.
 
وعلى الفور انتقل الرائد محمد البرلسى مفتش المباحث، الرائد عمر أبو بكر رئيس المباحث وفريق من البحث الجنائى لمعاينه الجثة، وتبين أن الطفلة تدعى " أسماء هشام" معاقة زهنيت وتبلغ من العمر ٩ سنوات ويوجد على جسدها النحيل اثار تعذيب بوحشية وحرق وكدمات وزرقة بالظهر أسفر عن مصرعها في الحال.
 
 اختفاء 100 جنيه
وقامت ربة منزل "أرملة"، بمدينة المنيا بتعذيب ابنتها حتى الموت وإصابة الثانية، باستخدام خرطوم وقطعة خشب ومنعت عنهما الطعام والشرب عقابًا لهما على اختفاء مبلغ 100 جنيه، ثم قامت بنقلهما إلى المستشفي مدعية أن سيارة صدمتهما.
كان اللواء فيصل دويدار، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارًا من اللواء محمود عفيفي، مدير مباحث المديرية، بوصول الطفلتين منة الله محمد رشدي 11 سنة، بالصف الخامس الابتدائي وشقيقتها الصغرى ملك 8 سنوات، بالصف الثالث الابتدائي تعانيان من حالة إعياء شديدة، وتوفيت الأولى بالمستشفي عقب وصولها مباشرة، فيما تخضع الثانية لعلاج مكثف لإنقاذها من الموت.
انتقل إلى المستشفى الرائدان عمرو حسن، رئيس مباحث قسم المنيا، وأحمد النجار، معاون أول المباحث، وبسماع أقوال أم الطفلتين وتدعى مروة غريب حميد إسماعيل 34 سنة أرملة وتعمل مشرفة بمدرسة الزهراء الشمالية الخاصة، وتقيم بشارع الكنيسة بمنطقة أبو هلال، ادعت أن سيارة كانت قادمة وصدمتهما أثناء سيرهما بينما كشفت المعاينة الظاهرية لمفتش الصحة وجود آثار إصابات على جسم الطفلتين، تتعارض مع ادعاء الأم، على غير الحقيقة حسب التحريات التي أشارت إلى قيام الأم بتعذيب أولادها بسبب اختفاء 100 جنيه من المنزل واستخدام أدوات التعذيب المذكورة في محضر التحريات، حتى ماتت الأولى بعد وصولها للمستشفى مباشرة.
وكشف التقرير الطبي وجود إصابات عبارة عن كدمات بالعضد الأيمن والأيسر وآثار ضرب مبرح يرجح أن يكون بعصاه، وتسلخات بالساعدين ووجود كدمات أسفل العينين، بالإضافة إلى كدمات وجروح متفرقة بمنطقة البطن والصدر والظهر، وكذلك تبين وجود آثار الربط والتوثيق باستخدام حبل بالمعصمين الأيمن والأيسر، وتم إلقاء القبض على الأم، وتحرر المحضر رقم 8047 لسنة 2017 جنح قسم شرطة المنيا.