بيان عائلة ليث الجعَّار: نخشى أن تتحول الحملات الافتراضية إلى واقع
عاجل - بعد اعتقال ليث جعَّار.. ما حقيقة اتهام مراسل الجزيرة بالتخابر مع العدو؟
أوقفت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، منذ ساعات، الصحفي الفلسطيني ليث جعار اليوم الجمعة أثناء تقديمه شكوى ضد أحد عناصر الأمن الذين اعتدوا عليه، مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية.
تقول بعض الأوساط الصحفية، أنّ هذه الحادثة ليست مجرد اعتداء فردي، بل تمثل استمرارًا لمسلسل الاعتداءات ضد الصحفيين في الأراضي الفلسطينية، والتي تأتي في سياق التوترات المتزايدة مع الاحتلال الإسرائيلي. تبحث "بوابة الفجر" مع القارئ حقيقة اتهامات تمت توجيهها بصدد مراسل الجزيزة ليث جعار.
تفاصيل الاعتداء
الليلة الماضية، شهدت مدينة طولكرم اعتداءً سافرًا من أحد عناصر أمن السلطة الفلسطينية على الصحفي ليث جعار، حيث قام العنصر، الذي يدعى أحمد غسان قوزح، بالتهجم عليه وتهديده بإطلاق النار. وقع هذا الاعتداء أثناء وجود جعار مع المصور في محيط مستشفى ثابت ثابت الحكومي،
حيث كانا يحضران لتغطية المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال بقصف جوي غير مسبوق على مخيم طولكرم، والذي أسفر عن مقتل 18 شهيدًا. هذه الحادثة تأتي في وقت حرج حيث تزداد حدة العنف والاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، مما يجعل من تغطية الأحداث ضرورة ملحة.
وفق تقارير أخرى، كان ليث جعار يسأل عن بعض قادة المقاومة في المخيم، الذين استشهدوا، بحجة عمل مقابلات معهم وبعد مغادرته بلحظات جرى قصف مفاجئ من قِبل طائرات الاحتلال.
بعدها ضبطت السلطات الفلسطينية مراسل قناة الجزيرة الإخبارية ليث جعار ومعه ضابط أمن، ووجهت له اتهامات بالعمالة لإسرائيل وذلك بعد وجوده في مكان القصف الذي تسبب بالمجزرة التي شهدها مخيم طولكرم في الضفة الغربية.
التحريض السابق على جعار
في الوقت الذي كان فيه جعار يتعرض للاعتداء، كان هناك أيضًا حملة تحريضية واسعة ضده على منصات التواصل الاجتماعي. فقد أشار جعار إلى أن هذه الحملات تم تنظيمها من قبل "صفحات مشبوهة"، والتي استهدفت شخصه بشكل خاص.
وهذا التحريض، حسب رأي عائلته، قد ينذر بتحول الأمور من العالم الافتراضي إلى السلوكيات العدوانية في الواقع. وقد سبق لجعار أن اعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مرات، مما يزيد من قلق عائلته بشأن سلامته في ظل هذه الحملات الممنهجة ضده.
بيان عائلة ليث
حملت عائلة “جعار” أجهزة السلطة وكل من يتعرض إلى مراسل الجزيرة “ليث جعار” بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية الكاملة عن سلامته الشخصية وسلامة سمعته وسمعة عائلته.
وأكدت العائلة أنها تقوم بجمع أسماء وأرقام من يقومون بحملات التحريض من أجل ملاحقتها قانونيًا وعشائريًا.
ودعت في بيان لها الجهات الصحفية والوطنية والفصائلية، وخاصة نقابة الصحفيين إلى موقف واضح وصارم لأنهم يخشون أن تتحول حملة التحريض المشبوهة على المواقع إلى سلوكيات مشبوهة على الواقع.
ردود الفعل
عائلة جعار، من جهتها، أعربت عن قلقها من تصاعد هذه الحملات، مؤكدة أنها تخشى أن تتحول التهديدات على وسائل التواصل إلى واقع ملموس. وفي بيان تم تداوله عبر المنتديات الفلسطينية،كما حذرت العائلة من العواقب المحتملة لمثل هذه الحملات التحريضية، مما يعكس مدى الخطر الذي يتعرض له الصحفيون في المناطق المحتلة.
كما خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة الأردنية اليوم تأييدًا لجعار، حيث تعالت الهتافات المؤيدة له في سياق دعمه لغزة ولبنان.
موقف الجزيرة
من جهة أخرى، أصدرت شبكة الجزيرة بيانًا تدين فيه الاعتداء الذي تعرض له مراسلها ليث جعار. وأكدت الشبكة على ضرورة الإفراج الفوري عنه، مشددة على أن هذا الاعتداء يعتبر تصعيدًا خطيرًا ضد حرية الصحافة وحقوق الصحفيين. تواصل الجزيرة التأكيد على أهمية حماية الصحفيين وتمكينهم من أداء واجبهم المهني دون خوف من التهديدات، وذلك في إطار التزامها بالعمل على تعزيز حرية التعبير وحق الناس في معرفة الحقيقة.
إن حادثة اعتقال الصحفي ليث جعار تعكس الوضع المقلق الذي يواجهه الصحفيون في الأراضي الفلسطينية، حيث يواجهون تحديات متعددة تشمل التهديدات الجسدية، والتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاعتقالات من قبل الجهات الأمنية. ولكن تبقى المعلومات في إطار ادعاءات ما لم يتم بصددها تقديم أدلة.