آمال فهمى: عبدالناصر رفض توسط السادات وهيكل لعودتى للإذاعة "وبعشق التراب اللى بيمشى عليه"

العدد الأسبوعي

الإعلامية آمال فهمي
الإعلامية آمال فهمي

■ عبدالحليم حافظ لم يتزوج سعاد حسنى ولا أعلم سبب عدم تحرك مشاعرى تجاهه

■ مبارك أرسل لى السلام مع ممرضة بمستشفى المعادى ثم اتصل بى هاتفيا

■ كان نفسى يكون لى ابن من صلبى «يشيلنى فى مرضى»


لقبوها بـ»ملكة الكلام»، وظل اسمها محفوراً كلما ذكرت الإذاعة، لأنها الوحيدة التى حازت جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة، وهى آمال فهمى أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط منذ نشأتها، والتى جار بها الزمن حتى أصبحت وحيدة فى أحد المستشفيات، طالبة مد فترة علاجها داخل المستشفى لتجد من يرعاها، وحصلت مؤخراً على موافقة من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالفعل بمد فترة علاجها

ومن داخل غرفتها رقم 307 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة، أكدت الإذاعية آمال فهمى أن من توسط لها فى هذا القرار هو الإعلامى محمد سعيد محفوظ، لحبه الشديد لها، لدرجة أنه أبلغها فى إحدى المرات أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف، يريد أن تتولى مؤسسة الأزهر مصاريف علاجها، وعليها اختيار المكان المناسب لها دون أن تشعر بإحراج أو تكليف، وأنه عرض عليه الأمر أثناء تصوير برنامج «الإمام الطيب».

وعن تفاصيل مرضها، أوضحت فهمى أنها تتلقى العلاج الخاص بالعظام منذ حوالى 3 سنوات، والبداية كانت سقوطها فى مبنى «ماسبيرو» وكسر ساقها، ووقتها تم نقلها على مسئولية الرعاية الطبية فى ماسبيرو إلى مستشفى قصر العينى، لكنها فوجئت بسوء المعاملة ووضعها فى غرفة مشتركة مع امرأة ومعها طفل، فرفضت استكمال العلاج هناك، وأبلغتهم بنقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة، وفوجئت عند دخولها للمستشفى بمكالمة من عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق، يطمئن على صحتها ويبلغها أن رئاسة الجمهورية ستتولى مصاريف علاجها، وحدث بالفعل وتلقت علاجاً مجانياً لمدة عام كامل، إلا أن قدمها أصيبت بكسر آخر، وتم وقتها نقلها لمستشفى المعادى للقوات المسلحة، وتمكث به حالياً، ومنذ هذا الوقت وهى تتلقى العلاج على نفقة القوات المسلحة، حتى أبلغتها إدارة المستشفى بضرورة المغادرة والعودة إلى بيتها، ولأنها لا تملك من يرعاها عند عودتها، خاصةً أنها أصبحت غير قادرة على المشى طلبت المكوث فى المستشفى.

وبسؤالها عن عودتها مرة أخرى لتقديم البرامج على الإذاعة بعد توقف دام عدة سنوات، أكدت أنها تعود بالفعل لتقديم برنامجها الشهير «ع الناصية» بإذاعة البرنامج العام، وقالت: «ولو كنت على قيد الحياة السنة اللى بعدها هقدم الفوازير»، وأوضحت أنها تريد أن تثبت للعالم كله أنها مازالت بكامل قوتها، ولظروفها الصحية سيقوم القائمون على الإذاعة بالتنسيق معها، بتسجيل الحلقات من غرفتها بالمستشفى، وأضافت أنها بالفعل وقع اختيارها على بعض الضيوف وتريد التسجيل معهم، وتعتبر أن شكلها مازال معروفاً بالنسبة للجمهور، وأثناء خروجها من شرفة غرفتها فى المستشفى فى بعض الأحيان، ينهال عليها الزائرون للسلام عليها، وقالت أيضاً: «فى الإذاعة عايزين يرجعونى عشان بيقولوا إن صوت آمال فهمى زى ما هو، بس أنا عارفة إنه مبقاش زى الأول طبعاً».

وتابعت: «أغلب صحابى ماتوا وعنيا تعبت من كتر العياط على موتهم»، وأوضحت أنها تشعر بحزن شديد، وتتلقى علاجا يومياً للعين تكاليفه مرتفعة، وخلال مرضها تلقت مكالمات من عدد كبير من جمهورها.

وعن سبب عدم رغبتها فى العودة مرة أخرى إلى المنزل، والاستعانة بخادمة لمساعدتها، أكدت أنها لا تأتمن الخادمات، خاصةً أن آخر خادمة سرقتها، واستولت على ذهب والدتها وكانت تبلغ قيمته حينها ما يقرب من 30 ألف جنيه، وتم وضعها فى السجن، إضافة إلى أنها لم تعد قادرة على خدمة نفسها، وأنه لم يعد هناك أحد من أهلها متفرغاً لرعايتها مضيفة: إنها لا تجد من يرعاها بصفة مستمرة، وبشكل يومى، وهو ما جعلها تتمنى أن يعود بها الزمن للخلف، ليكون لديها ابن أو ابنة من صلبها حتى تتلقى منهم الرعاية، معبرة بأسف شديد: «كان نفسى يكون عندى ابن من صلبى وحتة منى يقف معايا»، وبسؤالها عن بقية أفراد عائلتها قالت: «عندى ولاد أخويا هانى وسامح بيزورونى فى بعض الأحيان وأنا اللى مربياهم ومجوزاهم ومربية أغلب عيلتى».

وتحدثت فهمى عن تلاميذها الذين أصبحوا أعلاما فى مجالهم وأبرزهم إيناس جوهر وسناء منصور، مؤكدة أنها تعودت على الذهاب إلى فرنسا كل إجازة، وفى ذات مرة، العاملون بإذاعة «مونت كارلو» قالوا لها أثناء زيارتها: «إحنا كلنا تلامذتك»، وعن أبرز ما تشتهر به فى حياتها الشخصية قالت: «أنا لا أحب الأعمال ولا أؤمن بالسحر».

واسترجعت ذكريات زواجها من المخرج الإذاعى الراحل محمد علوان، الذى كان يقول لها: «إنتى فى الإذاعة رئيس إذاعة الشرق الأوسط، بس بعد 3 سلالم من مدخل ماسبيرو إنتى بهانة»، فأكدت أنها سألته وقتها عن معنى أن تكون «بهانة» فوضح لها أن تكون مثل «الفلاحة» التى تخدم فى بيت زوجها، وهو أن تفصل تماماً بين حياتها داخل الإذاعة وحياتها معه فى البيت، خاصةً أنها كانت تقضى وقتا كبيرا جداً فى الإذاعة، وقالت: «كنت أفضل أن أكون بهانة على رأى جوزى»، خاصةً أنها دفعت عمرها للإذاعة، وقالت: «الإذاعة أخذت منى أكتر ما إديتلى»، وأن المقابل الوحيد الذى عاد عليها هو حب الجمهور الشديد وتقديره لها فقط، كما أن الإذاعة لم تكرمها فى حياتها، وأن التكريم الوحيد كان من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، عندما حصلت على نوط الجدارة من الطبقة الأولى عند خروجها للمعاش، وعن الرجال فى حياتها، فترى أن الرجال أغلبهم «عيال»، قائلة: «أى رجل تستطيع المرأة ترويضه، وأى زوجة تستطيع اللعب بزوجها»، وتابعت: «مرضتش أتجور تانى بعد محمد علوان، علشان إتجوزت الإذاعة وكويس إنه قدر يلاقينى أنا كنت على طول متواجدة فى الاستوديو باستمرار».

وأكدت فهمى أنها لا تسمح بجميع الزيارات لها فى المستشفى، وتوافق فقط على زيارة المقربين من قلبها، وبالتأكيد أفراد عائلتها، وأنها لم تتلق أى زيارات من إعلاميين أو سياسيين خلال الفترة الماضية، باستثناء السيدة انتصار زوجة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى منذ حوالى 6 أشهر، وقالت عنها: «قعدت جنبى على الكنبة ولسه محتفظة بالكارت بتاعها معايا «، وعن رغبتها فى زيارة الرئيس لها بنفسه، قالت: «يكفى زيارة زوجته، وأنا بحبه وانتخبته وهنتخبه تانى وبعمله دعاية وبقول الله يكون فى عون أى حد يمسك البلد دى»، هذا بالإضافة إلى زيارة حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لها مؤخراً، وقالت عنه: «أنا معرفوش ولقيتهم بيقولولى وزير الإعلام جاى يزورك»، وأوضحت أنه شخص محترم وسعدت بلقائه .

وعن تواجد الإعلامية الراحلة صفاء حجازى معها فى نفس المستشفى، أكدت أنها فوجئت بزيارة شقيقة صفاء وابنة شقيقتها، وأرسلت معهما «جبنة» خصيصاً من مسقط رأسها المنصورة، مضيفة: «بنت أختها قالتلى أبلة صفاء بتسلم عليكى»، وأكدت أنها عندما توفيت وتم إبلاغها بالخبر، قالت لابنة شقيقتها: «من فضلك متكمليش وانهارت بالبكاء»، للمعرفة القديمة التى جمعتهما فى الإذاعة، ووصفتها قائلة: «طول عمرها كانت شخصيتها قوية».

وعلى الجانب السياسى، أكد فهمى أنها تلقت مكالمة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أثناء تواجده معها بنفس المستشفى، وسردت الحديث معه: «لقيت الممرضة جاية تقوللى إنها كانت تحت مع الرئيس فى غرفته وهو عايز يكلمك، وأول ما قولت ألو، فوجئت بقوة صوته وقالت له أهلاً يا فندم، أنا عمرى ما سجلت معاك إلا لما كنت قائد مطار غرب القاهرة، وكنت لابس البدلة الحربية، وقال لها أنا فاكر، وقالى سلامتك أنا بعتلك السلام، وقالتله ده شيء يسعدنى وأنت هتفضل عندنا، وعند كل مصرى مخلص البطل بتاع 6 أكتوبر، ولما الناس كانوا بييجوا يقفولك تحت ويغنولك إحنا اخترناك كنت بقف مخصوص فى الشباك لعلى ألمحك وأنت خارجلهم لكن مشوفتكش»، وعن رأيها فى حذف الفترة الخاصة به من مناهج التاريخ، قالت: «طبيعى يشيلوا فترته من التاريخ لأنهم يغيروا منه، وأكبر دليل أن الشعب بيحبه حتى الآن»، واختتمت حديثها عنه بأنها رأته وهو يغادر من المستشفى بالطيارة منذ حوالى 3 أشهر.

وعن علاقتها مع الرؤساء، أكدت أنها سجلت مع السادات وعبد الناصر، رغم وقفها عن العمل لمدة 10 سنوات، ومنعها من السفر بأوامر من عبدالناصر، إلا أنها تقول: «بعشق جزمة عبدالناصر»، وعن ملابسات وقفها، أكدت أن السبب استضافتها لمجموعة من سكان الزقازيق التى انقطعت عنهم المياه، فقامت وقتها بمهاجمة على صبرى رئيس الوزراء، وحاول البعض التوسط لها للرجوع مرة أخرى للعمل وأبرزهم «محمد حسنين هيكل» و»السادات»، لكن عبدالناصر رفض رفضاً تاماً.

وبالطبع كان يجب الحديث معها عن العندليب عبدالحليم، وماذا كان يمثل فى حياة آمال فهمى، لعلاقة الصداقة القوية بينهما، وشاركته بشخصيتها الحقيقية فى فيلم «حكاية حب» عام 1959، وقالت عنه: «كنا أصحاب جداً، وسألت نفسى فى إحدى المرات لماذا لم أحبه رغم أن كل الفتيات يحبونه بجنون»، وتابعت: « كان بيحبنى جداً وكان بيقوللى يا ماما كنوع من التدليل والدلع وجابلى قطة سيامى هدية»، مؤكدة أنه لم يتزوج من سعاد حسنى.

وعن بداية عملها فى الإذاعة قالت: «دخلت الإذاعة وأنا عندى 5 سنوات فى برنامج أطفال اسمه أبلة زوزو، وغنيت «قطتى صغيرة اسمها نميرة»، وأضافت أن أشهر ما قدمته بخلاف «ع الناصية»، برامج «حول العالم» و«فى خدمتك»، و«فنجان شاى» و«هذه ليلتى»، ورغم رئاستها لإذاعة الشرق الأوسط، إلا أنها قالت: «البرنامج العام بيتى الأصلى».

وتحدثت عن أبرز اللقطات الإذاعية التى حفرت فى وجدانها، وأبرزها نزولها للتسجيل بغواصة من القوات البحرية إلى عمق 800 قدم تحت سطح الماء، ونزولها 200 متر تحت سطح الأرض فى منجم الحمراوين فى صحراء مصر الشرقية، مضيفة: «بحب الجيش وكنت دايماً أسافر معاهم على الحدود»، كما كان يساهم برنامجها فى حل أى مشكلات تعرض عليها، وكانت أبرز هذه المشكلات تتجسد فى زواج مصرية من فلسطينى ونتج عنه إنجاب نسمة وبسمة، ثم قام وقتها الزوج بخطف البنتين وتزوج من أخرى بعد مغادرته إلى المانيا، وتوسطت وقتها فهمى وقامت بإرجاع البنتين إلى والدتهما.