القوات العراقية تشق طريقها نحو مطار الموصل
اشتبكت القوات
العراقية المدعومة من الولايات المتحدة مع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، اليوم الإثنين،
لإخلاء الطريق إلى مطار الموصل في اليوم الثاني من هجوم بري على المعقل المتبقي للمتشددين
الدواعش في الشطر الغربي من المدينة.
وتقود قوات من
الشرطة الاتحادية ووحدات قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية تعرف باسم قوات التدخل السريع
الهجوم صوب المطار الواقع على الحد الجنوبي للموصل ويحاولون طرد المتشددين من تل قريب
يعرف باسم البو سيف.
وتخطط القوات العراقية
لتحويل المطار إلى قاعدة دعم قريبة للهجوم على الشطر الغربي من الموصل ذاته.
ومتشددو داعش محاصرون
في غرب الموصل مع ما يقدر بنحو 650 ألف مدني بعد أن طوقت قوات مدعومة من الولايات المتحدة
المدينة من الشرق في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي بعد 100 يوم
من القتال.
وقال الرائد مرتضى
علي عابد من وحدة التدخل السريع جنوبي الموصل: "يضربون ويشتبكون مع قواتنا ثم ينسحبون نحو الموصل...
بإذن الله سنحرر البو سيف بالكامل اليوم".
وتقصف طائرات هليكوبتر
تل البو سيف لتطهيره من القناصة فيما يمكن سماع دوي طلقات من مدافع رشاشة وآر.بي.جي
كما تمكنت القوات التي تتقدم في المنطقة من إبطال مفعول سيارة ملغومة استخدمها المتشددون
لعرقلة القوات المهاجمة.
قتال شرس
وحتى الآن تتقدم
القوات العراقية في مناطق كثافتها السكانية خفيفة لكن القتال سيصبح أكثر صعوبة عندما
تقترب القوات من المدينة نفسها بما يشكل خطرا أكبر على المدنيين.
وقالت منسقة الأمم
المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لليز غراندي، إن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون
بسبب الهجوم فيما يعاني سكان غرب الموصل من نقص في الغذاء والوقود وإغلاق الأسواق.
ويتوقع قادة أن
تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها لأن الدبابات والمدرعات لا يمكنها التحرك في الشوارع
الضيقة والأزقة.
ويقول سكان إن
المتشددين أقاموا أيضاً شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين
والاختفاء بعد تنفيذ عمليات خاطفة وتعقب تحركات القوات الحكومية.
وتقع المدينة القديمة
في غرب الموصل بأسواقها العتيقة إضافة إلى الجامع الكبير وأغلب المباني الحكومية الإدارية.
حياة المدنيين
واصلت طائرات التحالف
ومدفعيته قصف أهداف في الغرب خلال الفترة التي توقف فيها القتال بعد السيطرة على شرق
الموصل.
وتقود الولايات
المتحدة -التي نشرت أكثر من خمسة آلاف جندي في المعركة - تحالفاً دولياً يقدم دعماً
جوياً وبرياً مهما للقوات العراقية والكردية ومن بين ذلك القصف المدفعي.
ورفض وزير الدفاع
الأمريكي جيمس ماتيس الذي وصل إلى بغداد اليوم الإثنين في زيارة لم يعلن عنها سلفاً
تقديم تفاصيل عن خطط المعارك الأمريكية عندما تحدث للصحفيين أمس الأحد.
وقال: "قوات
التحالف تدعم تلك العملية وسنواصل... بجهود مكثفة تدمير داعش".
وقال ماتيس أيضاً
إن الجيش الأمريكي ليس في العراق "للاستيلاء على نفط أحد" لينأى بذلك بنفسه
عن تصريحات الرئيس دونالد ترامب.
واستعادة المدينة
سيقضي عملياً على طموح المتشددين في السيطرة على مساحة من الأراضي في العراق لكن من
المتوقع أن يواصلوا تنفيذ تفجيرات انتحارية والإيعاز للمتعاطفين معهم بشن هجمات في
الخارج.