حرب شرسة ضد "مولانا".. هل تنتهي بوقف عرض الفيلم ؟
بدأت دور العرض السينمائية، عرض فيلم "مولانا" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب إبراهيم عيسى، وهى الرواية التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر".
شيوخ الفضائيات ورجال الأمن
يتناول إبراهيم عيسى في رواية "مولانا" ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات، التى انتشرت فى العالم العربى خلال السنوات الأخيرة، حيث يكشف لنا العالم الخفي لهؤلاء الشيوخ، والعلاقات التى تربطهم بأجهزة الأمن والسياسة ورجال الأعمال، فى محاولة توضح كيف يساء استخدام الدين.
قصة فيلم مولانا كاملة
ويقدم الفيلم قصة صعود الداعية حاتم الشناوى من القاعات الدينية المتواضعة حتى أكبر المساجد التاريخية وتقديم برنامج تليفزيونى خاص، فتفتح له الحياة أبوابها مع زوجته أميمة وابنه عمر، حتى يدخل ابنه فى غيبوبة بعد سقوطه فى حمام السباحة أثناء انشغال والده عنه، الحياة فى المنزل تفقد الكثير من السعادة ويلقى حاتم نفسه فى العمل كإمام وشخصية عامة مشهورة، مقدماً رؤية معاصرة للنصوص الدينية تجمع بين البساطة والحماسة، التى تؤدى إلى انتشاره واعتباره المرشد المطلوب.
ويتلقى الداعية مكالمة هاتفية من نجل رئيس الجمهورية جلال، ويطلب منه المساعدة بخصوص شقيقه حسن، الذى أصبح يدين بالمسيحية وغيّر اسمه إلى بطرس، وبالتالى الفضيحة المحتملة قد تُضعف قوة الأسرة الحاكمة، ويتطوع حاتم للحديث مع الشاب الذى يعانى علاقة مضطربة مع عائلته، التى طالبت الداعية بتحديد الأسباب التى دفعت نجلهم إلى القيام بذلك، وإقناعه بأن علاقته بأسرته أقوى من أى اعتقاد دينى.
والمشاهد بين حاتم وحسن قدمت نقاشاً حيوياً عن تسييس الدين والتحريض على كراهية الآخرين، كما يرصد الفيلم الطريقة التى يتبعها البعض لتعزيز الكراهية من الآخر، والجدل نفسه بدأ بين حاتم ونشوى، التى تقوم بدورها ريهام حجاج، السيدة المحجّبة التى ترتدى القفاز، والتى شككت فى طريقة تفسير الشيخ حاتم للقرآن، كما يتضح من خلال الفيلم أن حاتم يتبع مذهب المعتزلة الذى يثبط التقيد بالأقوال الدينية التى عفا عليها الزمن وأصبحت غير منطقية.
مطالب بوقف عرض الفيلم
وبعد ساعات من العرض الأول للفيلم ظهرت عدة دعوات لإيقاف عرضه، فقال اللواء شكرى الجندى، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز كفر الشيخ، وعضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إنه لا يجوز تشويه صورة الأئمة بأى طريقة أيا كانت، مطالباً بوقف فيلم "مولانا" فوراً.
وأضاف عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، خلال تصريح صحفى، أن الأئمة والدعاة مثل أعلى، والسواد الأعظم منهم يتميز بخلقه وبأخلاقه الدينية، ولا يجوز الإساءة لهم بأى شكل من الأشكال، ومثل هذه الأفلام ستكون سببا فى خلق جيل لا يحترم هذه الطائفة، وبذلك نخسر جميعا فئة لها كامل الوقار داخل نفس كل مؤمن، وكل من يتقى الله ورسوله.
وهاجم الدكتور منصور مندور كبير الأئمة بوزارة الأوقاف، فيلم مولانا، موضحًا أن هدف الفيلم السخرية من الأئمة وإظهارهم بشكل سئ، مناشدًا شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر بالتدخل الفوري من أجل إيقاف الفيلم.
ومن جهتها وصفت حركة "دافع" السلفية، فيلم "مولانا" بـ"الفتنة"، مطالبًة كل من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور محمود مختار جمعة وزير الأوقاف، ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، بضرورة التدخل لوقف عرض الفيلم في دور السينما.
وقالت الحركة في بيان لها: "قبل أن تقع الفأس في الرأس، وقبل أن تكون المصيبة، نطالبكم بسرعة التصدي إلى هذه الفتنة ووقف عرضها، فهذا إعلان لـفيلم وليس لبرنامج يقدمه إمام بالأوقاف ولا واعظ بالأزهر".
وتابعت الحركة: "هذا مشخصاتي وممثل لأفلام ساقطة وهابطة يعرض له فيلم مولانا، فيلم الإمام للسخرية والضحك والاستهزاء من كل من هبّ ودبّ ولا عجبَ فهو فيلم من تأليف إبراهيم عيسى الموقوف إعلاميًا والمحارب للدين الإسلامي"- على حد زعمهم.
مدافعين عن فيلم مولانا
وعلى النقيض كان للفيلم محاميه الذين دافعوا عنه، فأكد النائب يوسف القعيد، عضو تكتل "25/30" البرلماني، وعضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أنه ضد فكرة المطالبة بمنع فيلم "مولانا" من دور العرض لأن هذا يعد خطأ كبير فالفيلم عمل فنى يجب أن يأخذ فرصته كاملة.
وأشار إلى أن رواية "مولانا" ليست دينياً فبطل الفيلم رجل معمم يقدم برنامج في الشؤون الدين على إحدى القنوات الفضائية فقط، وإن المطالبة بمنع عرض الفيلم نوعاً من الحصانة لوزارة الأوقاف والأئمة مرفوضة تماماً، لأن هذا يعنى أن أي فئة في المجتمع ستمنع عرض أي فيلم يتناول حياتهم ويتكلم عنهم.
وأضاف: "الفن رسالة مهمة في المجتمع ويمكن له أن يجدد الخطاب الديني وأن يؤثر على الجميع أكثر من الأئمة أنفسهم، حيث إن الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف بدأ ناقداً أدبياً قبل أن يصبح وزيراً للأوقاف وله عدة أعمال أدبية ناقدة عن الأدب والفن والشعر والرواية، وأحد أعماله كتاب عن الشاعر العراقي محمد مهدى الجوهري".