احذروا من مخاطر مرحلة المراهقة!

الفجر الطبي

مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة


تعتبر مرحلة المراهقة أكثر المراحل حساسية ودقة لما فيها من تغييرات تحصل سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي. 

لذلك يلاحظ أن المراهق يعتبر أكثر عرضة للاضطرابات النفسية في هذه المرحلة التي تنقصه فيها الثقة بالنفس ويشعر فيها بالضياع ما بين مرحلتي الطفولة والرشد مما يجعله أكثر عرضة للانحراف أو للعديد من الاضطرابات التي قد تواجهه نتيجة التحديات. 

هذا إضافة إلى كل التغييرات الجسدية والمشكلات الصحية التي يواجهها. من هنا حاجته الكبرى إلى المزيد من الرعاية والاهتمام. انطلاقاً من كل حاجات المراهق أطلق مركز بلفو Bellevue الطبي الجامعي حملة توعية لحث المراهقين اللبنانيين على الاعتناء بأنفسهم ورفع الوعي والمعرفة حول صحتهم. 

وفي إطار الحملة زار فريق من الاختصاصيين في طب المراهقين من المستشفى عدداً من المدارس للتطرق إلى أبرز المواضيع الصحية التي يواجهها هؤلاء حالياً. 

وللمناسبة أقام المركز ندوة تمت فيها مناقشة مواضيع تعني المراهقين مع أهل الاختصاص والإعلاميين والأهل أطلقت ايضاً خلالها عيادة المراهقين التي تلبي الاحتياجات الطبية والسلوكية للذين تتراوح أعمارهم بين 11 و21 سنة. 

في هذا الإطار تحدثت رئيسة قسم طب الاطفال في المستشفى باتريسيا كلداني مشيرةً إلى أن للمراهقين احتياجات خاصة غير معالجة في معظمها فيتلقى 6 في المئة منهم فقط العلاج في لبنان مقارنةً مع نسبة 25 في المئة منهم في العالم.

وأضافت: "المراهق في بحث مستمر عن هويته ويحتاج إلى اتخاذ عدد من القرارات المهمة التي يمكن ان تؤثر في حياته وصحته ومستقبله. 

نسبة 40 في المئة من المراهقين تعاني اضطراباً عقلياً خطيراً، في حين تعاني نسبة 15 في المئة من خطر الإصابة بالوزن الزائد وتتعرض نسبة 30 في المئة إلى التعنيف الكلامي، إضافة إلى المشكلة التي تتفاقم سريعاً وهي الإدمان على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو". 

المشكلات التي يواجهها المراهقون في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم كثيرة والتي قد تقل رعايتهم فيها بحسب د. كلداني التي تشير إلى ان الطفل يلقى كل الاهتمام والرعاية من اهله وكذلك الراشد يكون قادراً على تأمين حاجاته. 

أما المراهق فيكون في مرحلة وسطى هي طويلة نسبياً تمتد لسنوات طويلة وقد يتراجع معدل الاهتمام به، خصوصاً أنه يكون في أمس الحاجة إلى الاهتمام وهو يبحث عن هويته. 

ومن المشكلات التي أشارت إليها ايضاً السمنة والاضطرابات النفسية والإدمان والتدخين والإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت. 

وهنا أشارت إلى أهمية حرص الاهل على تشجيع أولادهم على الخروج وممارسة الرياضة وعدم استعمال الانترنت لفترات معينة، إضافة إلى أهمية ممارسة أفراد العائلة أنشطة معاً واطلاع الاهل على التطورات في عالم التكنولوجيا للتقرّب من الأولاد بشكل افضل. 

وفي حديث مع "لها" اشارت د. كلداني إلى أن كل المراهقين يمرّون بمرحلة صعبة لكنها قد تختلف في صعوبتها باختلاف المحيط والرفاق والأهل. فهذه أمور قد تنعكس سلباً او إيجاباً فتزيد من صعوبة هذه المرحلة أو تجعلها اكثر سهولة.