الحلقة الـ3.. مفاجآت جديدة في "عزبة" هيئة الأبنية التعليمية "وتعيينات الكوسة"
في ثالث حلقات الفساد التي يكشفها "الفجر"، حول هيئة الأبنية التعليمية، بشأن تعيين 260 موظفا بالهيئة، حصل "الفجر" على مستندات جديدة تثبت وقائع الفساد التي شابت التعيين.
وقال عدد من العاملين بالهيئة، إنّ "الفساد بلغ ذروته حتى وصل إلى الحلقوم"، مضيفين: "أن مدير الهيئة ضرب كافة قواعد المساواة واحترام الدستور والقوانين واللوائح والقواعد المعمول بها في مجال شغل الوظائف العامة عرض الحائط؛ وذلك لتحقيق مصلحة شخصية ضيقة له على حساب مصلحة الدولة العليا تمثلت في قيامه بتعيين أقاربه وأحبائه وابنة سائقه الخاص".
ووفقا للمستندات التي حصل "الفجر" عليها، يستمر مدير الهيئة في تعيين أقاربه، بعدما عيّن أربعة من إخوته، عيّن ابن أخيه رغم عدم تقدمه للمسابقة، ورغم عدم تناسب مؤهله مع المؤهل المطلوب في الوظيفة.
وسيّر وقائع الفساد لمدير الهيئة، اثنين من أعضاء لجنة اختبار مسابقات التعيين، اللذان عينّا أيضًا أقارب لهم بالهيئة وهو ما يخالف القانون، أحدهما تدعى "المهندسة ر"، وهي عضو اللجنة الرئيسية الثالثة، إذ وقّعت على محاضر اللجنة رغم أنها لم تحضر أي من لجان المقابلات الشخصية؛ وذلك لحصولها على إجازة مرضية رسمية استمرت 20 يومًا، كانت في أثناء إجراء معظم المقابلات والاختبارات، ولم يتم ذكر ذلك في المحاضر الرسمية المعدة لذلك.
وبالمخالفة للقانون قيّمت المهندسة المتقدمين للوظائف رغم أنها إجازة رسمية، مسجلة بكشوف إجازات الهيئة، واعتمدت النتائج المخالفة، فضلًا عن أنها عيّنت اثنتين من المهندسات العاملات بإدارتها بعقود مؤقتة بعدما تقدما للمسابقة، وهن (المهندسة دينا ح م برقم (45) بكشف الناجحين، والمهندسة إيمان ف أ برقم (42) بكشف الناجين "مهندس معماري").
وتعيين هاتين المهندستين بهذه المسابقة جاء بالمخالفة لكتاب الجهاز المركزي للتنظيم الإدارة وكتاب وزارة المالية، اللذان يحذران تقديمهن للمسابقة من الأساس لأنهن متعاقدات، وبذلك تم الاستيلاء على درجتين وظيفيتين من المخصصين للمسابقة، الأمر الذي أثار تذمر واحتقان باقي العاملين بموجب العقود والمتماثلين معهن في نفس المركز القانوني، وأصبحوا يتسألون: "لماذا يتم تعيين المهندستين؟"، ولكنهم عرفوا أنه تم تعينهن بالوساطة والمحسوبية التي تتحكم وتسود في تعيينات هذه المسابقة".
كما تم تعيين "سارة ع م"، ابنة سائق مدير الهيئة، بوظيفة كاتب رابع تحت رقم (4) بكشف الناجحين، وتعيين "يارا أ ف"، ابنة أحد الموظفين المقربين لرئيس الهيئة، ويدعى "أشرف ف"، الشهير بـ"كاتم أسرار مدير الهيئة"، بوظيفة أخصائي تجهيزات فنية برقم (2) بكشف الناجحين.
وتبين للعاملين بالهيئة أن كافة المعينين على الوظائف الكتابية بالدرجة الرابعة حاصلين على مؤهلات عليا، ولكن تم تعيينهم بالثانوية العامة حتى يتم تسوية حالتهم فيما بعد على الدرجات التخصصية بالمؤهل العالي رغم أن شروط المسابقة تحرم ذلك، وتلزم على أن يتم التعيين للحاصلين على المؤهل المتوسط أو فوق المتوسط المناسب وليس المؤهل العالي.
وقال العاملون بالهيئة، إن "هذه الجرائم ارتُكبت تحت بصر وبصيرة مدير الهيئة".