تفاصيل فضيحة رئيس "الأبنية التعليمية" الذي حول الهيئة إلى "عزبة".. (مستندات)

فى بداية الأمر أعلنت الهيئة العامة للأبنية التعليمية في 19 يناير من العام الماضي أثناء فترة تولي الدكتور محمود أبو النصر، حقيبة وزارة التربية والتعليم، ومحمد فهمي رئيسًا للهيئة عن مسابقة لشغل عدة وظائف على رأسها وظيفة مهندس مدني ثالث، مهندس معمارى ثالث، فني هندسي رابع، وغيرهم من الوظائف العديدة والتى تقدم لها فوق الـ21 ألف  شخص.

وبالفعل تمت المسابقة  وتم الانتهاء من المقابلات والإعلان عن النتيجة فى عهد الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم السابق، ولكن عندما أطيح بـ"الرافعي" ومحمد فهمى رئيس هيئة الأبنية التعليمية، قام المهندس يسرى عبد الله، رئيس هيئة الأبنية التعليمية الحالي بإلغاء أسماء الناجحين بالمسابقة والنتيجة الخاصة بهم واستبدالها بأسماء آخرين.

 وأكد أحد أعضاء الهيئة أن الأسماء تم تغييرها بدون أى مقابلات شخصية، على الرغم من أنها مسابقة منتهية، وتم الإعداد لها بدقه أثناء فترة رئيس الهيئة السابق، إلا أن الرئيس الحالي لهيئة الأبنية التعليمية قرر أن يسير بمبدأ "الغربال الجديد له شدة"، ولكن هذه المسابقة قد شابتها بعض الشوائب التى قد تطيح به قريبًا.

حصلت " الفجر " على مستندات توضح أن يسري عبد الله قام بتعيين "محمد عطية عبد العظيم سالم" نجل شقيقه ضمن المسابقة الجديدة فى وظيفة فنى هندسى رابع بفرع الهيئة العامة للأبنية التعليمية بمحافظة الإسماعيلية، على الرغم من أنه لم يتقدم إلى الوظيفة من الأساس ولم يجتاز أي اختبار، بالإضافة إلى أنه لم يدرج اسمه ضمن كشوف المتقدمين.

وعلى الرغم من أن شروط الوظيفة تطلب فنى هندسى رابع فى محافظات "مرسى مطروح، الوادى الجديد، شمال سيناء، الغربية، البحيرة، وكفر الشيخ" ولم تتطرق شروط الوظيفة إلى احتياج محافظة الإسماعيلية إلى مهندس فنى رابع، إلا أن رئيس الهيئة قد أخل بجميع شروط الوظيفة حتى سخر البعض داخل الهيئة قائلين: "جاتله وظيفه عالجاهز يابخته".

لم يقف الأمر عند هذا الحد فقط رغم أن الوظيفة تشترط مؤهل متوسط "مدنى" إلا أن نجل شقيق يسرى عبد الله حاصل على مؤهل متوسط فى التبريد والتكييف ثلاثة سنوات أى ليس "مدني" وإنما "كهرباء"، وهو مخالفة أيضًا،  فضلًا عن شغله وظيفة ليست من حقه حتى تم تكلفه بالاشراف الفنى على مدرسة المتفوقين بالاسماعيلية.

وإستكمالا لسلسة "عزبة" الأقارب والأحباء داخل الهيئة العامة للأبنية التعليمية تم تعيين نجل شقيق يسرى عبد الله الثانى، وهو "محمد رجب عبد العظيم سالم"، كعامل خدمات معونة في منطقة الجيزة، ثم تم نقله لاستلام العمل فى محافظة "الشرقية" وهي مسقط رأس رئيس هيئة الأبنية التعليمية المهندس يسرى عبد الله، المضحك فى الأمر كما وصفه البعض أن الشرقية لم تطلب فى شروط الوظيفة عامل خدمات معاونة نظرًا لوجود عمالة زائدة بها، وتساءل البعض: "لماذا لم يتم تعيين عمال خدمات معاونة من سكان المحافظة المحتاجين وتعيين أشخاص من الشرقية؟".

ننتقل الآن الى دنيا الأحباء، حيث قام يسرى عبد الله، رئيس هيئة الأبنية التعليمية، بمجاملة الأحباء والأصدقاء بتعيين نجل صديقه فى محافظة الشرقية وهو "حسين عبد العزيز عوض" حيث تم تعيينه على الرغم من عدم ورود اسمه بكشوف المتقدمين لشغل وظيفة خدمات المعاونة، ومع ذلك تم قبول أوراقه قبل الإعلان عن نتيجة المسابقة بأسبوع بدون أي امتحان أو مقابلة شخصية وتم تعيينه فى محافظة الإسماعيلية، ولكنه استلم العمل فى محافظة الشرقية رغم أن منطقة الشرقية أيضا لم تطلب خدمات معاونة للعمالة الزائدة بها .

وتضمنت مخالفات المسابقة أيضا تعيين فاطمة محمد محمد مهندس كهرباء وهى شقيقة المهندسة نهلة محمد محمد، نائبة علاء بطاح رئيس اللجنة الخاصة بامتحانات المسابقة بأكملها، بالإضافة إلى تعيين سيد طه أحمد بوظيفة كاتب رابع وهو نجل عم محمد جلال عبد المطلب، مدير عام الشئون المالية بالهيئة وعضو لجنة الامتحانات بالمسابقة، أى أن المسابقة تضمنت الأقارب والأحباء والأصدقاء.

وأكدت مصادر بهيئة الأبنية التعليمية لـ"الفجر" أن الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم اعتمد بنفسه نتيجة هذه المسابقة فى الأول من يونيو الماضي، وأرجحت المصادر أن الوزيررغم اعتماده النتيجة إلا أنه  لم يكن يعرف أنها شاملة للأقارب والأحباء.

وقامت "الفجر" بالتواصل مع الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم وأكد أنه لن يتهاون مع أى فاسد وأشارالوزير إلى أنه سوف يحيل الموضوع برمته إلى المستشار القانونى وإذا أثبتت التحقيقات أن المسابقة غيرقانونية بالفعل سيتم إحالة الموضوع إلى النيابة وإعادة النظر فى المسابقة.