التفاصيل الكاملة لافتتاح مشروع "بشاير الخير 1" للتطوير الحضاري بغيط العنب بالإسكندرية
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشروع "بشاير الخير1" الذي يعد مشروعاً متكاملاً للتطوير الحضاري لمنطقة غيط العنب العشوائية بالاسكندرية، والتى تم تطويرها خلال فترة زمنية قياسية لا تتعدي الـ 18 شهراً بناءً على مبادرة وإشراف المنطقة العسكرية الشمالية وبدون تحميل ميزانية الدولة أية أعباء مالية، حيث قام عدد من رجال الأعمال والمؤسسات المالية، وفي مقدمتها البنك الأهلي، بتوفير التمويل اللازم.
ويضم المشروع الذي يقع على مساحة 12 فداناً بجوار ساحة غيط العنب مجمعاً سكنياً حضارياً لاهالي المنطقة يشمل 17 عمارة تضم 1632 وحدة سكنية بمساحة 92 متراً لكل وحدة، وتستوعب ما يزيد عن 8000 فرد من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى مسجد، ومستشفي بطاقة 175 سرير، ومركز للتدريب المهني والتشغيل يضم 17 ورشة تعليمية و6 قاعات دراسية، فضلاً عن 58 محلاً تجارياً سيتم استغلالها في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى سوق تجاري، وحديقة تعليمية للأطفال، ومركز لذوى لاحتياجات الخاصة.
وقد ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة استهلها بطلب الوقوف دقيقة حداداً على ضحايا مركب الهجرة غير الشريعة التى غرقت منذ أيام، وقد أكد سيادته في كلمته على عدم وجود مبرر أو عذر لسقوط أكثر من 160 مواطناً مصرياً وأجنبياً في مثل هذه الحوادث، مؤكداً على أهمية التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية بكل قوة سواء من جانب الدولة أو المجتمع. كما أشار السيد الرئيس إلى أن تأمين الحدود البرية والبحرية الممتدة لمصر يتطلب جهداً كبيراً، مؤكداً على إلتزام الدولة بشكل كامل بحماية الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن ضرورة اضطلاع المجتمع بدوره حتى يتم تفادي وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً. كما شدد سيادته على أهمية التحلي بالأمل، مؤكداً على أن المنطقة التى شهدت حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية، والتى تقع بالقرب من بحيرة البرلس بكفر الشيخ، تشهد تنفيذ مشروع حضاري متكامل يشمل تحديث الكورنيش الخاص بالبحيرة، فضلاً عن إقامة أكبر مشروع للاستزراع السمكي على مستوى الجمهورية، والذي سيضم 6 مصانع للصناعات المُكملة، منوهاً إلى أن تنفيذ هذا المشروع بدأ منذ أكثر من عام وأنه سيتم افتتاحه عقب شهرين، حيث سيوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. كما دعا سيادته الشباب إلى البحث الجاد عن فرص العمل داخل مصر والاستفادة من الجهد الكبير الذي تقوم به الدولة لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية.
كما أشار الرئيس إلى أهمية تركيز المسئولين بمختلف المواقع على تذليل العقبات والتغلب على المصاعب القائمة، مشيراً إلى ضرورة تبني حلول غير تقليدية حتى يمكن إنجاز المشروعات الجاري تنفيذها فى أقصر فترة زمنية ممكنة. وفيما يتعلق بمشروع تطوير منطقة غيط العنب بالاسكندرية، وأشاد الرئيس بما ساهم به هذا المشروع فى إدخال البهجة على قلوب أهالي المنطقة والارتقاء بظروفهم المعيشية، فضلاً عما يمثله من نموذج للتكافل بين جميع أطياف المجتمع، منوهاً إلى أن المحافظة وفرت الأرض، وأن القوات المسلحة قامت بالإشراف على الانشاءات، كما ساهم رجال الأعمال والمؤسسات المالية، وفي مقدمتها البنك الأهلي، بتوفير التمويل اللازم. وأشار سيادته إلى أنه يتم تنفيذ العديد من المشروعات في مختلف المحافظات، مشيراً إلى أنه جاري إقامة 1500 دار بدوية بمنطقة الضبعة. كما أوضح سيادته أن التغلب على التحديات وحل المشاكل يستغرق وقتاً بالنظر إلى تراكمها على مدار عقود، مؤكداً على أن تعزيز التعاون بين أجهزة الدولة المعنية والمجتمع من شأنه أن يساعد على حل هذه المشاكل.
واستعرض الرئيس عدداً من المشروعات التنموية الجاري تنفيذها بمختلف المحافظات، مشيراً إلى إقامة مزرعة أخري للاستزراع السمكي فى شرق بورسعيد على مساحة 23 الف فدان، بالإضافة إلى الجهود الجارية للانتهاء من إقامة مدينة الاثاث فى دمياط، ومدينة الجلود فى الروبيكي وغيرها، حيث شدد سيادته على ضرورة تكاتف المجتمع والإعلام من أجل بث الأمل والتفاؤل بالمستقبل، كما أكد الرئيس حرصه على تبسيط الاجراءات الادارية المطلوبة لتنفيذ المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، مشيراً إلى أن المسار الطبيعي للاجراءات الحالية غير صالح لتحقيق الانجازات التى تحتاجها مصر، وتطرق سيادته أيضاً إلى جهود القضاء على فيروس سي، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من تقديم العلاج لجميع المدرجين على قوائم الانتظار لدي وزارة الصحة، وأنه يُستهدف القضاء على الجانب الأكبر من هذا المرض خلال سنتين، فضلاً عن القيام بالفحوص الدورية حتى يمكن اكتشاف الحالات المتبقية. وأشاد سيادته في هذا السياق بالتعاون القائم مع منظمات المجتمع المدني، مشيراً إلى أهمية ترسيخ ثقافة وقائية لهذا المرض حتى يمكن خفض معدلات الإصابة إلى المعدلات العالمية.
كما تناول الرئيس الجهود التى تتم لإنجاز مشروعات الاسكان الاجتماعي، مشيراً إلى أن عدد وحداته ستصل بحلول يونيو القادم إلى 600 ألف وحدة سكنية، بالإضافة الي 75 ألف وحدة لأهالي المناطق الخطرة والتى تستهدف الدولة القضاء عليها نهائياً بحلول يونيو 2018. كما أشار السيد الرئيس إلى البدء في تنفيذ مشروعات إسكان للشرائح التي يزيد دخلها عن 3 آلاف جنيه، ومن جانب آخر تحدث السيد الرئيس عن وصول عدد المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة لنحو 1.5 مليون مواطن، بالإضافة إلى غيرها من برامج الحماية الاجتماعية التى أطلقتها الدولة، داعياً إلى تكاتف جهود الدولة مع المجتمع المدنى والقطاع الخاص من أجل النهوض بأوضاع مختلف القطاعات. وبالنسبة لجهود إدخال خدمة الصرف الصحي إلى جميع القري بمختلف المحافظات المصرية، أوضح السيد الرئيس أن العمل جاري على توفير الخدمة لتصل إلى 50 % من قري مصر بحلول يونيو 2018 بدلاً من النسبة الحالية التى تقل عن 15%. وفيما يتعلق بمشروع المليون ونصف المليون فدان، أشار سيادته إلى أنه من المنتظر طرح نصف مليون فدان على المزارعين والمستثمرين بحلول اكتوبر القادم.
وبالنسبة لأسعار السلع الغذائية والأساسية، أوضح السيد الرئيس أن حدوث زيادة في الأسعار خلال السنوات الماضية جاء نتيجة الزيادة التى شهدتها المرتبات الحكومية على مدار السنوات الماضية وعدم حدوث زيادة مقابلة فى المعروض من السلع بالاسواق، وذلك إلى جانب اعتبارات وأسباب أخري مثل تراجع سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية وعدم وجود آليات مستقرة لضبط الاسواق، مشيراً إلى أنه جاري العمل على تشديد الرقابة ومنع الاحتكار، فضلاً عن زيادة المعروض من السلع الغذائية والأساسية خلال الأشهر القادمة ليتناسب مع حجم السوق. كما أشار سيادته إلى إقامة مشروع ضخم يضم مائة آلف صوبة زراعية خلال عام ونصف من أجل مضاعفة إنتاج مصر من الخضروات والمنتجات الزراعية بالنظر إلى ارتفاع انتاجية الصوب بالمقارنة بالأساليب الزراعية التقليدية، بالإضافة إلى إقامة مزرعة حيوانية عملاقة تضم أكثر من مليون رأس ماشية.
ومن جانب أخر، حذر الرئيس من مساعي ومحاولات بث الفرقة بين الشعب والجيش، مشيراً إلى أن الدولة تتعرض لهجمة شرسة على مدار الشهرين الماضيين تهدف إلى النيل من الثقة القائمة بين الشعب والجيش. كما أكد سيادته دعمه الكامل لكل مستثمر جاد وشريف يعمل من أجل مصر، مشدداً على عدم وجود أية قيود تتعلق بالعمل والاستثمار.
وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، أشار الرئيس إلى النجاح الذي تحقق في هذا المجال بفضل تكاتف جميع الجهود، مشيراً إلى أهمية التيقظ من محاولات زعزعة الاستقرار وبث الشائعات والاخبار الكاذبة، والتى تهدف إلى عرقلة جهود التنمية الشاملة. كما شدد سيادته على عدم قدرة أحد على المساس بمقدرات الدولة المصرية.
وعلى صعيد سياسة مصر الخارجية، أشار الرئيس إلى أن السياسة المتوازنة والمعتدلة التى تتبناها مصر على مدار العامين الماضيين هي محل تقدير كبير من جانب المجتمع الدولى، مؤكداً على أن مصر تحرص على إقامة علاقات جيدة مع الجميع. كما أكد سيادته على عدم استطاعة أى دولة التدخل بين مصر واشقائها فى الخليج، مشدداً على أن أمن دول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وكان اللواء محمد الزملوط قائد المنطقة العسكرية الشمالية، قد ألقى كلمة أكد فيها على أن مشروع التطوير الحضاري لمنطقة غيط العنب يُعد نموذجاً فريداً للتكافل الاجتماعي، حيث استعرض الجهود التى قامت بها المنطقة الشمالية العسكرية فى تنفيذ منظومة متكاملة للتطوير، فضلاً عن التعاون الذي تم مع المحتمع المدني ورجال الأعمال بالاسكندرية وأجهزة المحافظة المختلفة، وهو ما يمثل نموذجاً لتحقيق التنمية المجتمعية دون تحميل الدولة أية أعباء مالية.
وأشار قائد المنطقة العسكرية الشمالية إلى أن فكرة تطوير منطقة غيط العنب اعتمدت على الاستفادة من الساحة المجاورة للمنطقة الخطرة، حيث تم تخصيصها لانشاء مجمع سكني لاهالي المنطقة، مشيراً إلى قيام 7 شركات مقاولات بتنفيذ المشروع بسعر التكلفة دون تحقيق أرباح. كما أشار إلى تجهيز المشروع بالكامل باللمبات الموفرة، بالإضافة إلى استغلال أسطح بعض المباني للزراعة وتوليد الطاقة الشمسية.
وتم كذلك عرض فيلم تسجيلي عن الجهود التى تمت لتطوير منطقة غيط العنب العشوائية، وبناء المجمع السكني وإزالة المباني الخطرة، فضلاً عن تضافر جهود أبناء محافظة الاسكندرية من رجال أعمال ومؤسسات مالية واكاديمية من أجل تنفيذ المشروع فى فترة زمنية قياسية. كما قام السيد الرئيس بتسليم عقود تمليك عدد من الوحدات السكنية الجديدة لأهالي المنطقة. ثم قام سيادته بجولة تفقدية للمستشفي المقامة بالمشروع، ومركز التدريب المهني، ومركز الاحتياجات الانسانية، بالإضافة إلى تفقد الوحدات السكنية والمناطق الخدمية، وفي نهاية الجولةالرئيس دعوة إحدى المواطنات لتناول الإفطار بصحبة أبنائها.