الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. سباق مشوق وحسم غير واضح
مع انطلاق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تتابع الأوساط العالمية استطلاعات الرأي عن كثب للتنبؤ بالفائز المحتمل في سباق البيت الأبيض. ورغم كثرة الاستطلاعات، إلا أن أيًا من المرشحين لم يحقق تقدمًا بأكثر من ثلاث نقاط في الولايات السبع المتأرجحة، مما يعقّد عملية التنبؤ بالفائز النهائي.
سباق محتدم وتنافس قوي في الولايات المتأرجحة
تشير مجلة “بوليتيكو” الأمريكية إلى أن أريزونا هي الولاية الوحيدة التي يظهر فيها المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، متقدمًا بنقطة أو نقطتين، في حين يبقى التنافس في باقي الولايات المتأرجحة دون تقدم ملحوظ لأي من المرشحين. وتعتبر ولاية بنسلفانيا بمثابة “المفتاح الذهبي” لهذا السباق، حيث قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد النتيجة النهائية.
268 صوتًا لترامب مقابل 251 لهاريس
حسب التوقعات، تشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب قد يحصل على 268 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، فيما تجمع المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، 251 صوتًا، ليبقى 19 صوتًا في ولاية بنسلفانيا التي قد تحدد الفائز. وللحصول على الأغلبية المطلوبة للفوز (270 صوتًا)، سيحتاج المرشحون إلى تعزيز قوتهم في الولايات الحاسمة، مع تأكيد “ڤوكس” على صعوبة الاعتماد الكامل على استطلاعات الرأي لرسم صورة دقيقة للنتيجة.
دور الناخبين المتأخرين وتوجهاتهم
تأمل هاريس أن تعكس استطلاعات الرأي الدعم المتأخر من الناخبين لصالحها. فقد أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن 8% من الناخبين قد قرروا خيارهم مؤخرًا، وكانت هاريس متقدمة بينهم بنسبة 55% مقابل 44% لترامب. ولكن، في ظل تراجع التقدم الذي أحرزته هاريس على المستوى الوطني إلى نقطة واحدة، يظهر السباق تقاربًا غير مسبوق، مما يضفي غموضًا على نتيجة الانتخابات في الولايات المتأرجحة.
تفاؤل متباين بين الحزبين
يستند الجمهوريون إلى تجربتهم السابقة حيث قللت استطلاعات الرأي من تقدير دعم ترامب في عامي 2016 و2020، ويأملون تكرار هذا السيناريو. وأوضح نيت كوهين، كبير محللي الاستطلاعات في “نيويورك تايمز”، أن الديمقراطيين يميلون أكثر إلى الاستجابة للاستطلاعات مقارنة بالجمهوريين، ما قد يؤدي إلى تقليل تقدير الدعم لترامب. بالمقابل، يرى بعض المحللين أن الاستطلاعات قد بالغت في تصحيح نسبة الخطأ لصالح ترامب، مما يزيد من تعقيد المشهد.
تحولات مفاجئة: تقدم لهاريس في أيوا
فاجأت ج. آن سيلزر، خبيرة الاستطلاعات في ولاية أيوا، الوسط السياسي عندما أظهرت نتائج استطلاعها تقدم هاريس بثلاث نقاط في ولاية كانت تعتبر معقلًا لترامب. ويرى البعض أن سيلزر قد التقطت تحولًا نحو الديمقراطيين، لكن آخرين يعتبرون هذا الاستطلاع حالة استثنائية قد لا تتوافق مع النتائج النهائية في الواقع.
خريطة الولايات المتأرجحة: تغيرات حاسمة
تُظهر الاستطلاعات أن هاريس تمتلك تفوقًا طفيفًا في ميشيغان وويسكونسن، بينما تتساوى مع ترامب في بنسلفانيا، في حين يتفوق ترامب بشكل طفيف في جورجيا وكارولينا الشمالية ونيفادا. وعلى الرغم من تقدم ترامب الواضح في أريزونا، يشير استطلاع مشترك بين “نيويورك تايمز” وكلية سيينا إلى تقدم هاريس في ولايات مهمة مثل جورجيا وكارولينا الشمالية ونيفادا، وتعادلها مع ترامب في ميشيغان وبنسلفانيا.
وفي حال فوز ترامب في الولايات المتعادلة، قد يبقى الهامش ضيقًا ليحقق لهاريس فوزًا محدودًا في المجمع الانتخابي، مما يزيد الترقب لهذا السباق الشديد التنافس.