انفراد.. مستشفيات الإسكندرية تعذب طفلين بسبب العلاج (فيديو وصور)

"عبد الستار ومحمود" شقيقان يبلغان من العمر 14 عامًا وهم في الصف الأول الإعدادي، فقدا أبيهم منذ ما يقرب من 8 سنوات، واضطرا كل منهما لاستغلال إجازة العام الدراسي بعد انتهاء امتحاناتهم، والعمل على محرك "توك توك" ليتقاسما في نهاية يومهم مكسبهم لمساعدة الأسرة في قضاء احتياجاتها.

- حادث تصادم سيارة نقل في "توك توك"
يشاء القدر أن منذ ما يقرب من شهر، يصطدم محرك "التوك توك" الذي يعملون عليه في الطريق الواصل إلى قرية شربات إحدى قرى النهضة القريبة منهم في سيارة أخرى ميكروباص، ليتساقطون أرضًا وسط نزيف من الدماء بمحيط الحادث، فاضطر أهالي القرية إلى الاستعانة بسيارة أجرة لنقلهم إلى مستشفى العامرية، بعد فشل سيارة الإسعاف في الدخول إلى القرية.

- بدء معاناة أسرة "عبدالستار ومحمود" في مستشفيات الإسكندرية
وبدأت المعاناة تصطحب أسرة الأخوين خاصة والدتهم في المستشفى، بعد امتناع الأطباء عن إجراء أي جراحات عاجلة للطفلين وذلك نظرًا لصعوبة حالتهم، فالشاب الأول أصيب بجرح قطعي في اليد اليسرى وكادت أن تتسبب في بتر يده، أما الآخر فأصيب بكسور وجروح بأنحاء جسده، مما جعل بقاءه على الحياة مسألة وقت فقط وأيام معدودة إن لم يتدخل الأطباء لنجدته.

كما ظل الأخوين ينتقلان من مستشفى إلى أخرى حتى استقروا في مستشفى "ط.م" الخيرية، الذين جلسوا فيها قراية 15 يومًا قبل أن يتم وضع الطفل "عبدالستار" عاريًا في الشارع، وذلك لعدم قدرة أسرته على دفع المبالغ المدونة عليهم من قبل إدارة المستشفى، خاصة بعد قيام الأم ببيع المنزل الخاص بها لعلاج أبنائها.




- "الفجر" تنفرد بحوار خاص مع أسرة "الطفلين".. وتكشف معاناتهم
رصدت عدسة "الفجر" معاناة الأسرة بعد إلقاء أحد الشابين عاريًا في الشارع أمام المستشفى، بعد فشل أهلهم في إيجاد مستشفى تستقبلهم، على الرغم من سوء حالتهم.

وقالت أسرة الطفلين، إن بعد الحادث مباشرة ظل الطفلين ينزفان على الطريق واستغاث الأهالي بالإسعاف ولكن دون جدوى، إلا أن نقل الأهالي الطفلين على سيارة "ميكروباص" إلى مستشفى العامرية المركزي، وتم عمل الإسعافات الأولية لهم داخل المستشفى، إلى أن أبلغهم أحد العاملين في المستشفى أن حالتهم حرجة ولابد أن ينتقلوا إلى المستشفى الجامعي.



- الأطباء يطالبون أسرة الطفلين بآلاف الجنيهات وهم لا يمتلكون ألف جنيه
وأوضحت الأسرة، أنهم توجهوا بالطفلين بعدد من المستشفيات الخاصة، وكلًا منهما طالب بدفع مبلع 5 ألاف جنيه كتأمين منهم ندخله، ولابد من دفع المبلغ، ولكنهم فى النهاية طالبوا مبلغ 70 ألف جنيه، ثم توجهوا بهم إلى مستشفى الشيخ بدوي، وبعد إجراء الأطباء الفحوصات اللازمة للطفلين، رفضوا إجراء أي عمليات لهم نظرًا لخطورة وصعوبة حالاتهم الصحية، خاصة الطفل "محمود" الذي يعاني من جرح قطعي كبير في اليد اليسرى ولابد من أوعية دموية له حتى لا يتم بتر يده.

وأشارت الأسرة، إلى أنهم توجهوا بعد ذلك إلى مستشفى قصر الشفاء بمنطقة الدخيلة، وشاهدوا مآساة كبيرة حتى أجرى الأطباء الفحوصات اللازمة، وطالبوا منهم دفع مبلغ 120 ألف جنيه من أجل إجراء العمليات له، مؤكدين على أنهم حاولوا أن يجمعون مبلغ 60 ألف جنيه، وتواصلوا مع إدارة المستشفى من أجل أن يتم تقسيط المبلغ والإمضاء على إقرارات أمانة بباقي المستحقات المالية للمستشفى.. ولكنهم رفضوا نهائيًا، على الرغم من أن الإدارة أبلغت الأسرة عقب دخول المستشفى بضرورة إجراء عملية جراحية سريعة للطفل "عبدالستار" قبل أن يفقد حياته، ولكنهم وضعوا الطفل في النهاية خارج المستشفى.

- الشقيقان ينفصلان عن بعضهم.. وفاعلو الخير يتدخلون
وأضافت أسرة الطفلين، أن عدد من الأهالي وفاعلي الخير تكفلوا بالذهاب به إلى عدد من المستشفيات الخاصة بعيدًا عن شقيقه "عبدالستار" من أجل علاجه وإيجاد أوعية دموية له قبل بتر يده.



- أسرة الطفلين تروي ما حدث معهم في مستشفى "طلعت مصطفى"
وتابعت الأسرة، أن الطفل "عبدالستار" توجهوا به في النهاية لمستشفى "طلعت مصطفى" بعد معرفتهم أنها مستشفى خيرية، واستقبلوا الطفل بشكل لائق ودفعوا مبلغ 5 آلاف جنيهًا، ودخل الطفل غرفة العناية المركزة، موضحين أنهم عندما جلسوا مع الدكتور "ط.ع" أستاذ التخدير ومدير المستشفى، قال لهم: "إن الطفل يحتاج لإجراء عدة عمليات في وقت واحد، وتكلفتها تكاد تصل إلى 60 ألف جنيهًا وحاولوا تخفيض المبلغ حتى وصل إلى 36 ألف جنيه.

وأكدت الأسرة، على أن مسؤول بالمستشفى طلب منهم وضع 27 ألف جنيه في المستشفى و9 آلاف جنيه آخرين يأخذهم بذاته لكي يأتي بدكتور أعصاب وتجميل وتخدير وغيره من خارج المستشفى، على أن يدخل غرفة العمليات ويجري كافة العمليات اللازمة له في وقت واحد كما قال لهم، مضيفًا: "أنه في ساعة واحدة هنعمل كل اللي في جسم عبدالستار" فوافقت الأسرة ودفعوا مبلغ 9 آلاف جنيه له شخصيًا و25 ألف في الخزينة على أن يتبقى ألفين جنيه يتم دفعهم فى اليوم التالي، ولكن عند إجراء العملية فوجئوا أنه لا يوجد مع الطفل في غرفة العمليات إلا دكتور واحد مخصص للعظام يسمى "ح.ز" فتوجهوا إلى مدير المستشفى ليتفهوا الوضع خاصة أنهم دفعوا المبلغ بأكمله، واتفقوا معه على تركيب ترقوة جديدة للطفل ولكنهم فوجئوا أنه لم يتم تركيب واحدة جديدة، مما زاد من استيائهم، إلا أن مدير المستشفى قد رد عليهم قائلًا "أنتم المفروض تفرحوا إننا مجيبناش واحدة جديدة"، مؤكدين على أنهم طالبوه بتعويضهم عن المبلغ الذي دفعوه ولكنه رفض.



- مفاجأة جديدة تطرق أبواب أسرة الطفلين وتلقي "عبدالستار" في الشارع
وفجرت أسرة الطفل "عبدالستار" مفاجأة جديدة، أن مدير المستشفى أخذ مبلغ 7 آلاف جنيه منهم ولكن بعد أن جمعوا المبلغ لم يجدوه في المستشفى، واتصلوا به فأبلغهم بترك المبلغ في الاستقبال، مؤكدين على أن العمال لم تعطيهم أي وصل باستلام المبلغ، ووضعو المبلغ في ظرف وتوصيله إلى مدير المستشفى في يده.

وأكدوا على أنهم فوجئوا بعد عدة أيام بتحصيل مبلغ 36 ألف جنيه لصالح المستشفى كعمليات فقط دون إقامة أو أي شئ أخر، بفك دكتور العظام الجروح عن الطفل ثم تركوه قائلًا: "هنبعتلكم مساعد يكمل علاج الطفل" ولكن بعدما فك المساعد بفك الجروح من الطفل، طالب مدير المستشفى بدفع مبالغ أخرى رغم أنهم اتفقوا من قبل على كل شئ حتى علاج الطفل، ولكنه قال لهم: "إن لطفل لابد أن يجري عملية أخرى لرد العضلة في قدمه، ولكننا لم نستطيع دفع المبلغ المطلوب، وأرسلوا إخطار لهم من قبل الأمن الإداري في المستشفى إن لم يتم دفع المبلغ فسيتم إخراج الطفل إلى الشارع.

وأشاروا إلى أنهم كانوا يترجوا العاملين بخروج سيارة إسعاف لنقل الطفل إلى أي مستشفى أخرى ولكنهم رفضوا، إلى أنهم فوجئوا أن أحد أعضاء مجلس النواب "س.ط" تحدثت في الهاتف وأن يتواصلوا مرة أخرى مع مدير المستشفى لإنهاء الأزمة، وبعد أنا تواصلوا مع مدير المستشفى رفض دخول الطفل إلى المستشفى ولكنه تكفل بدفع مبلغ 15 ألف جنيه ثمنًا لنا على سكوتنا قائلًا "الموضوع مشوشر ومحدش يتكلم" وقمنا بأخذ المبلغ ثم قمنا بجلب سيارة نصف نقل، ونقلنا الطفل من خارج المستشفى إلى أن قمنا بالمجيئ به إلى المنزل وإلى الآن نبحث عن أي مستشفى لتجري له العلاج اللازم خاصة أن الجرح قد تلوث ولابد من إجراء عملية جراحية عاجلة.



- مدير مستشفى "طلعت مصطفى" يكشف حقيقة حصوله على رشوة لعلاج الطفلين
وكشف أستاذ التخدير بكلية الطب بجامعة الإسكندرية ومدير مستشفى طلعت مصطفى- الدكتور طارق عاطف توفيق، عن أن لطفل "عبدالستار" جاء إلى المستشفى بعد حادث تعرض له يوم 27 أبريل الماضي، وأشارت بعد الفحوصات اللازمة إلى أن الطفل يعاني من كسور متعددة في فخذه ويديه وقطع في الأوتار وخلع في الفخذ واشتباه نزيف داخلي، وأجروا عملية للطفل ثم خرج لمنزله في 9 مايو الماضي، ثم عاود مرة أخرى للمتابعة في عيادة العصب يوم 24 مايو، وتم تحصيل مبلغ 25 ألف جنيه فقط من أهالي الطفل كحق منتفع من العمليات التي أجريت له وهذا موثق كله بالفواتير والأختام، مضيفًا أن في يوم 24 مايو طالب طبيب العظام في المستشفى بتغير الجبس في يد وقدم الطفل، وكان يتطلب لذلك دفع مبلغ 500 جنيه، وبعد بلاغ أهل الطفل رفضوا الدفع.

وأوضح مدير المستشفى- في تصريحات خاصة لـ"الفجر"- أن طبيب العظام رفض تغير الجبس إلا بعد دفع المبلغ خاصة أن العملية ستأخذ أكثر من ساعتين عمل متواصلين، مضيفًا أن أسرة الطفل قد وضعوه عاري الجسد أمام بوابة المستشفى، وأبلغ رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى بما حدث، مؤكدًا على ضرورة تحرير محضر إثبات حالة ضد أهل الطفل بما فعلوه للتشهير بالمستشفى، ولكنها رفضت الفكرة، وأن وصول أهل الطفل إلى هذه الحالة جاء لفقرهم، ومراعاة لحالتهم وتم صرف مبلغ 15 ألف جنيه لهم.

وعن اتهام أسرة الطفل له بأخذ رشوة مالية منهم، قال "توفيق" إن هذا الاتهام عارٍ تمامًا من الصحة ومن معه أي شئ يثبت ذلك فليتقدم بها إلى النيابة، وأن أخذ الرشوة من أحد لابد أن يكون مقابل شئ ثم ما هي الدلائل التي لديهم والتي تثبت أنني قمت بأخذ رشوة قائلًا: "ربنا عرفوه بالعقل"، وأن الطفل قبل أن يأتي إلينا قد ذهبوا به إلى مستشفى أندلسية وطالبوهم بدفع مبلغ 120 ألف جنيه، ولكنهم جاءوا إلينا لإننا مستشفى خيرية ونقوم بعمل الشئ بتكلفته فقط.

وأوضح مدير المستشفى، أن الطفل قد طالبوه في المستشفيات الأخرى بعمل عملية استكشاف ليعرفوا سبب النزيف الداخلي في الباطن ووفرنا هذا على أسرة الطفل، وقمنا بعرض نقل الطفل إلى مستشفى ناريمان لعمل عملية العظام مجانًا بعد توصية منهم، ولكنهم رفضوا ذلك.



- وكيل الصحة بالإسكندرية يشكل لجنة للتفتيش على المستشفى.. ويؤكد: "ضبطنا مخالفات عديدة"
كما صرح وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية الدكتور مجدي حجازي، أنه تم تشكيل لجنة للتفتيش على مستشفى طلعت مصطفى، وتم ضبط مخالفات عديدة، وجارٍ عرضها على محافظ الإسكندرية المهندس محمد عبدالظاهر، لاتخاذ الإجراء القانوني.

وأضاف "حجازي"- في تصريحات خاصة لـ"الفجر"- أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء قد قرر نقل الحالتين "عبدالستار عبدالغفار- 14 عامًا، محمود عبدالغفار 15 عامًا" بمعرفة مرفق الإسعاف إلى مستشفى رأس التين العام، تحت إشرافه، حيث يتم حجزهم في غرفة عزل منفصلة بقسم الجراحة بالمستشفى، تحت اشراف نخبة من الأطباء المتخصصين، ويتم حاليًا عمل الفحوصات اللازمة لهم.