اهتمام إعلامي كبير بعد أولى خطوات العملاق المالي السعودي بالاستثمار خارجياً

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية

تحرك العملاق المالي السعودي الكبير في أولى خطواته باستثمار 15 مليار ريال سعودي في شركة اوبر الأمريكية والمختصة بخدمات التاكسي؛ حيث استحوذت السعودية على حصة في الشركة بلغت 5%، وبحسب بيان الشركة تبلغ القيمة السوقية للشركة أكثر من 62 مليار دولار وتسعى الشركة للتوسع والنمو في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبحسب خبراء اقتصاديين تكمن أهمية الخطوة الكبيرة الذي أقدمت عليها السعودية في أن الصندوق السيادي العملاق بات حقيقة وأن المملكة العربية السعودية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الرؤية السعودية أصبحت واقعاً حقيقياً، وهي ترمي إلى تعزيز موقف المملكة اقتصادياً وسياسياً على المستوى الدولي.

وعلقت العشرات من الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية على هذه الخطوة باهتمام كبير، وخصوصاً أنها تأتي من العملاق السيادي السعودي الذي طال انتظاره الذي قد يغير خارطة الاستثمارات العامة ويساهم في تعزيز مكانة السعودية الدولية لتصبح قطباً استثمارياً دولياً تحج إليه كل الشركات الدولية وتترقب خطواتها كل الأسواق المالية العالمية.

وعلق موقع بلومبيرغ الإخباري على الخطوة بالقول: إن أوبر يحصل على استثمارات بـ3 مليارات ونصف مليار دولار من صندوق الثروة السعودي الوافد الجديد.

وأضافت: "أقدمت السعودية على هذه الخطوة في مسعى منها يهدف إلى تنويع أصولها المالية عن طريق الاستحواذات الخارجية التي يخطط لها الصندوق".

وأضاف التقرير: "سيصبح السعودي "ياسر الروميان" عضو منتدب في مجلس إدارة الشركة بعد الصفقة"، ووصف التقرير الاستثمار السعودي بالصفقة الأكبر حتى الآن بالنسبة لأوبر.

وأشار التقرير إلى أن الاقتران غير العادي بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي والشركات الكبرى الناشئة في وادي السيلكون مناسب لكلا الطرفين؛ فالشركة في عجلة من أمرها لطرح أسهمها للاكتتاب العام، وتهدف إلى الحصول على التدفقات النقدية للتوسع عالمياً في ظل منافسة كبيرة من عدد من الشركات الممولة بشكل جيد، بينما السعودية التي تملك صندوقاً سيادياً تبلغ أصوله حالياً 200 مليار دولار يتحرك خارجياً مع إستراتيجية توسعية بعد أربعة عقود من الاستثمارات الداخلية.

من جهتها وصفت مجلة فوربس الأمريكية الاستثمار السعودي في الشركة النامية بأنها خطوة ذكية جداً ستساهم في تنويع مصادر الدخل وتسهم في حل إشكالات مالية وسياسية لدى المملكة العربية السعودية؛ حيث لدى السعودية مشكلة كبيرة سابقة وهي اعتمادها على النفط بنسبة 80 % في ميزانيتها المالية؛ حيث تضررت ميزانيتها العامة بعد الانخفاضات الحادة التي تعصف بأسواق النفط وهي بهذا التحرك بدأت بالفعل في خطط التحول الاقتصادي.

من جانبها تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن الصفقة ووصفتها بالخطوة الاستثمارية طويلة الأجل، وأشارت إلى أن الشركة الأمريكية قد حصلت بالفعل على استثمارات نقدية من العديد من الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، مثل مورغان سانلي، وجولدمان ساكس، وصناديق ثروة سيادية مثل صندوق الثروة السيادي القطري، لكن الاستثمار السعودي هو الأضخم حالياً بالنسبة للشركة.

وأضافت أن الخطوة السعودية فنّدت كل الأحاديث التي تتحدث عن خطط السعودية لسحب استثماراتها من الأسوق الأمريكية.

ووصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الخطوة السعودية بالهامة للشركة وللسعودية، وأشارت إلى أن الاستثمار السعودي في أوبرا تظهر أن السعودية مستعدة للرهان الكبير على المستقبل الاقتصادي للبلاد.

وأضافت أن ترجمة هذه الرهانات الاقتصادية اجتماعياً من الصعب التنبؤ بها، وخاصة أن المرأة السعودية لا تزال ممنوعة من قيادة السيارة، وهي عنصر هام في الرؤية السعودية التي أعلنها الأمير السعودي "محمد بن سلمان".

وبينت الصحيفة أن أكثر من 80% من زبائن الشركة في السعودية هن من النساء، وأن الشركة ستسعى للتوسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقد رصدت الأموال المناسبة لهذا التوسع.

واشتركت كل من "رويترز" و"السي ان ان" و"البي بي سي" الاقتصادية في نشر بيان الشركة الرسمي حول الصفقة، التي تحدث عن خطط التوسع التي تعتزم الشركة تنفيذها، وأن الصفقة السعودية ستعزز من قدرة الشرطة على المنافسة دولياً، وخاصة في السوق الآسيوية الواعدة.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تخطط لإنشاء أضخم صندوق سيادي عملاق عبر بيع 5% من أسهم عملاق النفط شركة أرامكو المملوكة للدولة في أضخم برنامج تحول وطني يهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية اقتصادياً وعالمياً.