د.حماد عبدالله يكتب: "قدرات" مصر المتنامية!!
نعم مصر فى تطوير دائم لقدراتها كدولة معاصرة منذ أن عادت إلى هويتها فى 2013، وكان الهدف الرئيسى للقيادة السياسية أن يكون تنامى الدولة، نحو إعادة البنية الأساسية للوطن من مرافق، وطرق وإنهاء للعشوائيات وفى نفس الوقت نظرة إلى ما يحيط بنا فى الإقليم من مستجدات والعمل على درء الخطر القادم سواء كان ذلك توارثًا عبر حقبات زمنية سابقة أو نتيجة تحركنا للأمام.
وأهم ما راعته القيادة السياسية فى رؤيتها لتنامى الدولة المصرية هو (درع الأمة وسيفها) فالدرع نظرًا للمستجدات الدولية،والسيف أمام من وجد الفرصة سانحة للقفز على ثوابت تاريخية فى حقوق شعب مصر سواء فى (نيلها ) أو فى شريان الحياة للمصريين، والطمع والتصور بأن من هذا "الشريان" يمكن إخضاع الإرادة السياسية المصرية لمتطلبات إخوانية، وسرطانية، وتوسعية أيضًا من دولة كانت عقيدتنا وما زالت هى العدو الأول لنا وللعرب جميعًا فى المنطقة منذ إنشائها عام 1948" إسرائيل".
ورغم أن تغييب دور مصر عربيًا وهو المقصود من " القوى العالمية" والتى تعلم جيدًا بقرائتها للتاريخ السياسى فى المنطقة أن "مصر" هى المفتاح، ومصر هى "القادرة"، وحينما "تقدر" تستطيع أن تجمع شمل الجميع فكان الحل " تفتيت القوى العربية بفعل فاعل" كما حدث فى "قطر" على سبيل المثال، وإقليميًا كما حدث "بفعل فاعل" فى "تركيا"، وهذه الأنظمة هى التى يحاول الإستعمار الجديد أن ينشطها فى مواجهة قدرة مصر على أن تكون "قادرة".
بل وصل الأمر أن يكون لنا مواجهة من الشرق بعناصر الإرهاب التى تتزود يوميًا بمؤن ورجال "وسياسات مخابراتية"، حتى يصبح النزيف من داخل الوطن !!
ومواجهة فى الغرب بأن يكون على حدودنا العربية عدو مستمد قوته من "تحالف شيطانى" لا يمل أبدًا فى أن يحاول إستمرار تلك الجبهة مفتوحة لتنزف القوى المصرية، وإيهامنا بـأن العدو يأتى من شمال المتوسط ولكن أصابع الشيطان تمتد إلى كل الجهات ففى الجنوب ومن منابع النيل كانت "اليقظة للشيطان" الذى لم يستطع على طول التاريخ منذ العثمانيون والقوى الإستعمارية القديمة تحاول أن تخضع "مصر" عن طريق ( نزف الدماء والمياه) فى الجنوب.
ولعل إخضاع الجنوب والحفاظ على منابع النيل منذ عهد " محمد على" وسيطرة " إبراهيم باشا" على رأس القوات المسلحة المصرية على كل مناطق منابع النيل فى " الكونغو وبحيرة فيكتوريا وإثيوبيا وفى جبالها الممطرة".
ما زال حتى اليوم مرورًا بعصر "جمال عبد الناصر" وعلاقته بالإمبراطور "هيلاسلاسى "والكنيسة المصرية المتمركزة فى ضمير الإثيوبيين.
مرورًا بالرئيس الراحل السادات وضربه لمشروع السد والتى أنكرت" أثيوبيا" تشييده عالميًا، وقام الرئيس " السادات" بضربه وحينما إشتكى الإثيوبيين رد الرئيس " السادات" الرد الشهير " كيف نضرب شيئًا أنكرتموه عالميًا !!
مرورًا بالرئيس الراحل " مبارك" الذى أولى هذا الملف للمخابرات المصرية فى عصر المرحوم " عمر سليمان" والذى صرح بأن لا حل أمام مصر إلا ضرب "فكرة إنشاء سد" يمنع المياه والحياة عن المصريين فهى قضية " حياة أو موت".
وفى ظل تنامى الدولة المصرية جاء دور القيادة السياسية فى عهد الرئيس " السيسى" لكى نبدأ عهدًا جديدًا فى العلاقات الدولية الإقليمية مبنية على حسن الجوار، والمصالح المشتركة، وتبادل المنافع ومع كل تلك النوايا الطيبة "تعد مصر سيفها" لكى تدرأ خطر على الأمة إذا وقع !!ولكن برؤية سياسية وطنية أيضًا متنامية وواعية، وهو ما كتبت عنه فى مقال سابق تحت عنوان" إتقوا شر الحليم إذا غضب"!!
ولعل هذا العنوان لمقالى الذى نشر من قبل مازال حتى هذه اللحظة نداءًا إلى من "تسوَّلْ له نفسه أن يعتدى على حياة المصريين،فالحُلْم له حدود، والحُلمْ له رد فعل قاسى إذا لم يحترمه الأخرون.
وإن غدا لناظره قريب !! ولعل الغد الذي انتظره وينتظره المصريين، ان نري صاحب القرار السياسي في بلدنا ان الحلم انتهي، ويجب ان يتخذ الحليم موقفا حاسما مثل ماتعلمنا في التاريخ ان العبث بمقدرات هذا الوطن، يقابله رجال ونساء وأطفال مصر 🇪🇬 بالقوه الغاشمه، والأمل في القياده مازال قائما.
أ.د/ حماد عبد الله حماد