المصري في الغربة "رخيص".. "أصلها" حوادث فردية (تقرير)

تقارير وحوارات

المصري المقتول في
المصري المقتول في فنزويلا

"قد يبدو كمشهد درامي من قصة أكثر تعقيدًا، وقد يبدو كحدث عابر لا يتعدى كثيرًا ما توفر حتى الآن من تفاصيل.. ولكن في أي من الحالتين، فإن معيار الدولة المحترمة يوضع دائمًا في مثل هذا الأمر على المحك".. كلمات جسد بها الإعلامي يسري فودة واقعة مقتل المواطن المصري عبدالرحمن إسماعيل السيد في مطار كراكاس بفنزويلا، وتحرك الخارجية المصرية تجاه الحادث، وجسدت أزمة الدولة تجاه أبنائها المغتربين الذين يتعرضون لحوادث قتل أو غيرها، والدول التي يتعرض مواطنيها لنفس تلك الحوادث في مصر أو خارجها.

"عبدالرحمن" سافر للعمل في شركة نفط بفنزويلا، تاركًا بلده مثله مثل مئات المصريين الذين يعانون من البطالة وقلة فرص العمل والأوضاع الاقتصادية، ليصطدم بـ"بلطجية" قتلوه فور خروجه من مطار سيمون بوليفار الدولي بالعاصمة كراكاس قادمًا من فرانكفورت بألمانيا، يوم السبت الماضي، بينما أمس عُثر على شاب مصري غارقًا في دمائه على سطح بحر السين في العاصمة الفرنسية باريس.

وقائع كشفت الغياب التام للخارجية المصرية التي لا تتحرك إلا بعد إحداث تلك الوقائع صدى لدى الرأي العام، وسرعان ما يصدم أهالي الضحايا ردود الوزارة التي عادة ما تشجب وتندد وتدين دون أي رد على شاكلة إيطاليا وروسيا التي اتخذت إجراءات صارمة ضد مصر بعد الأحداث التي وقعت ضد مواطنيها، حيث قتل المواطن المصري يوم السبت لكن رد الخارجية جاء بعدها بيومين، قائلة عبر المتحدث الرسمي السفير أحمد أبوزيد خلال تصريحات تلفزيونية إن السفير المصري التقى المسؤولين بفنزويلا في أحد المناسبات القومية وأبلغهم بمتابعة الحادث، مؤكدًا أن فنزويلا تشهد عطلة رسمية، ما سيؤخر إجراءات تسليم الجثمان، لكنّ الرد المصري لم يشفِ الرد غليل الأب المكلوم الذي فقد ابنه الوحيد باكيًا: "المسؤولين لا يحركهم الضمير".

وقائع مشابهة كانت لدولتي إيطاليا وروسيا في مصر، الأولى أثناء العثور على جثة طالب إيطالي على الطريق الصحراوي مقتولًا في ظروف غامضة، والثانية بعد سقوط طائرة روسية في سيناء ومقتل 224 من مواطنيها، ورغم اختلاف الواقعتين، إلا أن تعامل البلدين حيالهما لم يختلف كثير؛ إذ اتخذت الدولتان إجراءً دبلوماسيًا باستدعاء سفرائهما لدى مصر، وسارع رئيس الوزراء الإيطالي والمسؤولين هناك بتهديدات ضد مصر بكشف غموض حادث مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني مقابل العلاقات معها، أما روسيا فاتخذت إجراءات أشد وطأة من جارتها الأوروبية بمنع الرحلات الجوية والتحرك ضد منفذي حادث سقوط الطائرة.

اختلاف تعامل مصر وبقية الدول مع أحداث مشابهة يلخصها السيسي في جملة "حوادث فردية"؛ إذ اعتبر أن حادث مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني" في مصر يماثل اختفاء المواطن المصري عادل معوض في إيطاليا وجميعها "حوادث فردية"، وفقًا لحوار له مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، مشددًا على أن تلك الحوادث لا يجب أن تؤثر على علاقات الصداقة بين الشعوب، ومن بينهم الإيطاليون.