واشنطن بوست: نهضة مصر الاسلامية أكثر وضوحا على مستوى القاعدة الشعبية

أخبار مصر


نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان وكيل نيابة المنطقة استجوب جمال حمدي الاسبوع الماضي حول ما اذا كان يؤمن بوجود الله. و أصرت عائلة صديقته ان اتهامهما بتعزيز الإلحاد لظهورهما معا في الأماكن العامة – شيء مهين- في بلدتهم المحافظة بشكل متزايد. الإلحاد ليس جريمة في مصر، ولكن لم يمنع هذا الامر ذهاب جمال وصديقته للمحاكمة لذلك.

بعد مرور عشرين شهرا علي الانتفاضة الشعبية التي وضعت حدا للنظام الاستبدادي للرئيس حسني مبارك، ما زالت مصر تفتقر الاستقلالية، و المحايدة والنظام القضائي المقنن بشكل واضح. و في غياب العدالة والأمن في شوارع مصر، وتوجيهات تنفيذ القانون التي تدفقت مرة واحدة من أعلى الآن تتدفق على نحو متزايد في الاتجاه الآخر, حيث يسعي الشعب الذي قوته الثورة لمجتمع جديد - مع أو بدون دعم الحكومة المركزية.

الانغماس في هذا السعي الشعبي الي العدل هو عاصفة التدين المتزايدة التي اجتاحت مصر منذ سقوط مبارك. يسيطر الاسلاميون على الجمعية المكلفة بصياغة الدستور المصري الجديد. ولكن إحياء مصر الإسلامية وإعادة تحديد حقوق ومسؤوليات المواطنين العاديين يحدث خارج أروقة الحكومة - في الشوارع والمساجد والمدارس والمحاكم .

وقال عمرو غربية، مدير الحريات المدنية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، منظمة غير حكومية ومقرها القاهرة, ان قضايا عدم احترام المقدسات ظهرت ايام مبارك بمعدل قضية او اثنين بالسنة إطار مبارك و لكنها زادت لما لا يقل عن 18 في السنة والنصف الماضية.

و قال غريبة ان قانون العقوبات المصري غامض في مسألة التكفير، و يجرم فقط استخدام أفكار دينية متطرفة للتحريض على الفتنة. لقد رأينا أيضا مجموعات كبيرة من الناس خارج المحاكم يمارسون ضغط كبير على المحامين والمتهمين، وحتى على القضاة أنفسهم . في حالة واحدة، طرد محامين منظمته من المحاكمة لأن المجتمع المحلي اصدر بالفعل حكمه في ذهنه.

بالنسبة لجمال، وهو يصف نفسه بأنه مسلم معتدل، تنامي أثر التشدد ببلدته. وصديقته، بسمة، توقفت مؤخرا عن ارتداء الحجاب علي رأسها، و قد اخذوا لظهورهم امام العامة معا، مما اثار غضب أسرتها والجيران و سخريتهم منها لكونها عاهرة .

وقال جمال من الناحية السياسية، فإن الإسلام كان دائما موجود. لكن في هذه الأيام، الإسلاميين يحاولون الترويج لانفسهم. انهم يعاركون الجميع، و يحاولون السيطرة على المجتمع. و اضاف ان أقارب بسمة في البداية حاولوا أن يضربوها ليجبروها على الخضوع. بعد ذلك ذهبوا الي المدعي العام لاستجواب اثنين عن معتقداتهم الدينية. قال بدلا من الوقوف أمام منظمة القضاء ، وجدت نفسي مرة أخرى في العصور الوسطى . بعد خمس ساعات، تم إطلاق سراح الاثنين بكفالة، ولكن جمال (17 عاما) قال انه لم ير أو يسمع عن بسمة منذ ذلك الحين. وقال انه يخشى على سلامتها.