فى أول 48 ساعة للبرلمان.. سقوط «دعم مصر» والأحزاب السياسية

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

أثبتت الـ48 ساعة الأولى لعمل مجلس النواب، والتى أجريت خلالها الانتخابات على مناصب رئيس المجلس والوكيلين، فشل الأحزاب والقوى السياسية بما فيهم ائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية تحت القبة.

وبعيدا عن حالة الهرج والمرج التى أحدثها النواب خلال هذه الساعات المعدودة، فقد عكست هذه الانتخابات الوضع الحقيقى للبرلمان، والذى ينذر بالخطر، خاصة فى ظل انقسام أبناء الحزب الواحد على أنفسهم، وهو ما قد يصعب مهمة المجلس فى الرد على بيان الحكومة.

أزمة الأحزاب والقوى السياسية بدأت مع حزب الوفد الذى أعلن عدم المنافسة على رئاسة المجلس، بقرار مؤسسى اتخذته الهيئة العليا والكتلة البرلمانية للحزب، ورغم ذلك فاجأ النائب الوفدى عيد هيكل المجلس وهيئته البرلمانية ليعلن ترشحه لرئاسة المجلس، بقرار فردى دون الرجوع لحزبه.

وجاءت المفاجأة فى عدد الأصوات التى حصل عليها، «4» أصوات، ما يعنى أنه لم يحصل حتى على أصوات هيئته البرلمانية التى يقترب عددها من الأربعين عضوا.

هيكل حصل على أصوات ثلاثة فقط من زملائه فى الهيئة البرلمانية، ما يعكس حالة عدم تماسك الهيئة، التى رأى قلة من نوابها ضرورة المنافسة عليها، باعتبار أنها تصب فى صالح الحزب «العريق»، صاحب التاريخ السياسى، إلا أن النتيجة جاءت مخيبة للآمال.

حزب المصريين الأحرار كان من الممكن أن يصل إلى جولة الإعادة على منصب وكيل المجلس، لولا حالة الانقسام التى شهدها الحزب، والذى رشح حاتم باشات للمنصب، وتجاهل رغبة عماد جاد، الذى أصر على خوض المنافسة حاصلا على 41 صوتا، وهى النسبة التى تعكس أيضا عدم تماسك الحزب، الذى رفض أكثر من 40% من هيئته التصويت لصالح عماد جاد مرشح الحزب، وخسر الاثنان بسبب تفتيت الأصوات الذى صب فى صالح مرشح الوفد سليمان وهدان الذى فاز فى النهاية بالمقعد الثانى للوكيل.

أما ائتلاف دعم مصر، الذى طالما أكدت قيادته على تماسكه، فقد أكدت الانتخابات على منصب الوكيل، مدى التشرذم داخل هذا الائتلاف الذى يضم أكثرية المجلس، فرغم فوز مرشحه السيد محمود الشريف بالمنصب، إلا أن مرشحه الثانى علاء عبد المنعم خسر، بسبب الحشد المضاد الذى قاده النائب مصطفى بكرى عضو ائتلاف دعم مصر، الذى خاض حربا ضروس ضد زميله وكأن هناك «ثأر بايت» معه، بعد أن خسر فى الحصول على دعم ائتلافه للترشح للمنصب، نتيجة انتخابات داخلية فاز فيها عبد المنعم، الأمر الذى دعاه إلى اللعب ضد مصلحة ائتلافه.

لتثبت معركة الوكالة، أن «دعم مصر» تحكمه الأهواء الشخصية لأعضائه، دون النظر إلى صالح الوطن، وهو ما ينطبق أيضا على الأحزاب الممثلة داخل المجلس، ففى النهاية أكد الجميع فشلهم فى أول اختبار.