كيف تناولت الصحف العربية صورة الطفل السوري "الغارق" ؟

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

أثارت صورة اللاجيء السوري ذو الثلاثة أعوام، الذي وجِد مُلقى على شاطئ تركي بعدما قذفته الأمواج، غضب واستنكار الصحف العربية في 4 سبتمبر، حيث أبرزتها في صفحاتها الأولى ووصفتها بالصورة التي "هزت العالم".

ووفقا لبي بي سي، اختلفت الصحف في موقفها من دور أوروبا في أزمة اللاجئين؛ إذ حملتها بعضها المسئولية بينما انشغلت أخرى باتهام العرب بتخاذلهم تجاه أزمة تخص منطقتهم بالأساس.

واعتبرت بعض الجرائد العربية أن الصورة لن تمر كأي صورة، بل قد تؤدي إلى نتائج أكثر فاعلية للأزمة السورية، ويقول أحد العناوين الرئيسية لجريدة الأنوار اللبنانية: "صورة الطفل السوري تهز العالم"، بينما تقول جريدة المستقبل اللبنانية: "جثة أيلان تحرك ضمير أوروبا".

وقد نشرت جريدة الأنوار اللبنانية كاريكاتيراً للطفل أيلان طافياً على ناحية المحيط من خريطة العالم، بينما قارات العالم كله على الناحية الأخرى وتفصل بينهم بسلك شائك.

على المنوال نفسه، يصف ماهر أبو طير الصورة في جريدة الدستور الأردنية بـأنها "الصورة التي أوقفت الحرب" ويتوقع أن تؤدي "إلى تغيرات عميقة في العالم إزاء الحرب السورية."

يقول أبو طير: "لايمكن إذن أن نعتبرها مجرد صورة عادية، وستذكرون أن أيلان كردي لم يكن مجرد طفل شهيد على شواطئ تركيا، بل سببا لحسم الصراع السوري."

اتهمت بعض الصحف الدول الأوروبية بالمشاركة في تعقيد الأزمة.

وتحت عنوان "بعد أن أغرق الساسة الأوروبيون المنطقة بالإرهاب..صمم عن الاستغاثة..وسوار لصد اللاجئين!!"، أفردت صحيفة الثورة السورية تقريراً على صفحتها الأولى والثانية عن المواقف الأوروبية المختلفة تجاه أزمة اللاجئين.

و أفردت جريدة الثورة أونلاين السورية تقريرا يناقش المواقف الأوروبية المختلفة تجاه أزمة اللاجئين.

وفي الوقت ذاته، ناقش الكاتب عبد الجليل زيد المرهون من صحيفة الرياض السعودية المشكلة على أنها "امتحان الهجرة" لأوروبا.

وقال الكاتب "هناك من الأوروبيين اليوم من يرى أن حل الأزمة الراهنة يتمثل في فتح أسواق العمل لطالبي اللجوء والمهاجرين. وإن على أوروبا، على المدى البعيد، أن تعمل مع الدول الأخرى على وضع نظام يسمح للناس في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط بالتقدم بطلبات للدخول إلى أراضيها، على النحو السائد لدى بعض دول العالم."
من ناحية أخرى، تبنى الكاتب أحمد جميل عزم من جريدة الغد الأردنية موقفاً داعماً لأوروبا حيث يقول: "لا شك في أنّ الغرب المتسامح نسبياً مع شعوب العالم، والغرب الذي يَقبَل النساء والرجال الارتباط والزواج بأشخاص من أديان وأجناس وألوان وثقافات أخرى أسهل مما نفعل نحن العرب والمسلمين وشعوبا أخرى."
أما في جريدة الشروق المصرية، تسائل رئيس التحرير عماد الدين حسين: "ماذا فعلنا نحن كعرب لهؤلاء المهاجرين؟" و يتهم العرب بالتعاطف مع اللاجئين "بالكلام فقط".

ويقول حسين: "بعضنا ينتقد أوروبا لأنها تحاول منع وصول المهاجرين إليها، وننسى أن بعض البلدان الأوروبية كانت أكثر رحمة بالمهاجرين منا نحن العرب والمسلمين."
 
في سياق آخر، اهتمت الصحف السعودية بزيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للولايات المتحدة لمقابلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وتقول جريدة الرياض في افتتاحيتها "القمة التاريخية السعودية– الأميركية ستكون فرصة من أجل فتح حوار مباشر وصريح لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي الإيراني الذي سيكون على رأس الأجندة.".

وأضافت "المملكة تريد سماع تأكيد التزام واشنطن بأمن المنطقة، من خلال دعمٍ عسكري نوعي من شأنه تشكيل قوة ردع حقيقية ضد أي تلاعب إيراني مستقبلاً، مع ضرورة الضغط تجاه طهران وإلزامها الكف عن دعم أعمالها الإرهابية وعملائها في المنطقة وهي صفة تقر بها واشنطن لإيران.".

وفي جريدة الجزيرة يقول جاسر عبدالعزيز الجاسر: "من الضروري بل ومن الأهمية الكبرى أن تُراجَع العلاقات السعودية الأمريكية، وإسماع الإدارة الأمريكية وجهة نظر القيادة السعودية وموقفها من التطورات التي حصلت في الآونة الأخيرة، والتي أحدثت بعض المتغيرات التي يرى فيها العرب والمسلمون والسعوديون يحتلون مراكز محورية في متابعة قضاياهم انحيازاً أمريكياً أقله عدم الاهتمام بما يلاقيه العرب والمسلمون في أقطار عديدة ومنها فلسطين والعراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا."