ما يمثله الاتفاق النووي لإيران على حساب العالم

عربي ودولي

بوابة الفجر

بعد سنوات من بدء ماراثون المحادثات النووية الإيرانية مع القوى العظمى، تخطت هذه المحادثات، على ما يبدو، بـ "قفز علوي" مسافة الـ 10 آلاف متر، لتقطع خط النهاية اليوم عند "اتفاق نووي" لم تظهر فيه بعد، هوية الفائز بالمركز الأول.

وينظر العالم اليوم، إلى مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، التي ستندفع فيها إيران بالتأكيد نحو مزيد من التطوير النووي، في ظل عمليات تفتيش قليلة أو ضعيفة أو معدومة، فيما يسود احتمال أن يتجه العالم نحو حرب في المنطقة تقودها إسرائيل حال شعورها بأن وجودها مهدد بالخطر من قبل ملالي مسلحين بأسلحة نووية.

ولعل معارضي الاتفاق النووي من الجمهوريين الأمريكيين، أكثر من ينتظر نتائج هذا الاتفاق، الذي حذروا أوباما منه مراراً وتكراراً مبدين رفضهم لكلي لاتفاق مع دولة مثل إيران، بناء على تاريخها الإجرامي.

ونشرت الوكالة الفرنسية للصحافة أبرز المحطات الكبرى من أزمة الملف النووي الإيراني منذ 2003:

2004- 2002:  المواقع السرية بعد الكشف في أغسطس 2002 عن الموقعين النوويين السريين في نطنز واراك (وسط)، وافقت إيران على عمليات تفتيش تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعثر مفتشو الوكالة على آثار لليورانيوم المخصب وحددوا لإيران مهلة تنتهي في سبتمبر 2003.

في 21 أكتوبر 2003، تعهدت إيران بتعليق انشطتها لتخصيب اليورانيوم خلال زيارة غير مسبوقة لوزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا إلى طهران، وتم التوقيع على اتفاق في 7 نوفمبر 2004.

2005 - 2008:  التخصيب بنسبة 3.5% والعقوبات في 08 أغسطس 2005، استأنفت إيران بقيادة رئيسها الجديد المحافظ محمود أحمدي نجاد أنشطتها النووية في مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان ما دفع الأوروبيين لقطع المفاوضات.

قررت الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) في نهاية يناير 2006 رفع المسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وتدتها إيران معلنة في 11 أبريل النجاح لأول مرة في تخصيب اليورانيوم (بنسبة 3.5%)، ثم رفضت طلباً من مجموعة 5+1 (الدول الخمس وألمانيا) لوقف عمليات التخصيب 21 أغسطس، ودشنت مصنعاً للمياه الثقيلة في اراك.

في 23 ديسمبر، فرضت الأمم المتحدة عقوباتها الأولى التي عمدت لاحقاً إلى تشديدها بانتظام، فضلاً عن العقوبات التي أقرتها الولايات المتحدة ثم الاتحاد الأوروبي.

عاك 2007 راوحت المفاوضات مكانها وأعلنت إيران أنها اجتازت عتبة الثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي، وهي عتبة رمزية لأنها تسمح نظرياً بصنع المادة الأولية لقنبلة ذرية، وهي باتت تملك الآن عشرين ألف جهاز للطرد المركزي نصفها قيد الخدمة.

2009 - 2012:  التخصيب بمستوى 20% والحظر الأوروبي 
في 2009 ، مد الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما اليد لإيران وعرض عليها تخطي ثلاثين عاماً من النزاع، فيما دشنت طهران في 9 أبريل أول مصنع لإنتاج الوقود النووي في اصفهان، وفي 25 سبتمبر ، ندد أوباما والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ببناء إيران موقعاً ثانياً سرياً لتخصيب اليورانيوم في فوردو.

في 9 فبراير 2010، بعد فشل اتفاق تم التفاوض عليه لتخصيب اليورانيوم في دول 2012 تجميد أموال البنك المركزي الإيراني وفرض حظر نفطي سرى تطبيقه في 1 يوليو، واستؤنفت المفاوضات بين مجموعة 5+1 في أبريل.

2013 اتفاق مرحلي:حصل الرئيس الإيراني المنتخب في يونيو حسن روحاني على موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي لإجراء مفاوضات، وواشنطن وطهران تجريان محادثات سرية في عمان.
في 27 سبتمبر في نيويورك، جرى اتصال هاتفي بين روحاني وأوباما في سابقة منذ 1979، بعد لقاء وزاري بين إيران ومجموعة 5+1.

في 24 نوفمبر، انتهت المفاوضات في جنيف إلى اتفاق لمدة ستة أشهر يحد من نشاطات إيران النووية الحساسة لقاء رقع جزء من العقوبات.

2014 تمديد المفاوضات 
بدأت المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي في 18 فبراير 2014 وتتواصل على مستويات مختلفة لكنها تفشل بالرغم من جهود دبلوماسية مكثفة، ثم تم تمديدها مرتين لفترة إجمالية قدرها 11 شهراً.

بموازاة ذلك، تمديد الاتفاق المرحلي أيضاً، وأعلنت إيران في 27 أغسطس تعديل مفاعل اراك المقبل للحد من إنتاج البلوتونيوم.

2015 على طريق اتفاق نهائي؟ بينما أصبحت مكافحة الجهاديين أولوية مشتركة لإيران والغربيين، أصبح أوباما مضطراً للتشاور مع كونغرس باتت تهيمن عليه المعارضة الجمهورية وإسرائيل تواصل حملتها ضد أي اتفاق محتمل.

في الثاني من أبريل تفاهم المفاوضون الذين مددوا باستمرار محادثاتهم، على إطار عام لمحاولة التوصل إلى اتفاق تاريخي.

14 يوليو في فيينا أعلن الاتفاق بعد 21 شهراً من المفاوضات وجولة أخيرة استمرت أكثر من 17 يوماً، الهدف هو ضمان ألا يكون للبرنامج النووي الإيراني أي غايات عسكرية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد البلاد، وفتح النص الطريق لتطبيع في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين إيران والأسرة الدولية.