بعثة صندوق النقد تصل "القاهرة" خلال أسابيع

أخبار مصر

بوابة الفجر

 تصل القاهرة خلال الأسابيع القليلة القادمة بعثة فنية من خبراء صندوق النقد الدولي، تلتقي خلالها بعدد من الوزراء والمسئولين في الحكومة والهيئات الاقتصادية.
 
وقال الدكتور حازم الببلاوى ممثل المجموعة العربية فى صندوق النقد الدولى، في تصريحات له اليوم - إن الهدف من زيارة البعثة هو التعرف على المعطيات الجديدة فى الاقتصاد المصرى وإجراء مناقشات مع مسؤولى المجموعة الاقتصادية والبنك المركزى ضمن عملية التمهيد لإجراء المشاورات السنوية حول الاقتصاد المصرى والتى ستتم العام المقبل.
 
وأكد أن إدارة الصندوق لديها استعداد كامل للتعاون مع مصر خلال المرحلة الحالية لاجتياز الصعوبات وعلاج المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد المصري، مشيرا إلى ماقالته رئيسة الصندوق كريستين لاجارد، خلال مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ  انه في حالة احتياج الحكومة المصرية لأية مساعدات من الصندوق، فانها لن تحتاج إلا أن تتصل تليفونيا بالصندوق.
 
وقال الدكتور الببلاوي، إن مصر لم تطلب أي قروض من الصندوق في الوقت الراهن، وأن الملائمة قد تقتضى تأجيل اى اتفاق مع صندوق النقد الدولى إلى ما بعد الانتخابات  البرلمانية، مضيفا أن ذلك سيمنح الحكومة قوة تفاوضية أكبر ، لأن أى برنامج للإصلاح الاقتصادي لا يمكن أن ينجح إلا بدعم وقبول من الشعب ومن البرلمان الذي يمثله .

وأوضح أن مصر تسير بوجه عام فى الطريق الصحيح، وأن الحكومة الحالية قامت بخطوات جيدة على الصعيدين الأمني والاقتصادى، غير أن ذلك لا ينفى أن هناك تحديات كثيرة وأن العديد من المشكلات تحتاج لوقت طويل لحلها.

وأشار إلى أن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في مصر تراكمت على مدى زمني طويل، وأن الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأربعة سنوات الماضية أدت إلى تفاقم الصعوبات القائمة.

وقان إن مواجهة وحل هذه المشكلات يتطلب بناء الأولويات بطريقة صحيحة، وعمل توازنات دقيقة، بحيث يتحمل تبعات وتضحيات الإصلاح الاقتصادي كل فئات الشعب ، كل حسب قدراته.
 
وأكد الدكتور الببلاوى ان ما يدعو للاطمئنان أن عجز الموازنة بدأ فى التراجع، كما توقفت الزيادة فى الدين العام ، منوها إلى أن عملية إصلاح دعم الطاقة كانت "خطوة هامة وخطيرة وصعبة" لكن قيمتها ستضيع إذا لم يستمر الإصلاح.

وقال الدكتور الببلاوى إن العالم كله يتجه إلى تطبيق الضريبة على القيمة المُضافة لأنها تحقق عدالة أكثر وإيرادات أعلى، مشيرا إلى أن تنفيذها يحتاج إلى اقتصاد منظم ومؤسسات حديثة، وأن الحكومة قطعت خطوات جيدة في هذا المجال.

وأكد الببلاوى أن التهرب الضريبي مشكلة كبيرة فى مصر ومن المهم التصدي لها، خاصة وان مصر في حاجة إلى موارد كثيرة لتعويض ما تم فقده  فى الأعوام الماضية، حيث خرجت أموال كثيرة أو تم تهريبها كما تراجعت عوائد السياحة.
 
وحول المساعدات العربية لمصر، قال الدكتور حازم الببلاوى إن هناك فهمًا مغلوطا لفكرة المساعدات، لأن من يساعد يثق فى مستقبل البلد الذى يتلقى المساعدة، مضيفا أن المساعدات عادة ما يرافقها أو يتبعها ضخ استثمارات في المشاريع المختلفة.

وحول إجراءات البنك المركزى لضبط سوق الصرف قال انه من الواضح أنها حققت الهدف، فالسوق السوداء قد اختفت أو على الأقل تراجعت إلى حد بعيد، مضيفا أنة من غير المقبول أن يكون هناك سعرين للصرف فى اى بلد.
 
وأشار الببلاوى إلى أن الضريبة على الإرباح الناتجة عن  التعاملات في البورصة ، كان خيارا لتنمية الحصيلة، وأنه أفضل اقتصاديا وللبورصة من فرض الضريبة على التعاملات نفسها، وقال إن الهجوم الحاد على ضريبة الأرباح الرأسمالية ليس له ما يبرره، لأن هذه الضريبة موجودة في معظم دول العالم، لكن المهم هو الحفاظ على السوق، وأن تبقى سوقا جاذبة للاستثمار حتى لا يلجأ المستثمرون إلى الاستثمار في أسواق أخرى، مضيفا أنه يود أن يتم تطبيق هذه الضريبة بشكل يؤدى إلى تشجيع الشركات على القيام بمزيد من الادخار، بمعنى فرض الضريبة على الأرباح الموزعة وإعفاء الأرباح غير الموزعة، لتشجيع الشركات على إعادة ضخ الأرباح في استثمارات جديدة .