أسرار استهداف الحوثيين لـ"نجران" فى هذا التوقيت

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 جاء إستهداف الحوثيين لمحافظة نجران السعودية بقذائف الهاون ، فى هذا التوقيت، ليفتح ملف اللجوء للتصعيد العسكرى فى مواجهة قوات التحالف العربى بقيادة السعودية مع ميلشيات الحوثيين المدعومة من إيران ، ومن ثم يصبح الحل السلمى أو الهدنة الإنسانية خيارات بعيدة أو غير مطروحة فى هذه المرحلة. 

فى البداية قال الدكتور طارق فهمى ،أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية ،ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط،أنه عند إعلان السلطات السعودية عن إنتهاء "عاصفة الحزم" وبدء عملية "إعادة الأمل "فى اليمن، وقتها ساد إعتقاد أن الجلوس على مائدة المفاوضات بات وشيكا، على إعتبار أن الأطراف المتنازعة فى اليمن ، كانت قد أبدت ميلا للحل السياسى السلمي، خاصة مع إعلان مصر على لسان الرئيس السيسى فى الكلية الحربية، أنها تفضل السلمية ، وهو ما يتلاقى مع الموقف الأمريكى.

لافتا إلى أن قيادات نظام الخومينى الإيرانى كانت تناشد العاهل السعودى، من أجل وقف إطلاق النار ،متذرعين بالإعتبارات الإنسانية ، ولكن حينما أبدت السعودية ميلا للسلمية، رد الإيرانيين بتصريحات هجومية تارة، وببوارج حربية فى مضيق باب المندب تارة أخرى، وصولا للهجوم على الحدود السعودية، مرة عند "جازان" أحبطتها قوات حرس الحدود، واليوم إستهدفت نجران.

وأشار فهمى إلى أنه مع إقتراب إنعقاد قمة "كامب ديفيد" فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال أيام قليلة، ستذهب الدول العربية لتخوض حرب مقايضات فى مواجهة الطرف الحوثى المدعوم من إيران، ومن ثم توقعنا تصعيدا عسكريا من السعودية وكذلك من الحوثيين، وهو أمر طبيعى قبل الجلوس على مائدة المفاوضات برعاية أمريكا، حتى يثبت كل طرف أن لديه قدرة على تكبيد الأخر خسائر،وهو ما يعلى سقف شروطه،ويقوى مركزه  لدى الجلوس على طاولة التفاوض. 

وعلى الصعيد العسكرى قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد،خبير العلوم الإستراتيجية، أن الجانب السعودى لديه اليد العليا فى اليمن ،ويضرب معاقل الحوثيين ضربا مبرحا،بدليل أنهم بدأوا يخسروا بعض المناطق لصالح قوات التحالف بقيادة السعودية، ومن ثم لجأ الحوثيون لإستهداف محافظة "نجران "، لوقوعها على حدود السعودية مع اليمن،واصفا تلك العملية بأنها مجرد محاولة لإرباك الجانب السعودى، وإظهار أن لديهم قدرة على إختراق الحصار المفروض عليهم لمنع وصول السلاح والمدد من إيران إليهم.

وعن كيفية إختراق هذا الحصار قال الخبير الإستراتيجى ،أنه يتم إختراقه عن طريق قوارب صغيرة تأتى من إيران إلى السواحل اليمنية ،وتتسلل عبر السواحل الغير مؤمنة بالكامل لتنزل حمولتها فى المدن الساحلية ،التى مازال الحوثيين يسيطرون على بعضها،متوقعا أن تتكرر محاولات إستهداف الحدود السعودية من قبل الميلشيات الحوثية؛ لأنها عمليات ضرب عن بعد بالمدفعية "قذائف هاون "، كمحاولة للإرباك ،والضغط على الجانب السعودى قبل الجلوس على مائدة الحوار ليقدم بعض التنازلات.

وأضاف أستاذ العلوم العسكرية أن الطرح الذى قدمته السعودية،يبدو  متشددا من وجهة نظر الحوثيين ،وإيران التى تدعمهم ،ومن ثم سيحاولون الضرب عن بعد بتلك القذائف، فى محاولة لدفع السعودية لتقديم بعض التنازلات، حتى لا تكون كل التنازلات من الجانب الحوثى.

مشيرا إلى أنهم يحاولون الظهور بمظهر الصامدين، وأنهم يقفون على أرض صلبة ليحصلوا على بعض المكاسب السياسية خلال التفاوض، مشددا على أن تلك المناوشات لن تكلف الحوثيين كثيرا لأنها "عن بعد" وليست قتال إلتحام.