"يديعوت احرونوت" تكشف افتقار نتنياهو للمصداقية

العدو الصهيوني

بوابة الفجر


اعتبرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية أن وثيقة المفاوضات السرية التي كشفت عنها الصحيفة مؤخرا دليل على افتقار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأدنى درجات المصداقية.

وأوضحت في مستهل تقرير أوردته اليوم الاثنين على موقعها الالكتروني أنه عندما استأنفت الحكومة الإسرائيلية المحادثات مع السلطة الفلسطينية في يوليو 2013، اختار نتنياهو قناة مختلفة للحوار؛ حيث استندت هذه المفاوضات عبر قناة الحوار هذه الى مجموعة مختلفة من الوثائق. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المفاوضات أجريت بصورة سرية في لندن بين إسحق مولخو ممثل نتنياهو وحسين آغا ممثل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. 

ورأت أن رد نتنياهو على الوثائق التي نشرتها يوم الجمعة الماضي ، كان مجافيا للحقيقة ويكشف مدى الذعر الذي انتاب رئيس الوزراء..موضحة أنه كان ينبغي على نتنياهو أن يعطي ردا أكثر حصافة وأكثر موثوقية.

وأكدت الصحيفة أن مفاوضات سرية أجريت بين مولخو وآغا في لندن طوال فترة الحكومة السابقة حيث مكن نتنياهو، موخلو بالحوار عبر هذه القناة لاقتناعه بأن كلمة آغا هي ذاتها كلمة عباس.. معلقة بقولها: "لكنه كان مخطئا".

وأفادت بأنه عندما تمخضت عن المحادثات، سلسلة اتفاقات حول بعض القضايا الجوهرية ، أوضح عباس أنه لم يكن ملتزما بما تم الاتفاق عليه مع حسين أغا.. غير أن نتنياهو صدّق على التزامات مولخو، في حين أن الجميع - الإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين – يعلمون أن كلمة مولخو هي كلمة نتنياهو.

ورأت الصحيفة أن أغا كان مجرد طعم، وأن نتنياهو كان شخصا ساذجا أراد أن يحصل من عباس على أقصى عدد من الالتزامات، مقابل تقديم إسرائيل أقل عدد ممكن منها.. لافتة إلى أن المفاوضات آلت إلى نتيجة عكسية، إذ أن نتنياهو وافق، من خلال موخلو، على تنازلات عديدة في حين لم يوافق عباس على أي شيء.

ورصدت تعريف نتنياهو لوثائق مولخو بأنها "محاولة للتوصل إلى مشروع أمريكي".. وقوله "أوضحت مسبقا بأنني سأعارض الشروط التي أجدها غير مقبولة".. مؤكدة أن موخلو لم يتفاوض مع الأمريكيين، بل تفاوض مع شخص تعتبره إسرائيل ممثلا مفوضا من رئيس السلطة الفلسطينية.

وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية قائلة : هل كان نتنياهو يخطط للتوصل إلى اتفاق على أساس هذه المباديء؟ لتنفي ذلك بقولها: إنه كان يريد أن يثبت لواشنطن أنه جريء وعملي، ثم قام بدفن الوثائق بطريقة أو بأخرى.

ونوهت عن أن مشكلة نتنياهو تكون كبيرة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الخارجية بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة حيث لا توجد أي مصداقية لديه وحيله شفافة وخرقاء للغاية ولا تفضي إلى شيء.

وأكدت "يديعوت احرونوت" أن الوثائق التي نشرتها يوم الجمعة الماضي - ووثائق أخرى من المرجح أن تطفو على السطح في المستقبل- لا تقول إن نتنياهو وافق على تقسيم القدس ولكن على العكس من ذلك، قالت إن القدس سوف تبقى موحدة..منتقدة نتنياهو لمهاجمته التقرير على شيء لا يحتوي عليه (تقسيم القدس).. مشيرة إلى أن الشيء الذي سلطت الصحيفة الضوء عليه حول قضية القدس، هو أن الفلسطينيين لديهم مصالح في الجزء الشرقي من المدينة ويجب وضعها في الاعتبار خلال المفاوضات اللاحقة، بحسب الوثيقة.

وردا على الحجة التي ساقتها حملة نتنياهو للرد على الوثيقة المسربة - حين قالت إن الوثيقة مجرد مسودة ومفاوضات فقط وليست وثيقة موقعة قالت الصحيفة: إنه يجب مراجعة تلك الحجة الواهية في ضوء حملة نتنياهو التي أطلقتها ضد إدارة أوباما حول محادثاتها بشأن القضية النووية الإيرانية رغم أنها لا تزال في طور التفاوض أيضا!.

ورأت -في ختام تقريرها- أن المشكلة تكمن في انعدام المصداقية والشفافية والنزاهة، فليست هذه هي الطريقة التي يدار بها أي تحرك دبلوماسي، وليست طريقة للتعامل مع مشكلة رئيسية في حياة إسرائيل.

وكانت "يديعوت أحرونوت" قد كشفت عن وثيقة سرية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، تقدمت خلالها إسرائيل بعدد من التنازلات والانسحاب طبقًا لحدود عام 1967، وتبادل الأراضي والتوصل لاتفاق بشأن القدس، وبقاء المستوطنات الإسرائيلية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينين، واستكمال المفاوضات.