عجز العضو الذكري على الانتصاب ..أسبابه وعلاجه

الفجر الطبي


وهو عدم القدرة على ممارسة الجنس, أو بالأحرى استحالة تحقيق انتصاب العضو الذكري بالرغم من وجود المؤثرات الجنسية (مقدمات الجماع), أو بتعبير مبسط عدم قدرة الذكر (القضيب) على البلوغ مرحلة الصلابة تؤهله لولوج المهبل حتى حصول عملية القذف. يجب أن نميز بين:

عجز ابتدائي: في حالة غياب أي انتصاب يؤهل لممارسة العملية الجنسية.

عجز ثانوي: يتمثل في فقدان الانتصاب اللازم لممارسة العملية الجنسية.

نظرة تشريحية وفيزيولوجية:

يتكون عضو الانتصاب (الذكر) من:

جسمان كهفيان محاطان بغلاف قاس

جسم إسفنجي يحيط بالحالب وينتهي بالحشفة معصب جيدا من الناحية الحسية.

كما يتكون النسيج الذكري في حد ذاته من شرايين صغيرة محاطة بألياف عضلية ملساء تشكل ما نسبته 50 في المائة من حجم الجسم الكهفي. تحدث عملية الانتصاب عند تمدد هذه الألياف العضلية تحت تأثير الجملة العصبية الحيوية.

الجهاز العصبي القرب ودي: مركزه بعظم العجز, ويعتبر من أهم محركات الانتصاب

الجهاز العصبي الودي: مركزه صدر/ قطني مسئول عن الارتخاء.

يمكن أن نتصور الجسم الكهفي كإسفنجة عضلية ملساء, في حالة الارتخاء توجد حيوية ودية ألفا - أدرينارجيك Alpha-adrenergique مثبطة لتقلص الألياف العضلية الملساء وتؤدي إلى الارتخاء . في الحالة العكسية عند رفع هذه الحيوية المثبطة تحل محلها حيوية قرب ودية تساعد على تمدد الألياف العضلية واحتقانها بالدم الشرياني وبالتالي زيادة صبيب الدم داخل الجسم الكهفي. كما أن ارتفاع الضغط داخل الجسم الكهفي هو أصل انتصابه وصلابته التي تأتي بعد نقصان عملية استرجاع الدم بالضغط على الأوردة الواقعة تحت جلد الذكر. كما أن رقابة المخ لمثل هذه العمليات غير معروفة بالتدقيق لحد الساعة, لكن يمكن إرجاع سبب الانتصاب إلى:

أصل رد فعل انطلاقا من مؤثر موضعي

أصل نفسي بتكامل مؤثرات حسية وبصرية

وتعتبر الهرمونات الذكرية المراقب للعملية الجنسية بواسطة الأندروجينات ومن أهمها التستسترون ودورها أساسا في تنظيم الانتصابات المفاجئة (في الليل والصباح خصوصا) , وكذلك دور مسهل للاحتلام.

مسببات عجز الانتصاب:

يظهر العجز في انتصاب العضو الذكري إذا كان هناك تلف على مستوى أحد هذه العوامل على الأقل: الشهوة, الأعصاب, الشرايين, الأوردة, الهرمونات أو التوازن النفسي.

الشهوة: إن العجز الهرموني وخاصة في إفراز التستسترون قد يؤدي إلى نقص الرغبة عند الرجل مصاحبة لارتخاء الذكر. إذا استثنينا نقص إفراز الهرمونات المرتبطة بصغر حجم الخصيتين (متلازمة كلينفلتر Klinefelter) فإن السبب يعود إلى نقص كمية التستسترون مرتبطة بالشيخوخة.

الأعصاب: قد تكون إصابة مركزية (ورم في المخ, تصلب طبقي...) أو إصابة جانبية (اعتلال عصبي مرتبط بداء السكري أو بالإدمان على الكحول).

الشرايين: إصابة الشريان الخشلي Hypogastrique, آثار إصابة أو جراحة على مستوى الحوض, وقد تكون الإصابة كهفية (داء السكري والتدخين).

الأوردة: عجز الوردة الذكرية على التقلص وبالتالي تعيق الانتصاب.

العمر: إنه مع التقدم في العمر تترهل الألياف العضلية الملساء المشكلة للجسم الكهفي, مصاحبة للتغيرات الهرمونية وبالتالي نقص أو عجز انتصاب العضو التناسلي الذكري.

العلاج الطبي لعجز الانتصاب:

بعد سنة 1981م تم التكفل الطبي بالعجز بواسطة حقن داخل كهفية, ومن الأفضل أن يتم في إطار التكفل التام بالزوجين.

أ/ العلاج بأدوية تؤخذ عن طريق الفم:

مع نصائح وقائية تواكب بداية العلاج الإقلاع عن التدخين, علاج مرض السكري, الابتعاد عن تناول الأدوية التي تؤثر على الانتصاب, أخذ إجازة من العمل

أدوية معرّضة للأوعية Vasobral لها تأثير وتسهيل عملية الانتصاب. كما يجب علاج القلق, أدوية ضد الانهيار العصبي ومنبهات نفسية قد تكون ضرورية.

يمكن وصف أدوية مثل Sargenor and Yohimbine

مع اكتشاف دواء الفياغرا غير كثيرا مفهوم التكفل بمثل هذه الأمراض, يؤخذ عادة ساعة واحدة قبل العملية الجنسية بمقدار 50-100 ملغ. ويوجد الآن بدائل أخرى تعمل بنفس الطريقة.

ب/ الهرمونات الذكرية:

تؤخذ هذه الأدوية في حالة هبوط نسبة التستسترون في الدم مع متابعة لوظيفة البروستاتا.

ج/ التكفل التام بالزوجين: بالموازاة مع العلاج الطبي يجب التكفل بالزوجين وتلقينهما الثقافة الجنسية الصحيحة والسليمة في حالة وجود مشاكل بينهما.

د/ العلاجات الموضعية:

* الحقن داخل كهفية: والمواد المستعملة هي

La Papavérine: غير موجودة في الصيدليات , وهي المادة الأولى المحقونة موضعيا من أجل علاج عجز الانتصاب. حاليا نادرا ما توصف وتحت مسئولية الطبيب المعالج.

Les alpha bloquants - ICAVEX: وهي مواد مسهلة للانتصاب يظهر تأثيرها أثناء العلاقة الجنسية بمساعدة الزوجة.

Les Prostaglandines - EDEX, CAVERJECT: وهي حاليا من أكثر المواد استعمالا خاصة إذا كان السبب عضوي.

يجب إجراء الحقن الأولى في وسط تخصصي, بعد توعية المريض بالتقنية وموضع الحقن لتجاوز الآثار الجانبية لمثل هذه الأدوية كالانتصاب لمدة طويلة . في حالة رفض المريض لهذه الحقن فهناك أدوات ذاتية الحقن تسهل العملية:

إدخال مرهم البروستاقلاندين داخل الإحليل: هذه التقنية حديثة, وهي سهلة الاستعمال وإن كان مفعولها أقل مقارنة بغيرها.

المساعدة اليدوية على الانتصاب.

ه/ العلاج الجراحي:

جراحة الأوعية: إن دواعي اللجوء على إعادة الإيصال الجراحي للشرايين محدودة جدا وتوجه بالأساس للأزواج الشباب.

الجراحة التركيبية: في حالة فشل العلاجات السابقة يمكن اللجوء على زرع جهاز تبديل ذكري كآخر حل لأنه استبدال نهائي للجسم الكهفي.

هذه الأجهزة يمكن أن تكون ملتوية يتحكم فيها المريض.

وخلاصة يمكن القول بأنه مع التطور الحاصل في إنتاج أدوية معالجة للعجز في الانتصاب قد غير كثيرا لوغاريتم علاج العجز.

ينصح بهذه الأدوية في بداية علاج العجز وفي حالة الفشل يلجأ إلى العلاجات الموضعية مع أهمية التذكير بالتكفل التام بالزوجين وضرورة الثقافة الجنسية السليمة قبل وأثناء الزواج.