وزير الخارجية القطري: لم نتخذ موقف مناوئ لـ"السيسي"..ولا ندعم الإخوان

أخبار مصر

بوابة الفجر

أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية طي صفحة الخلافات بين دول الخليج، وعدّها من الماضي، واصفاً ما بينها حالياً بـ «الاختلافات في وجهات النظر، وليست خلافات، وهو شيء صحي وطبيعي».

وقال لـ»الحياة اللندنية»: إن طموح الخليجيين لا يزال يرنو إلى إقامة اتحاد خليجي «كونفيديرالي» أو «فيديرالي» في المستقبل، ما يعني أن مبادرة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لقيام اتحاد خليجي لا تزال باقية. ووصف موقف دول الخليج حيال الإنقلاب الحوثي في اليمن بأنه «حازم وقوي بما يكفي لحماية مصالح الدول الست وأمنها».

وشنّ الوزير القطري هجوماً حاداً على موقف المجتمع الدولي من الأزمة في سورية، ووصفه بأنه «سقوط أخلاقي»، وانتقد تدخل ميليشيا «حزب الله» اللبناني في سورية، واتهمها بقتل السوريين وتشريدهم.
وشدّد العطية، في مقابلة مع «الحياة» تنشرها اليوم وغداً، على أن قطر لم تتلقَ اتهامات من دول تدّعي أن الدوحة تدعم تنظيمات إرهابية. لكنه قال إن ما سمّاه «صحافة البزنس» تشن حملات قوية على قطر، خصوصاً «التجار الإعلاميين الذين اختلطت مصالحهم التجارية بمصالحهم السياسية». وأكد أن بلاده «عصية على هذه الحملات»، ونفى أن تكون واشنطن وجهت أي تحذيرات إلى قطر بهذا الخصوص، واصفاً الولايات المتحدة بأنها «حليف استراتيجي لبلاده».

ورفض وزير الخارجية القطري ما يتردد عن موقف قطري مناوئ للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال إن الدوحة ظلت تدعم القاهرة منذ ثورة 25 يناير 2011، ولا تزال ملتزمة اتفاقاتها مع مصر بعد الثورة المصرية وقبل مجيء «الإخوان المسلمين» إلى الحكم.


وأضاف أن قطر تدعم مصر لأجل مصر، ولأنها تؤمن بأن بقاء مصر قوية سينعكس إيجاباً على الوطن العربي. وأكد أن الودائع القطرية لا تزال تدعم الاقتصاد المصري. وكشف أن الدوحة أرسلت في عهد الرئيس السيسي خمس شحنات «عملاقة» من الغاز القطري «هبة للشعب المصري بتوجيه من أميرها».
وعن محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي بالتخابر مع قطر قال: «إذا كان التعامل مع دول عربية شقيقة يعتبر تخابراً، فهذه كارثة». واتهم الإعلام المصري بتأجيج الحزازات مع قطر، مشيراً إلى أنه استقبل مسؤولاً مصرياً قدم دعوة إلى قطر لحضور القمة الاقتصادية لدعم مصر، لكنه فوجئ بمسؤول مصري آخر يُسأل في مقابلة تلفزيونية إن كانت قطر دعيت إلى المؤتمر، فأجاب: «ما سمعتش»!

ولم يقطع الوزير القطري بحقيقة الموقف من استضافة قادة جماعة الإخوان المسلمين المصرية في الدوحة. وقال إن وصف ما تردد عن مغادرة بعضهم بأنه ترحيل «خارج عن السياق».

وأكد أن من غادروا هم الذين بادروا بمغادرة قطر، وقال إنهم يستطيعون في أي وقت أن يغادروا ويعودوا، «فهذه تعتبر بلدهم». ورفض العطية إتهام بلاده باستخدام قناة «الجزيرة» ذخيرة للضغط على دول عربية، مؤكداً أن القناة مستقلة في إدارتها. وقال إن مُشاهد «الجزيرة» إذا لم تعجبه مادتها، فعليه أن ينتقل إلى قناة أخرى، «فهو ليس مجبوراً أن يرى الطلقة آتية إليه».

وبخصوص لبنان الذي يكمل عاماً من دون رئيس للجمهورية، نفى العطية وجود أية مبادرة قطرية للمصالحة بين الفرقاء اللبنانيين، وقال: «ليست لدينا مبادرة في الوقت الحالي، لكن لو طلب منا فستجد قطر مستعدة لأي شيء يقرِّب، ولا يفرِّق».

وأشار إلى أن رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي لا تعني الانفراد بالقرار. وأكد أن اختلاف الخليجيين في وجهات النظر يتيح تمحيص القرارات بدرجة وافية قبل إقرارها، لافتاً إلى أن بلاده لديها رؤية للانتقال بحلول العام 2030 من اقتصاد مخرجات النفط والغاز إلى الاقتصاد المعرفي.


وذكر أن قطر لا وجود لها حالياً في ليبيا منذ نجاح الثورة في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011.

ورفض الاتهامات الموجهة إلى قطر بالسعي إلى التحالف مع حزب «الإخوان المسلمين» الذي يحكم تركيا على حساب الدور العربي - الخليجي. وقال إن تركيا هي تاسع أكبر اقتصاد في العالم، ومن حق قطر أن تقيم معها علاقة طبيعية في إطار مصالح متبادلة مشتركة. وجدّد الموقف القطري حيال سَجْن الشاعر الذيب منذ أربعة أعوام، وقال إن الرجل لم يسجن بسبب قصيدة كما يتردد، ولكن لمخالفته القانون، وإن كثيرين في الإعلام القطري «يشتُمون ولم يدخلوا السجون».