في ذكراها الرابعة .. تعرف على الهدف الوحيد الذي تحقق من ثورة يناير

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 
زهران: أهداف الثورة لم تتحقق إلا ببناء دولة مدنية
عبد الرازق: التحول الديمقراطي لم يكتمل
قدري: مطالب الثورة تحققت برحيل "مبارك"
دراج: الثورة منحت الشعب مناعة ضد الصمت
 
4 سنوات تمر على ذكرى ثورة 25 يناير، التي احتشد فيها المصريين للإعتراض على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، واختصروا مطالبهم في شعار "العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية"، وبعد إرتفاع سقف المطالب تمسك المتظاهرين بمطلبهم برحيل مبارك، فكان الهتاف الأشهر الذي كان يرج شوارع وميادين مصر "إرحل"، وبالفعل بعد ضغوط كثيرة رضخ مبارك لمطالب المصريين وقرر أن يتنحى عن السلطة، وبعدها عاد المصريين إلى منازلهم متوقعين أن يتم تحقيق باقي مطالب ثورتهم بعد سقوط النظام.
 
لكن بعد مرور 4 سنوات على الثورة لم يتحقق من أهدافها سوى سقوط مبارك ونظامه، هذا ما رآه بعض السياسيين، الذين أكدوا أن أهداف الثورة لم تتحقق جميعها وأن سقوط مبارك هو أهم ما تحقق على مدار السنوات السابقة، داعين النظام الحالي إلى العمل على تحقيق بقية الأهداف.      
 
كلمة السر بناء الدولة الديمقراطية
 
أكد الدكتور فريد زهران- نائب رئيس الحزب "المصري الديمقراطي الإجتماعي"، أن ثورة يناير لم تحقق أهدافها كاملة، وأنها حققت فقط هدف الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك وآله وعصابته، مضيفاً أنها لم تنجح في بناء بديل لنظامه.
 
وأضاف زهران، أن فشل الدولة لم يقتصر على إيجاد البديل لنظام مبارك بل أن قوى الدولة القديمة ونظام مبارك يستعيد عافيته مرة أخرى بدون مبارك وبدون عصابته لكن بطبعة جديدة، للعودة مرة أخرى للحياة السياسية.
 
 وعن مدى تحقيق أهداف ثورة يناير من "عيش وحرية وعدالة إجتماعية وكرامة إنسانية"، أكد زهران أن ذلك لم يحدث إلا في حالة واحدة وهي حينما نكون على طريق بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، مشيراً إلى أن النظام الحالي وما سبقه لم يقوموا بذلك، وفشلوا في تحقيق أهداف الثورة.
 
مكاسب وخسائر
قال حسين عبدالرازق- عضو الهيئة العليا لحزب "التجمع"، إن ما حققته ثورة 25 يناير هو إزاحة الرئيس مبارك عن السلطة و أن الشعب المصري أصبح القوة الأساسية في الساحة السياسية فأصبح لا يمكن لأي حاكم أو حكومة بعد ذلك أن تتجاهل الرأي العام والشعب ممثلاً في أحزابه وقواه السياسية، بالإضافة إلى إصدار دستور جديد يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتحقيق إنتخابات تعددية تنافسية لرئاسة الجمهورية.
 
وأضاف عبدالرازق، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الشرطة نجحت فى توجيه ضربات موجعة للإرهاب بتضحيات كبيرة، معتبراً أن جماعة الإخون والإرهاب يلفظون أنفاسهم الأخيرة نتيجة الضربات الأمنية، ومشيراً إلى أن لديه بعض الملاحظات وإنتقادات شديدة على بعض التجاوزات التي ترتكبها الشرطة.
وعن مالم يتحقق من أهداف ثورة يناير، قال عبد الرازق، إن التحول الديمقراطي لم يكتمل أو يتحقق، مشيراً إلى حجم التوسع في الحبس الإحتياطي وإصدار الأحكام ضد النشطاء السياسيين تطبيقا لقانون التظاهر، الذي قيل حين صدوره أنه قانون لتنظيم التظاهر، في حين أن هذا القانون هو في الواقع لمنع التظاهر وليس للتنظيم، مؤكداً أن ذلك يعد أحد السلبيات الشديدة في الوقت الحاضر التي تعوق استكمال التحول الديمقراطي.
 
واستكمل أن الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل وهو انتخاب مجلس النواب سيجري طبقا لقانون رفضته كل الأحزاب والقوى السياسية لأنه يؤسس لبرلمان 80% من مقاعده طبقا للنظام الفردي، وهو ما يؤدي إلى غياب البرامج وخطط للأحزاب عن المعركة الإنتخابية، وسيتم الإنتخاب على ضوء الإنفاق المالي الواسع والعلاقات القبلية والعشائرية والعائلية، متوقعاً أن يسيطر على مجلس النواب القادم أصحاب الملايين، وإعادة إنتاج البرلمانات السابقة في عهد مبارك.
وأخيراً نوه عبد الرازق إلى أن السلبية الأكبر من بعد ثورة يناير أنه لم يتم أي تغيير في السياسات الاقتصادية والاجتماعية المطبقة في مصر منذ عام 1974 وحتى الآن، لافتاً إلى أن ذلك أدى إلى تراجع التنمية وارتفاع نسب الفقر والبطالة وانتشار الفساد، ومؤكداً أن استمرار هذه السياسات يجعل من المستحيل الحديث عن العدالة الاجتماعية التي لم يتحقق أي خطوة فيها.
 
الذكرى الرابعة تكملة للأهداف
 
قال المستشار يحيى قدري- رئيس حزب "الحركة الوطنية"، إن أهداف ثورة 25 يناير في ذكراها الرابعة ما زالت تكتمل، لافتاً إلى أن مطالب الثورة برحيل النظام السابق تحققت ومطالبها بإصلاح المجتمع ما زالت في طريقها إلى الحل حتى نتمكن من الوصول إلى أفضل الأمور.
وطالب قدري، في تصريح خاص لـ"الفجر" من الشعب أن يتفهم أن أهداف الثورة تتحقق تدريجياً فيجب وعي ذلك وألا نندرج وراء التخريب الذي يسعى لإسقاط الدولة، كما طالب الإعلام المصري بإن يساعد ويساهم في توعية الشعب حتى لا ينساق وراء ألاعيب الإرهاب وأعداء الدولة.
 
أهداف لم يتحقق منها سوى القليل
 
رأى أحمد دراج-  القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، أن أهداف الثورة لم يتحقق منها سوى القليل، مشيراً إلى أن أهداف الثورات لا يتم إنجازها بين يوم وليلة.
 
وأكد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن مكسب الثورة هو أنها منحت الشعب المصري مناعة ضد الصمت وجعلته يعبر عن إعتراضه بكافة الوسائل، وجعلته أكثر ثقة بنفسه، إلى جانب بعض المكاسب المحدودة الأخرى.
 
وأضاف أن حق الشعب في العيش والحرية والعدالة الإجتماعية، لم يتحقق بالشكل المرجو منها، لافتاً إلى أنه ما زال يوجد عدم إحترام لكرامة الإنسان ويوجد بعض التجاوزات في حق المواطن المصري.
 
وأكد القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، أن التجربة الثورية مع المواطن المصري أثبتت أنه مواطن تعود على الكسل والانتظار دون أن يقدم شئ، فلابد من تحفيز  الناس على العمل وإبراز القيم الإيجابية لتحقيق باقي أهداف الثورة التي لم تتحقق إلا بالمثابرة والعمل والدفاع المستميت عنها.