هل يتقمص السيسي شخصية عبد الناصر ويرسل الجيش لمحاربة "الحوثيين" في اليمن

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 
سياسيون : الظروف المحيطة بالرئيسين مختلفة و الدستور يمنع السيسي من التدخل العسكرى باليمن
نافعة : الجبهة الداخلية المصرية بحاجة إلى الإصلاح لا الحرب
زهران : مصر ستدعم اليمن سياسيًا و ليس عسكريًا
فهمي : التدخل العسكري مستبعد والأمر يتطلب التنسيق مع السعودية
 
 
فى ظل تصاعد الأوضاع في اليمن، والتى وصلت إلى حد هدم كيان الدولة، واستمرار الحرب الدائرة بين النظام والجماعات المسلحة "الحوثيين"، ومحاولتهم لإقتحام القصر الرئاسى والسيطرة على اليمن يتبادر إلى أذهاننا موقف جمال عبد الناصر عندما تدخل عسكريًا فى اليمن دعمًا للثورة القائمة هناك آنذاك يبقى السؤال مطروحًا بقوة، هل سيخطو الرئيس السيسي على خطى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويرسل قواته لمحاربة الحوثيين؟.
 
قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه لا يتوقع تدخل الرئيس السيسي عسكريًا لدعم اليمن في حربها ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري المصرى لابد أن يكون مبني على حسابات تتعلق بالحفاظ على الأمن القومي المصري، فضلًا عن وجود أهداف مقنعة وواضحة من قبل الرئيس للشعب قبل إتخاذ مثل هذا القرار الهام، مؤكدا أن الجبهة الداخلية المصرية في أمس الحاجة للإصلاح ولم الشمل وليس بإقحام الوطن في حرب مصر في غنى عنها، مشددًا  فى الوقت نفسه على ضرورة تحقيق الإستقرار الداخلى وتحقيق تنمية مصرية أولا قبل الإلتفات للشأن الخارجىي.
 
وأردف نافعة، "مصر لن تقاتل طرف على حساب آخر"، مطالبًا اليمنيين بحل مشكلاتهم بأنفسهم موضحًا أن عبد الناصر كان زعيما للأمة العربية، وهو دورًا فرض عليه التدخل العسكري في اليمن، ولكن الوضع اختلف الآن  فمصر مليئة بالمشكلات الداخلية التى تتطلب حلها أولًا ولم الشمل الداخلي، بالإضافة إلى ضرورة أخذ قرار عربى مشترك في هذا الشأن و ليس منفردًا .
من جانبه قال الدكتور  جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة قناةرالسويس، إن إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارًا بإرسال قوات مصرية إلي خارج البلاد غير وارد، موضحًا أن الوضع الليبي رغم تهديد الأمن المصري بسبب قرب الحدود بين مصر و ليبيا و لم يتخذ الرئيس قرار بإرسال قوات من الجيش إليها.
 
وتوقع "زهران" أن يدعم الرئيس اليمن سياسيًا مستبعدًا فكرة اقحام الجيش المصري في المعركة الدائرة بين النظام الحاكم و الحوثيين.
 
وأكد "زهران" أن السيسي لا يمكن أن يسير على نفس خطى جمال عبد الناصر في هذا الشأن نظرًا لإختلاف الأوضاع في الحالتين فالرئيس الراحل عبد الناصر أرسل قوات إلى اليمن في ظل ثورة يمينية بغية انتشال اليمن من العصور الوسطى التى كانت تعيش فيها البلاد، لافتا فى الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن إغفال حالة الخلاف التى كانت موجودة بين عبد الناصر و السعودية بسبب محاولات الأخيرة إجهاض الثورة اليمنية، مشددًا على أن الأوضاع المحيطة بالسيسى لا تمكنه من إرسال قوات الجيش المصري لليمن وأن يسير على نهج عبد الناصر في ظل العلاقات الطيبة مع السعودية ودول.
 
وأضاف استاذ العلوم السياسية أن مصر ستتمكن من إرسال قواتها إلى اليمن في حالة التنسيق بينها و بين السعودية وخاصة أن الحوثيون سيطروا على باب المندب مما يشكل ضررًا لمصر.
 
في سياق متصل استبعد طارق فهمي رئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، وأستاذ السياسات العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فكرة إرسال مصر قوات من الجيش إلى اليمن دعمًا لها في حربها ضد الحوثيين وخاصة في ظل العلاقات الطيبة بين مصر والسعودية في الفترة الحالية مما يتطلب التنسيق بينهما في هذا الشأن.
 
ووصف "فهمي" التوقعات بإرسال السيسى قوات إلى اليمن بغير المنطقية وخاصة أن التوتر الموجود باليمن لا يؤثر بشكل مباشر على مصر و أمنها القومى .
 
وأشار فهمي إلى أن وزارة الخارجية تقوم بإجراء اتصالاتها مع الحكومة المصرية في الوقت الحالي لبحث الأمر بهدوء.
وأوضح "فهمي" أن الظروف التى دفعت عبدالناصر لدعم اليمن بقوات مصرية مختلفة تمامًا عن ظروف مصر الحالية في عهد السيسى، مضيفا أن عبد الناصر حكم مصر وعمره 37 عامًا في ظل وجود حالة إستقطاب سياسى وقوى عظمي أما السيسى فلن يقحم مصر في حالة حرب بالإضافة إلى أن الدستور يمنعه من ذلك .
 
وأضاف محمد كمال  أستاد العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الدستور المصرى لا يسمح للرئيس بإرسال قوات لدعم اليمن لأن نصوص الدستور نصت على ضرورة موافقة البرلمان في هذه الحالة قبل إصدار الرئيس قرار بذلك وهذا بالنسبة للشق القانوني.
 
على الجانب الاخر وصف الكاتب الصحفي اليمني محمود طاهر، ما يحدث بالمؤامرة المشتركة بين الرئيس اليمني الحالي" عبد ربه منصور هادي"، والحوثيين (الشيعة) في اليمن لإغراق الجزء الشمالي في الفوضى والحرب الأهلية ومن ثم تسليمها إلى مندوبي إيران(الحوثيون)، وتسليم الجنوب لعبد ربه منصور، واصفًا ما يحدث الأن بفصل من تلك المؤامرة.
 
 وتوقع "طاهر" حدوث تطورات خلال الفترة القادمة نتيجة أن الرئيس الحالي حاول غدر الحوثيين وإدخالهم في صراع مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والذي يتمتع بقوة عسكرية خفية وهي من تسعى إعلان مجلس عسكري ربما قد يكون ذلك قريبا، على حد قوله.
 
وفيما يتعلق بتدخل الرئيس السيسى عسكريًا في اليمن، قال إن "السيسي" لن يكرر الخطأ الذي وقع به الزعيم جمال عبد الناصر لسببين رئسيين، أولهما صعوبة الطبيعة الجبلية الوعرة في اليمن، وثانيًا كون اليمن تحت الوصاية الدولية (البند السابع)، ولا تستطيع مصر كسر القانون الدولي، فإذا كان هناك تدخل في اليمن من المحتمل أن يكون عن طريق مجلس الأمن الدولي.
 
وأضاف أن مستقبل اليمن في الوضح الحالي ضحل، لكن نتيجة للأوضاع وتداخل القوى الخارجية وإبقاء اليمن ساحة صراع لتصفية الحسابات السياسية الدولية، في الشمال حرب أهلية طائفية، وفي الجنوب انفصال وأيضا حروب بين القوى السياسية المختلفة التي تسعى لأن تسيطر على الجزء الجنوبي.