الجامعة العربية تشارك في المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان
بتكليف من أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، شارك السفير حسام زكي الأمين العام المساعد، في المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان، الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في 24 أكتوبر الجاري وافتتحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحضور دولة الرئيس نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية.
والقى السفير حسام زكي، كلمة الجامعة العربية أمام المؤتمر، والتي تناول فيها الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني نتيجة للعدوان الإسرائيلي الخطير، وضرباته العشوائية الغاشمة على كافة المناطق اللبنانية، مستهدفة المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء ومسعفين، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف منهم، إضافة إلى نزوح أكثر من مليون ومائتي ألف شخص جراء التهديد والترويعوتدمير ديارهم وقراهم.
وأشار زكي، إلى أن إسرائيل أضحت بجرائمها الدمويةالممتدة طوال عام كامل في غزة، ومن ثم لبنان، دولة مارقة على القانون والنظام الدوليين، بل أن سلوكها صار يمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وهي تؤرخ بجرائمها لمرحلة تعسة من تاريخ البشرية تعكس انهيارًا للقيم الإنسانية وحقوق الأفراد والشعوب في الحياة والحرية والعدالة والمساواة، مشددا على ضرورة توفر الإرادة الدولية، لوقف هذه الحرب، وتفعيل كافة الأدوات الدبلوماسية المتاحة، وفي مقدمتها قيام مجلس الأمن بالدور المنوط به للحيلولة دون انزلاق المنطقة في براثن دوامة عنف لن يسلم منها العالم.
وعرض زكي، محددات الموقف العربي إزاء إنقاذ لبنان، مشددا في هذا السياق على أن الأولوية هي لإنهاء هذا العدوان والوقف الفوري لإطلاق النار مع التزام الجميع بالتطبيق الكامل لقرارمجلس الأمن 1701، بما يضع حدًا نهائيًا لاعتداءات إسرائيل على سيادة لبنان وينهي هذه المأساة الإنسانية المتصاعدة، وذلك بالتوازي مع مواصلة وتكثيف الجهد الدولي لتقديم المساعدات المالية والإغاثية العاجلة للدولة اللبنانية، وتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للجيش اللبناني بما يمكنه من أداء دوره الأساسي في حماية البلاد وبسط سيادة الدولة على أراضيها، وقيامه أيضًا بالدور المنوط به بموجب القرار 1701.
هذا بالإضافة إلى ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي غير المسبوق الذي تشهده البلاد في ظل كل هذه التحديات والمخاطر المحدقة بمستقبل الشعب اللبناني، داعيا القيادات السياسية إلى التوصل لتوافقات تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية استنادًا للدستور اللبناني واتفاق الطائف، حيث أن الوضع الراهن في البلاد لا يحتمل مزيد من التأجيل والتأخير لهذا الاستحقاق الدستوري الهام، حفاظًا على تماسك مؤسسات الدولة وتفعيل دورها.
ونوه الأمين العام المساعد للجامعة العربية، بالدور الهام الذي تقوم به قوات حفظ السلام اليونيفيل في لبنان، مؤكدا على أهمية الالتزام بالحفاظ على سلامة أفرادها ومقراتها.
واختتم زكي، كلمته بالإشادة بالشعب اللبناني على روح الصمود والتآزر الذي تجسد خلال هذه المحنة، مؤكدا على أهمية تمسك اللبنانيين بالوحدة الوطنية وعدم إتاحة المجال لأي انقسامات من أي نوع سواء سياسية أو طائفية أو مذهبية، متمنيا أن تتكلل هذه جهود في دعم ومساندة لبنان وشعبه في استعادة سيادته وكرامته والحفاظ على سلمه الأهلي والشروع في إعادة بناء هذا البلد المنكوب.