باتريك كوكبرين: العقوبات علي ايران ستؤدي فقط الى تعميق الازمة

عربي ودولي


نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب نشرت باتريك كوكبيرن يشير فيه الي العقوبات المتتالية التي فرضتها الدول الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي فيقول الكاتب ان الطريقة التي تسوق بها الدول الغربية المواجهة مع ايران فيها الكثير من التلاعب بالاعلام والرأي العام من خلال المبالغة الشديدة في التهديد من خطر البرنامج الايراني بطريقة شبيهة بالحملة التي شنتها هذه الدول حول اسلحة الدمار الشامل التي سبقت غزو العراق في 2003.

فالهدف المزعوم لفرض كل هذه العقوبات علي صادرات ايران من النفط و البمك المركزي هو منع ايران من المضي قدما في برنامجها النووي قبل الوصول الى مرحلة انتاج قنبلة نووية وحتى اسرائيلي لم تؤكد ان ايران قد قررت انتاج السلاح النووي ورغم ذلك يشكل هذا البرنامج مصدر خطر على اسرائيل والعالم.

ويقول الكاتب ان هناك نوعان من اوجه الشبه الاخري بين التهديدات التي سبقت غزو العراق وما يحدث الان فالقضية المزعومة هي مستقبل البرنامج النووي الايراني، و الهدف الحقيقي هو الاطاحة بالحكومة الايرانية والتحالف الذي يقود هذه الحملة يضم كل من حزب رئيس الوزراء الاسرائيلي الليكود واللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة وهذه الاطراف ذاتها قادت الحملة على العراق قبيل غزوه.

و في الواقع فرض العقوبات على ايران يفاقم الازمة و يعني افقار المواطنين الايرانيين العاديين وتهيئة الاجواء النفسية للحرب علي ارض ايران بسبب الاساءة لها وحول موقف الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي كان يدعو الى فتح باب الحوار مع طهران خلال حملته الانتخابية يشير الكاتب الى انه مهما كانت نواياه عندما انتخب الا ان المحافظين الجدد واعوان اسرائيل في مجلس الشيوخ وضعوا اوباما في مازق بحيث تبدو الاطاحة بالنظام الايراني هو السبيل الوحيد لحل هذه الازمة.

وفي ختام المقال يقول الكاتب ان المرء لا يمكن الا ان يبدي اعجابه بالمهارة التي تمكن بها رئيس وزراء اسرائيل الليكودي بنيامين نتنياهو من دفع الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي الى المواجهة مع ايران رغم انهما كانتا تسعيان بكل السبل الى تفاديها وكان سلاح نتنياهو الفعال في هذه المعركة تهديده بان بلاده ستوجه ضربة جوية الى المنشآت النووية الايرانية اذا لم يبادر البيت الابيض باتخاذ اجراءات ضد طهران رغم ان التاريخ يشير الى ان اسرائيل نادرا ما دخلت حربا دون ضوء اخضر من الولايات المتحدة.