بوابة الفجر

رشا سمير تكتب : برلمان «الراقصة والطبال»


يلعب البرلمان دورًا رئيسيًا فى الحياة العامة بشكل عام والسياسية بشكل خاص، حيث يتولى البرلمان عدة مهام تمثّل فى مجموعها عصب التوجهات السياسة للدولة. كالتصديق على القوانين وإجازتها من خلال الاقتراع أو التصويت عليها.. كما أن له صلاحيات واسعة فيما يخص التصويت على القوانين والتشريعات والتنظيمات التى تشكل الإطار العام للأهداف الأساسية لجميع أنشطة الدولة.. ثم الدور الأهم وهو الدور الرقابى الذى يتمثّل فى محاسبة ومراجعة المسئولين بالدولة.

كل هذا ينطبق وأكثر على برلمان 2015 الذى اعتبرته مصر الاستحقاق الثالث فى خارطة طريقها إلى الغد، البرلمان الذى سيشكل مراقبة لصيقة لرئيس الجمهورية ومحاسبة الحكومة.. لكن ولأن المرحلة تغيرت وبقيت الوجوه، فقد جاءت الرياح بما لا تشتهى السُفن.. أُقيمت دعوى قضائية أمام مجلس الدولة للطعن على قوانين الانتخابات لعدم دستوريتها، ومخالفة بعض المواد للدستور..وبقى الهدف من الدعوى تحقيق الصالح العام، وعدم إهدار المال العام المُنفق على الانتخابات حال الطعن على البرلمان وحله..

وبالفعل فمنذ أيام قبلت المحكمة الدستورية الطعن وحكمت بتأجيل الانتخابات.. فانقسم الناس بين مؤيد ومُعارض.. يرى المؤيدون أن التأجيل إيجابى على مستوى أفضلية الوقت خاصة ونحن نمر بمرحلة تملك تحديات كبرى على المستوى الاقتصادى والسياسى والأمنى، فى ظل هجوم وتربص داخلى وخارجى..

ويرى المعارضون أن غياب وجود مجلس نيابى منتخب، منوط بالتشريع والرقابة يجعل المشهد خاليًا من الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، وقد يستغله البعض تحت دعوات انفراد الرئيس بالصلاحيات..

وسألت نفسى عن عنوان مُعبر للبرلمان فى كل الأحوال.. فهل نُسميه فى حال نجاح سما المصرى (برلمان ما تزوقينى يا ماما).. أم فى حال فوز تحالفات عبده مشتاق (برلمان أجدع ناس).. أم فى حال قبول أوراق أحمد عز (برلمان اللى اختشوا ماتوا)!

لقد تابعت طويلا المرشحين والاحتمالات والتحالفات والصراعات، بصدد تكوين صورة سليمة قبل أن أكتب..فهالنى أسماء الكثير من المرشحين!..

أولا: ما الفكرة فى الزج باسم مصر فى كل القوائم؟..فمن حب مصر إلى مستقبل مصر ونداء مصر ثم صحوة مصر..(ارحموا مصر يرحمكم من فى السماء!)..

وثانيا: كيف سمحت الدولة لأحمد عز طبال فرقة حسين الإمام الذى انتقل منها إلى التطبيل فى صفوف الحزب الوطنى ثم التطبيل على قفا الشعب المصرى! بتقديم أوراقه فى انتخابات برلمان 2015 بعد أن كان السبب الرئيسى لسقوط دولة مبارك ونيله عن جدارة لقب مهندس تزوير انتخابات 2010، إن ترشحه جعل كل من شارك فى ثورة يناير يظن أنه كان كومبارس فى فيلم خيال علمى!..

وإذا رأت سما المصرى أن رائعتها الأخيرة (يا أحمد الشبشب ضاااع) سبب كاف لوجودها تحت قبة البرلمان تُشرع القوانين وتراقب الرئيس.. يبقى سمعنى سلام (عظيمة يا مصر يا أرض النعم)!..

وإذا افترضنا استكمالاً للفكاهة بعدما رأينا رؤساء أحزاب يدخلون قوائم لا يشارك فيها أعضاؤها، أو أحزاب تهاجم قوائم تشارك فيها..جاءت النكتة الختامية هى خوض نادر بكار مساعد رئيس حزب النور وزوجته الانتخابات فى قائمة قطاع القاهرة لحزب النور، وحماه بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور، وزوجته فى قائمة قطاع الصعيد لذات الحزب! (طيب يا راجل وصلة الرحم، بالنسبة لبابا وماما مالهمش مقعدين معاكم!)..

وإذا ما فوجئ أهالى مركز أبوتشت بمحافظة قنا بلافتات دعائية لمرشحة حزب النور السلفى فى قائمة الصعيد متضمنة صورتها بـالماكياج!، بعدما كانت المرأة على قوائم حزب النور فى انتخابات 2011 مجرد "وردة" لأن صورة المرأة عورة!..

هكذا كان الحال المائل يا سادة منذ اليوم الأول لفتح أبواب الانتخابات وحتى الطعن عليها..وها أنا اليوم أدعو كل المرشحين من جديد لمراجعة أنفسهم..

أقول لكل طامع ومشتاق ومتآمر ومغفل وتافه..اتقوا الله فى مصر..

ليت كل أعضاء الحزب الوطنى الذين قرروا أن يدفعوا بمرشحين ويختبئوا وراءهم أن يراجعوا ضمائرهم..ليت الدولة تمنع أحمد عز من تكرار المحاولة وتمنع غيره من الأفاقين..

ليت سما المصرى تكتفى بإفساد الشباب فقط وتترك السياسة لأهلها ليفسدوا فيها بمعرفتهم.. ليت حزب النور يقوم بحملة لإزالة لُحاهم ويخلعوا ستار الدين ويقرروا بكل صدق نزول الملعب السياسى دون جلاليب قصيرة ولا دقون!..

ليت الأيام القادمة تكشف لنا عن مرشحين جدد يكونوا أكثر وعيًا وإلمامًا بالواقع السياسى بلا أهداف شخصية أو انتقامية..مرشحون لديهم برامج هادفة شاملة من المشهود لهم بالكفاءة والجديّة دون أن يكونوا فقط لاعبى كرة ولا فنانين ولا ممن يحملون لقب (عبده مشتاق)..

كلاكيت تانى مرة.. برلمان 2015... يا مُسهل يارب..