الصداقة الحقيقية
وصف حكيم الصديق بأنه الشخص الذى تجرؤ على ان تكون نفسك امامه فلا تتجمل ولا تتكلف لأنه يعرفك كما يعرف نفسه فأنت له كتاب مفتوح لذلك يتحملك بكل تناقضاتك وعيوبك ويغفر لك زلاتك ويمتص غضبك دون ان ينتظر منك تفسيروهو ايضا الذى لاتتحرج من استغلاله لمصلحتك حين تحتاجه لأنك واثق إنه راض عن ذلك .. وهوان تغيبت يبحث عنك لأنه يفتقدك ويشعر بالغربة فى عدم وجودك ..هذا هو الصديق وتلك هى الصداقة.. ترى هل اصبحت هذه القيمة الإنسانية عملة نادرة فى هذا الزمن ؟
نشرت مجلة المرأة اليوم الأمريكية استبيانا عن مفهوم الصداقة لدى السيدات المتزوجات فوجد ان 66% منهن قدعجزن عن الإحتفاظ بصداقاتهن بعد الزواج نتيجة لانشغالهن بمشاكل الحياة وضيق وقتهن واظهر الإستبيان ان العديد من هؤلاء النساء يشعرن بالوحدة على الرغم من انشغالهن بالحياة الأسرية وتقول الباحثة الإجتماعية ان تيلور معلقة على هذه النتيجة ان سرعة رتم الحياة واقبال المرأة على العمل الخارجى وتفوقها فى كثير من المجالات قد جعلها اكثر توترا وزادت اعبائها فأصبحت التضحية بالوقت المخصص للصديقات هو أقل ما يمكن ان يحدث تأثيرا فى حياتها الشخصية والعائلية كذلك تواجه المرأة العاملة عقبات اخرى مثل تنافس زميلاتها معها فى ميدان العمل وافتقاد الصدق والإخلاص ومواجهة
الدسائس مما يجعلها تفقد الثقة فى وجود صداقة حقيقية اما بالنسبة لربات البيوت فالمسألة تختلف لأن تكوين الصداقات يحتاج الى التواجد فى اماكن التجمع والنوادى والمشاركة فى النشاط الإجتماعى وقد لا تتاح لهن هذه الفرص إلا بعد أن يتخففن من من اعباء التفرغ لرعاية أطفالهن مما يعرضهن الى المعاناة من الإنعزال والوحدة والشعور بالملل كذلك تعتبر البيئة من العوامل المؤثرة فى تقدير قيمة الأصدقاء فالذين ينشأون فى عائلات لها علاقات اجتماعية وأصدقاء يكون من السهل عليهم تكوين الصداقات والإحتفاظ بها ووتوصلت الباحثة فى نهاية البحث ان السيدات ذوات الزيجات الناجحة
يعتبرن الزوج هو اقرب صديق لهن بسبب طول العشرة والتجارب المشتركة التى تجعله افضل مستمع لهن واذا كان الزوج شديد الإنشغال بعمله ويصعب تواجده والبوح له بمشاكلهن فإن المرأة تلجأ الى امها واختها كأقرب صديقة.
المصدر