اقبال ضعيف على انتخابات ساحل العاج وحزب غباغبو يقاطع
توجه العاجيون الى صناديق الاقتراع الاحد من دون حماسة كبيرة لكن في اجواء هادئة لاختيار نوابهم في عملية انتخابية تكتسب اهمية كبيرة لطي صفحة ازمة سياسية وعسكرية استمرت عقدا، الا ان العملية الانتخابية تميزت بمقاطعة حزب الرئيس السابق لوران غباغبو.
وبعد فتحها عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وتغ، اقفلت صناديق الاقتراع تدريجيا قرابة الساعة 17,00 وبدا بعدها فرز الاصوات، على ما افاد مراسلو فرانس برس في ابيدجان وبواكي (وسط) العاصمة السابقة للمتمردين.
ومن المتوقع صدور نتائج هذه الانتخابات التي اقيمت بعد ثمانية اشهر تماما على اعتقال غباغبو، في وقت لاحق خلال الاسبوع.
ويتوقع فوز الائتلاف الداعم للرئيس الحسن وتارا باغلبية المقاعد ال255 في المجلس الجديد حيث لا يوجد منافس له وزنه لكن نتيجة اكبر حزبين يشكلان الائتلاف ستحسم ميزان القوى في الحكم الجديد.
ودعي حوالى 5,7 ملايين ناخب الى هذه الانتخابات التي تجرى في دورة واحدة وهي اول اقتراع ينظم منذ الانتخبات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر والتشريعية الاولى سنة 2000.
وكان الرئيس العاجي الحسن وتارا دعا الاحد كل المواطنين الى التصويت في الانتخابات التشريعية التي قاطعها حزب الرئيس السابق لوران غباغبو الملاحق لدى المحكمة الجنائية الدولية.
لكن الاقبال عليها كان ضعيفا خلافا لما شهدته الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، بينما كان يرجى من هذا الاقتراع طي صفحة ازمة سياسية وعسكرية دامت عشر سنوات كان اخر فصولها الازمة التي تلت اقتراع 2010-2011 واسفرت عن سقوط ثلاثة الاف قتيل.
وقال الرئيس وتارا امام الصحافيين بودي ان ادعو كافة مواطنينا الى الاقتداء بي والتصويت لنوابهم في البرلمان .
واضاف عقب التصويت في حي كوكودي الفخم في ابيدجان، ان البرلمان سيكون برلمانا توافقيا وديموقراطيا وسيساهم في تعزيز الديموقراطية في بلادنا .
واكد الرئيس الذي ارتدى بزة داكنة ورافقته زوجته دومينيك ان الانتخابات تجري في شفافية تامة، انها شاملة لان لدينا اكثر من الف مرشح يتنافسون على 255 مقعدا .
لكن يبدو ان العاجيين لم يتحمسوا كثيرا لهذه الانتخابات بل انهم منشغلون اكثر بتحسين ظروفهم المادية.
وقال قائد بعثة الامم المتحدة في ساحل العاج برت كويندرز ان المشاركة في الانتخابات كانت نسبية وتم تسجيل حوادث امنية خصوصا في بونون (وسط) حيث قام اشخاص مسلحون بسرقة المعدات الانتخابية ومن بينها الصناديق .
وندد بحصول اعمال العنف والترهيب هذه الا انه اعتبر انه اليوم (الانتخابي) تميز بالهدوء بشكل عام .
وتم نشر نحو 25 الف عنصر من قوات الامن العاجية يدعمهم سبعة الاف من عناصر القوات الدولية في ساحل العاج للسهر على امن الاقتراع لا سيما في غرب البلاد الذي شهد اشنع المذابح خلال الازمة التي اعقبت ازمة الانتخابات الرئاسية. وقامت آليات مدرعة بدوريات خصوصا في ابيدجان.
وكانت الجبهة الشعبية العاجية (حزب غباغبو) دعت انصارها الى مقاطعة الاقتراع بمبرر ان الشروط ليست مناسبة لاجراء اقتراع منصف.
وطلبت الجبهة الافراج عن ابرز قادتها وخصوصا زعيمها لان المصالحة من دون غباغبو ستكون صعبة .
وقد جر لوران غباغبو برفضه الاعتراف بهزيمته في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2010، البلاد الى اخطر ازماتها بعد ان كانت تامل انهاء عقد من التقلبات الخطيرة، وانتهت الازمة بعد حرب استغرقت اسبوعين.
واعتقل غباغبو في 11 نيسان/ابريل ثم اقتيد الى كورهوغو (شمال ساحل العاج) ومن هناك نقل في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر الاخير الى لاهاي. وتلاحقه محكمة الجزاء الدولية بتهمة المشاركة مباشرة في جرائم ضد الانسانية ارتكبتها قواته خلال الازمة الانتخابية.