محمد بديع : ملتزمون بعدم الترشح للرئاسة والاسلام مدنى بطبعه‏

أخبار مصر



أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن مصر تحتاج الآن إلى رئيس توافقي، مشددًا على أن الإخوان المسلمين ملتزمون بعدم الترشح للرئاسة.

وقال بديع خلال حواره مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج (90 دقيقة) على فضائية (المحور) مساء الإثنين: إن الإخوان لا يريدون حكم مصر، بل يريدون أن يساعدوا ويعاونوا لنهضة مصر، مشددًا على أنه لن يحدث في مصر تقدم إلا بتوافق كل القوى السياسية.

أشار إلى أننا عشنا مع نظام بائد ظلم مصر والمصريين، ولكن الشعب رفض هذا الظلم واسترد كرامته وحقوقه بيده؛ حيث قام النظام البائد بتفريقنا شيعًا إلا أننا جميعًا استقوينا بالله تعالى طوال أيام الثورة لمواجهة ظلم النظام البائد، وكنا نهدف توحيد الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه في هذه اللحظة الفارقة.

وأضاف: من يعطينا صوته يحملنا عبئًا كبيرًا ومسئولية ثقيلة يدفعنا للعمل بأمانة نحو تحقيق ما نرجوه لمصر، داعيًا كل فرقاء الوطن بجميع توجهاتهم وأطيافهم ومستوياتهم إلى التعاون من أجل مصر؛ لأن مصر وطننا جميعًا. وأشار إلى أن مكتب الإرشاد كان في اجتماع دائم طوال أيام الثورة، وكان للإخوان مشاركة كبيرة في الثورة منذ بدايتها بدليل استدعاء أمن الدولة لمسئولي المكاتب الإدارية للإخوان منذ يوم 22 يناير، وتحذيرهم من النزول إلى الميدان، ولكنهم أجابوهم بأن الإخوان مع الشعب المصري دائمًا لم يتقدموا عليه ولن يتأخروا عنه.


وأضاف أن الخلاف بدأ بين القوى السياسية بعدما تسرَّب حب الدنيا إلى نفوس البعض، ولا خلاف على الفصول الأربعة للدستور، والخلاف فقط على الفصل الخامس.

وأشار إلى أننا وعدنا دائمًا بالنزول إلى الميدان في حين تعطيل تسليم السلطة أو تأخير إجراء الانتخابات البرلمانية، ولم نعقد أي صفقات مع أحد حتى ولو كان مع المجلس العسكري أو غيره، وعدم نزولنا للميدان في الأحداث الأخيرة كان لحماية الانتخابات؛ حيث كان الهدف من استدراجنا للميدان إيجاد فتنة كبيرة بين الإخوان والشرطة العسكرية والداخلية؛ لزيادة لعدد شهداء التحرير وتحويل الميدان إلى دم.

وأضاف لقد أخذنا قرارًا لتخفيف الأضرار، وأرسلنا خطابات شديدة الحزم لكل المسئولين لوقف إطلاق النار بكلِّ قوة في محمد محمود، وحماية المعتصمين في ميدان التحرير، وتابع: آلمني شكر د. عصام شرف لوزارة الداخلية على أدائها في الأحداث الأخيرة.

وشدد على أن الإخوان لا يريدون الاستئثار ولا المغالبة بل يريدون المشاركة في البرلمان المقبل، مشيرًا إلى أنهم أول من عرضوا فكرة القوائم المشتركة من أجل أن نقدم للبلاد انتخابات بطعم وروح التحرير، بالإضافة إلى أنني أعلنت قبيل الثورة وأثنائها أننا لن ننافس على الرئاسة.

أوضح أنه لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالدولة الدينية؛ لأن الإسلام بطبعه مدني، كما أن مصر إسلامية منذ عهدها، ورغم أنف الجميع؛ حيث إن دستور 23 يقول إن الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع وضمانة للحقوق، مشيرًا إلى أن د. صوفي أبو طالب قال في أحد كتبه: إنه ما وجد إجماعًا على بند مثل ما وجد إجماعًا على بند الشريعة الإسلامية؛ لأنها تعود بالأمة كلها إلى القيم الأخلاقية والحيلولة دون التمزق، غير أنها تكفل حرية العقيدة لغير المسلمين، ويترك لأهل الكتاب تنظيم أحوالهم الشخصية حسب شرائعهم.

وأكد د. بديع أن الديمقراطية لها ضوابط شرعية إسلامية، ولا بد أن تراعى، موضحًا أنه قال لبعض شباب الأقباط الذين استقبلهم في مقرِّ مكتب الإرشاد عندما سألوه عن شعار الإخوان المسلمين (السيفان والمصحف): ليس لكم تمامًا وإنما لعدوكم وعدونا وأعداء مصر، وإننا كإخوان مستعدون للموت دفاعًا عن الدين والوطن.

وأوضح أن الشعار يعني أن نُعد ما استطعنا من قوة لنرهب به عدو الله وليس لإرهاب الأقباط؛ لأن المسيحيين أقرب إلينا مودة، وأمرنا الله تعالى بأن نبر بكم ونقسط إليكم، وتمثلون لدينا في القرآن الكريم سورة مريم، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82))(المائدة).