عاطف البرديسى يكتب : يناير : ثورة تغيير السلوكيات الخاطئة

ركن القراء


كشفت ثورة 25 يناير عن المعدن الأصيل للشعب المصري عندما قاد الشباب المجتمع نحو ثورة سلوكية أيقظت جميع فئات الوطن من الغيبوبة لتغيير سلوكيات الناس في كل المواقع إلي إيجابيات غابت سنوات طويلة ليتقدم الانتماء للوطن والاحساس بالمسئولية وتتراجع اللامبالاة.

في البداية يقول بكري محمد - من سراي القبة - ان الثورة أدت إلي تحول كامل في سلوك المواطن المصري حيث تنتشر المودة بين الجميع حاليا لتختفي المشاجرات والمشاحنات المستمرة بالشوارع بسبب وبدون سبب وظهرت الروح الوطنية وأهم ملامحها حماية الممتلكات الخاصة والعامة من خلال اللجان الشعبية التي أغلقت معظم شوارع مصر أثناء الثورة وأري ان الأخلاق والشهامة والجدعنة وهي صفات أساسية من صفات الشعب المصري سوف تعود.

ويتفق معه صبري حسين: أن السلوكيات في الشارع المصري تغيرت تماما في ظل غياب الشرطة وهي كانت مسئولة عن انتشار بعض السلبيات في المجتمع المصري مثل انتشار الرشوة خاصة من رجال المرور والذين كانوا يحصلون علي اتاوات علي أصحاب السيارات فضلا عن سوء معاملة الشباب وكبار السن في أقسام الشرطة.

ويقول إبراهيم عبدالحكيم: ان أهم ايجابيات الثورة.. الاحساس بالمسئولية بين الشعب والحكومة فتري الآن الشباب وهم يقومون بتنظيف الشوارع ورفع القمامة وإصلاح ما تم افساده أثناء الثورة من واجهات المباني ولعل خير دليل علي ذلك هو ما تم بميدان التحرير فضلا عن اختفاء المصلحة الشخصية حاليا والاهتمام بالمصلحة العامة وهو ما ظهر في معظم مؤسسات الدولة حيث بدأ الموظفون بالمصالح الحكومية بالحفاظ علي مؤسساتهم وهيائتها من الانهيار.

ويقول عيد هاشم - من بولاق الدكرور - ان أهم ايجابيات ثورة 25 يناير انها خفضت مستوي الفساد في المصالح الحكومية خاصة الرشاوي التي كانت تدفع لانهاء أي طلب للمواطن.. وأصبح الفرد واعيا بحقوقه وأنا شخصيا سوف أقوم بالابلاغ عنها فورا وأحاربها بنفسي لان اللامبالاة أدت إلي انهيار مستوي الاقتصاد وضياع حقوق المواطنين فالملايين من أبناء الشعب سوف يحاربون هذا الفساد.

ويقول جورج فهمي - من عين شمس - إنه منذ قيام الثورة وحتي الآن لم يحدث تعدي علي أي كنيسة رغم انخفاض الحراسة أو غيابها تماما وهذا هو الشعب المصري بمسلميه وأقباطه.

د.شريف اللبان - أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة - يقول: انه لاشك ان السلوكيات السيئة للأفراد في الفترة الماضية كانت سيئة بسبب المناخ السياسي غير الديمقراطي كما أن الدخول المتدنية للكثير من الفئات ساهمت بشكل فعال في انتشار سلوكيات اجتماعية سيئة للغاية كالرشوة والمحسوبية والرشوة والواسطة والتي ساهمت بشكل كبير في اسقاط النظام السابق.. كان الجميع يعتبر ان مصر قد ماتت ولم تأت من جديد.

يضيف قائلا: عندما أشرقت ثورة 25 يناير أحدثت تغييرا كبيرا في حياة المصريين وسلوكياتهم فالشخصية المصرية بعد هذه الثورة تصبو نحو مستقبل أفضل وتتصاعد النداءات وشعارات رائعة لإعادة البناء.

كما كشفت ثورة 25 يناير ان مصر ليست لرجال الأعمال السياسيين الفاسدين وانما هي وطن وأم تأوي الجميع فرأينا الشباب في ميدان التحرير ودمياط والمنصورة والسويس وبورسعيد والإسكندرية وجميع المحافظات يقومون بحملات تنظيف وكنس الشوارع ودهان الأعمدة وزرع الأشجار بالجهود الذاتية كل هذا يتم في غياب الأجهزة التنفيذية.

50 ألف فكرة من الشباب .. في حب مصر

بدء مشروع ممر التنمية .. عودة الإسكان المنخفض التكاليف

خلال جولة لتصفح مواقع الإنترنت التي غزل الشباب من سطورها واقعا نعيشه الآن. نجدهم بعد ما انتهوا من ثورتهم البيضاء - والتي ظهروا خلالها كأفضل نموذج وقدوة كما تمني الرئيس الأمريكي أوباما أن يكون الشباب الأمريكي مثلهم كما أعلن كاميرون رئيس وزراء بريطانيا ان هذه الثورة سوف تدرس في كتب التاريخ - أعلنوا عن ثورة جديدة يطالبون فيها ببناء مصر جديدة وجمعوا من أجل هذا آلاف الأفكار من أجل مستقبل أفضل من خلال انشاء صفحات علي كافة المواقع الالكترونية تضم أفكاراً ومقترحات وحلولاً لمشاكلنا وأحلامنا وأيضا رؤية الشباب لمستقبل بلدنا.

وعلي موقع جوجل انشأ وائل غنيم صفحة ضمن منسق الحوارات والذي يقدم بنك أفكار من المقترحات الرائعة لمصر أفضل لكل من يهمه الأمر.. تتمركز أغلبها حول استغلال قوي الشباب لتحقيق طفرة تنمية والتأكيد علي ضرورة التعاون بين كافة فذات المجتمع بجانب آرائهم في تنظيم العمل وأحلامهم للمستقبل ورؤي سياسية واقتصادياً وتعليمية لاحقة.. وفي صفحة احنا عايزين ايه؟ بنحلم بايه؟ لمصر بلغ عدد هذه الأفكار 50 ألفاً و461 فكرة صوت عليها مليون ونصف المليون عضو تقريبا.. اخترنا منها علي قدر الامكان:

قال أحمد ماهر - من الوراق بالجيزة - يتمني بدء العمل بالمشروع القومي اللي قدمه دكتور فاروق الباز المسمي بممر التنمية.

نرمين أحمد تتطالب لازم يفعل جهاز التفتيش الموجود في الشرطة للابلاغ عن أي سوء سلوك صادر من ضباط الشرطة ويأخذ حق الناس بجد.

أسامة يحلم بالتخلي عن مبدأ لا أري لا أسمع لا أتكلم بمعني من يري فسادا أو مخالفة عليه ان يتقدم بشكوي للجهة المسئولة.

عمرو غالي - من الكويت - يطلب إعادة النظر في سياسات وزارة الخارجية وكيفية حماية ورفع قيمة المواطن المصري بالخارج.

محمد الفراش - من بورسعيد - يحلم الاهتمام بكرامة المواطن المصري سواء داخل مصر أو خارجها.

ياسر: يفكر في استهلاك مصر من القمح وهمي أكبر مستورد في العالم تفعيل زراعة سلالات القمح الجديدة اللي تقبل الزراعة بالمياه المالحة مما سيؤدي لتوفير عملة صعبة وتحقيق الاكتفاء الذاتي أو علي أسوأ الظروف تقليل الضغوط المفروضة.

ويقترح المهندس عبدالله محمد حملة شعبية لتشجير جميع شوارع مصر والقضاء علي مقالب الزبالة والاهتمام بالتخلص الصحي منها.

ويطلب ميدو - من الإسكندرية - ان يتم فتح ورش عمل في السجون بأجر حتي يتمكن المساجين باعالة أهاليهم وحملات توعية للمساجين حتي بعد انتهاء مدتهم يتم التعايش مع المجتمع حتي لا ننتج بلطجي يمكن شراؤه بالمال.

محمد شعبان - من مدينة نصر بالقاهرة - يقول: أي واحد يقابل أي ابتزاز من أي موظف في أي منشأة أو مؤسسة حكومية ميقبلش وفورا يتواصل مع جهاز مختص للتخلص من هذه الآفة والفساد في الرشاوي.

الكيميائي أسامة متولي: الرعاية بالفلاح المصري وتوفير له كل الدعم والصلاحيات لان الزراعة في مصر تؤثر بشكل كبير في استقرار البلاد من خلال توفر الثروة الزراعية والحيوانية في البلاد.. يجب ان يعود الاهتمام بالثروة الزراعية والحيوانية في مصر لابد من ذلك.

محمد: يطالب باحترام وتطبيق كافة أحكام القضاء ولو كانت صادرة ضد رئيس الدولة وإلغاء الطرق الملتوية لوقف تنفيذ الأحكام القضائية الواجبة النفاذ بشكل فوري.

مهندسة مروة البيلي - من دبي - تقترح منع حرق قش الأرز نهائيا ومحاولة الاستفادة منه لانه اتضح أهميته في صناعة الأسمدة والعديد من الصناعات الأخري وفرض غرامات علي من يقوم بذلك لانه يلوث البيئة بشكل كبير جدا.

مروة جمال - من القاهرة - تؤكد علي الشفافية.. نعرف فلوس الضرايب بتاعتنا بتتصرف في ايه.. مثل جمعية دافعي الضرايب في أمريكا.

هالة - من 6 أكتوبر - وجود أجهزة رقابية لكل المؤسسات الكبري في كل المحافظات تكون معلومة للمواطن العادي ويسهل الوصول إليها أو مخاطبتها لتقديم الشكاوي فمن قصر في عمله أو لأي مخالفات.

شادي - من سيدي جابر بالإسكندرية - لازم كلنا نروح ننتخب ونقول رأينا سواء انتخابات رئاسة أو مجلسي شعب وشوري دي بلدنا ودول حكمنا لازم نخترهم.

مبادرة.. في حب مصر أعلنها أيمن صبري وتتلخص في مخرج مصر الوحيد من الأزمة هي الزراعة وخروج الشباب لإستصلاح الأراضي- حان وقت العمل.. لتنمية مصر.

بلاش تحرير.. عايزين تعمير .. رجاء تتمناه أمنية يوسف أرجوكم يا كل اللي بيحب مصر عايزين نبقي ايد واحدة ونبدأ نشتغل بقي ونبني البلد دي الثورة دي مش بتاعت وائل ولا بتاعت مصطفي ولا بتاعت عمرو ولا بتاعت غيرهم مع كل تقديري ليهم ولكل حد شارك فابسط حاجة الثورة دي بتاعتنا كانا كل المصريين كل وحد علي أرض البلد دي شارك أو لا والمسئولية علينا كلنا يا نكون اده ونطلع مصريين بجد ياما منستحقش نعيش.. يلا كنا نبدا نفكر ونخطط ونشتغل يلا كانا نبني مصر أم الدنيا.

وأخيرا..

هذا هو شباب مصر الرائع.. الذي أثبت انه جدير باستعادة مكانة مصر وموقعها الطبيعي الذي تستحقه.

هذا هو شباب مصر الواعد.. الذي ستتم علي يديه جميع الاصلاحات.. ويضع مصر علي أول طريق التقدم والنجاح بإذن الله.