ناديه صالح تكتب : المصريون أهمه ..

مقالات الرأي



المصريون أهمه.. حيوية وعزم وهمه.. كلمات صلاح جاهين وحنجرة ياسمين الخيام تغنى وتفرح وتأخذنا معها إلى الفرحة وتهتف بكل الفخر للوطن وأصحابه ولعزمهم وهمتهم..،

وبذمتك ياعزيز، وبذمتك ياعزيزتي.. يامن ضممتم الصفوف دون تعب أو زهق من نهار وحتى ليل الأحد 28 نوفمبر.. ألم تكن مصر داخل كل منكم تناديكم حى على الوطن.. حى على الحرية.. حى على الديمقراطية.. حى على مجلس شعب منتخب بالإرادة الحرة لكل المصريين؟!.. ما كل هذه الجماهير؟! أكثر من 75% من جماهير المرحلة الأولى للانتخابات خرجت إلى الصناديق كل فى لجنته.. ما كل هذه الطوابير؟! ألم يعد هناك ناس فى البيوت؟! الزحمة ليست فى سيارات المرور.. إنها فى طوابير الحرية -حتى نسيت طوابير العيش- تركت كل شيء وجاءت من أجل غدٍ أفضل وعيش أفضل.. ياالله.. هذا الشعب لاتزال لديه القدرة على أن يدهش العالم، حقاً وصدقاً ويقيناً المصريين أهمه.. جيل بعد جيل متحضرين.. افرحوا ياسادة.. تنفسوا نسائم الحرية.. الثمن الغالي.. هذا صحيح.. لكنها الحرية.. الثمن غال.. لكنه المستقبل.. الثمن غال.. لكنها الكرامة.. وكلها أشياء غالية بل أغلى من الحياة ذاتها.. وراقبوا شهداءها الذين ماتوا عبر التاريخ الطويل وفى أيامنا وثورتنا هذه يناير ونوفمبر.. الثمن غال.. ولكن الحرية والكرامة تهون الحياة فى سبيلها وتقدم الأجيال حياتها.. وتسجل الدفاتر والتواريخ أسماء شهدائها الأبرار وتقدمهم لجنات فيها يخلدون كما قال ربنا العظيم.

أيها السادة.. نحن فى حفل عرس حقيقي.. بدأ الحفل بدعوة ثلث المدعوين والباقى فى الطريق، جاء المدعوون الأوائل فى أبهى حلل النظام والالتزام والتراحم والتآخي.. من كان يصدق أن هؤلاء المتناحرين المتشائمين النادبين حظهم فى الحياة، الحزانى على وطن سرقه اللصوص بعضاً من السنين والأيام، من كان يصدق أنهم هؤلاء.. أنفسهم.. من خرجوا بكل هذه الحيوية والهمة والعزم لتعلوا كلمتهم وتنتصر ثورتهم، وصدقونى هذا فرح كبير وعرس عظيم، ولكن احذروا ولنحذر جميعا «عواجيزه».. أيوه.. عواجيز الفرح الذين تحدثنا عنهم أمثالنا الشعبية الذكية، يجلسون ويتندرون.. ويشككون فى النزاهة أحيانا، ويرصدون أخطاء ومخالفات، ولكن.. لنقف فى مواجهة هؤلاء العواجيز ويجاهر كل منا ويقول: الأخطاء متوقعة.. مسلم ولاَّ مسيحي.. صعيدى ولآبحيرى ولكن الأصل هو الالتزام والضمير الحى يحكمنا، ويقولون: المجلس ليس نزيها مائة بالمائة ونردد قائلين: ماشي.. لكنه أنزه مائة ألف مرة مما سبق والمجالس التالية ستكون أكثر وأكثر نزاهة وشفافية، راقبوا المصريين وانظروا إلى جينات الحضارة وهى تفسح الطريق للعجائز والشيوخ، انظروا إلى أدب ولباقة الشباب، وكيف نسى كل منا انفلاتات الغضب وعصبية الأيام الماضية، فليتحمل بعضنا بعضاً، وليثق بعضنا فى بعض، وليعترف كل من أخطاء فى حق مصر أو بعض أبنائها لأن الاعتراف بالحق فضيلة، وكم أسعدنى اعتراف الكاتب الصحفى الكبير/أيمن الصياد، ذلك الشجاع الذى اندفع مع فرحة اليوم العظيم بأنه أخطأ فى تقدير قدرة الجيش والداخلية على إنجاح هذا اليوم وتأمينه، لقد فرح الرجل كثيراً بعدما تشاءم كثيراً من هول ما امتلأت به أيامنا الأخيرة من أحداث دامية.. ولكنه الكبير الذى لايخجل من الاعتراف وإقرار الحق.

وأخيرا وليس آخرا.. أرجو أن نقف جميعا شعبا وجيشا، شبابا وشيوخا، نساء وأطفالاً بعيداً عن ميادين متناحرة وإنما فى انتخابات متضافرة، قفوا جميعا.. لتلتقط لنا الأيام صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة، ليقف بيننا مديرو الأمن الذين جلسوا بجوار هواتفهم يردون مباشرة على طلبات الجماهير، وفيها السيدات والمرأة التى تركن البيت والعمل لتعلن أن حزب المرأة هو أقوى الأحزاب مهما حاربوه وأعاقوا حركته.. ماذا أقول؟! وماذا أكتب؟!

صحيح.. على الأصل دور.. وأصلنا متحضر لايستطيع مستبد ولابائع أن ينال منه مهما طال الزمان، وفى صفحة التاريخ 28 نوفمبر سوف تنضم بنجاحها إلى 25 يناير.. لتعلن أن طابور الحرية.. يقف فيه الشعب والجيش والبوليس إيد واحدة.. والبقية تأتى بإذن الله.. ويا أيها العالم.. هذه مصر أمامكم.. هؤلاء هم المصريون.. حيوية وعزم وهمه جيل بعد جيل متقدمين