هاارتس : من الربيع العربى إلى شتاء الاقتصاد ؟

أخبار مصر


ذكرت صحيفة هاارتس الاسرائيلية موضوع حول تدهور الاحوال الاقتصادية فى دول الربيع العربى وخاصة مصر واستطردت قائلة :

الشاي والبن والذرة ، والسندويتشات والمشروبات الغازية هي الآن في البنود الأكثر ربحا لبيعها في القاهرة. هذه هي الأوقات الجيدة للعشرات من الباعة المتجولين الذين يملأون ميدان التحرير ، ويقدمون المنتجات لمئات الآلاف من المتظاهرين الذين يأتون اليه من جميع أنحاء مصر.

وقال أحد الباعة المتجولين في اقل يوم اربح ما لا يقل عن 50 جنيها مصريا ، والآن والحمد لله هناك الكثير من العمل

قبل الثورة كانت 50 جنيه تمثل 10 في المئة من دخل الباعة المتجولين شهريا. لكن الان يربحون أكثر من ذلك ، ومن ناحية اخرى انخفض الجنيه الاسترليني منذ ان بدأت المظاهرات ويقع تداوله الآن في أكثر من ستة جنيه للدولار -- أي أقل 10 في المئة من قيمته فى العام الماضي.

في الواقع ، ارتفاع دخل الباعة المتجولين في الميدان يواجهه انهيار فى الاقتصاد المصري .

ويعتبر رئيس الوزراء الجديد كمال الجنزوري الذي عين في هذا المنصب الاسبوع الماضي من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة فهو سياسي واقتصادى موهوب ويميل الى الطبقات الفقيرة المحرومة فى مصر .

فخلال ولايته السابقة منذ10سنوات نجح في دفع عجلة المشاريع الاقتصادية الهامة ، بما في ذلك حملة الخصخصة.

ولكنه على مدى العقد الماضي اختفى تماما عن الرأي العام فهو سيضطر إلى التعامل في المقام الأول مع المسائل الدستورية والتحضير للانتخابات وفوق كل شيء تشكيل حكومته الانتقالية. وقال انه سيكون قادرا على مواجهة الوضع الصعب في مصر ، وإعداد خطة اقتصادية مع القوى ؟

احتياطي مصر من العملة الاجنبية آخذ في التضاؤل. كان يقدر بنحو 36 بليون دولار في بداية عام 2011 وانخفض فى اكتوبر إلى 22 بليون دولار ، وكيف يمكن حل مشكلة الاحتياطى والسياح تقريبا قد غادروا البلاد بشكل كامل ، ولا توجد اى استثمارات أجنبية جديدة ، والصناعة المحلية اخذت للانهيار بسبب عدم الاستقرار في البلاد.

وانخفض إنتاج الحديد والصلب بنسبة نحو 40 % منذ يناير ، وتعثرت المشاريع الجديدة مثل مشروع 4 مليارات دولار لبناء مصارف جديدة .

وقال وكلاء العقارات أن لن يتم شراء أي منازل جديدة بدلا من ذلك الأزواج الشباب يفضلون الإيجار ومع ذلك وأصحاب المنازل والمقاولين مترددين في خفض الأسعار معربين عن امالهم في ان السوق سوف يتغير للأفضل بعد الانتخابات.

ومن ناحية اخرى انعدام الأمن يخيف المستثمرين الاجانب من الاستثمار فى البورصة المصرية. وقد سحب المستثمرين مؤخرا كميات مخيفة من الاستثمارات ، مما تسبب في خسارة سوق الأسهم حوالي 8 مليارات دولار في الشهر الماضي وحده.

مع العجز المزمن في الميزانية وانخفاض مايقرب من 8 % من الناتج المحلي الإجمالي سيكون من الصعب من أي وقت مضى بناء مصانع جديدة بعد ان اغلق أكثر من ألف مصنع من المصانع الصغيرة والمتوسطة على مدى الشهرين الماضيين.

وقريبا ستواجه البلاد تظاهر مايقرب من مليون شاب من العاطلين، بدلا من المظاهرات التي قاموا بها مطالبين بالديمقراطية.

وفي الأسبوع الماضي ادرك قادة مؤسسات التمويل والبنوك العربية أن الثورات الشعبية يمكن أن تسبب فى أزمة اقتصادية عميقة ليس فقط في البلدان التي تحدث فيها ولكن في جميع أنحاء المنطقة.