جندي مجند ابراهيم حسن محمود .. " بريء"من قتل جرجس وابو السعود
حب الوطن مغروس في جذوره ..عاش طفولته برجولة ولحظة خدمة الوطن واداء الواجب تقدم مزهوا انه سيلتحق بالجيش ..
عندما دخل الامن المركزي لم يستطع ان يحدد مشاعره ما بين الفرحة وما بين التعاسة والحزن .. كان امله ان يرفع سلاحه في وجه اعداء الوطن على الحدود .. ولكن اقنعوه ان الاعداء في الداخل .. تذكر احمد زكي .. سبع الليل .. دار شريط الفيلم في عقله ..رأى صورته في مشاهد الفيلم ..
حملوه الى التحرير ... اقنعوه ان من في الميدان هم الاعداء ويجب اطلاق النار عليهم .. حاول رفع سلاحه .. ارتعشت يداه واقشعر بدنه ..
من يقتل ؟ لماذا يقتل ؟ كيف يقتل ؟ .... لم يستطع .. تاه وسط الميدان .. غاب عن الفكر والوجدان ..
ومن هم في الميدان ؟
هل يقتل اخاه ... هل يقتل ابن عمه .. هؤلاء هم الذين في الميدان... محمد .. عماد .. جرجس .. مصطفى .. على ... مريم ... فاطمة ... صباح .. كلهم رضعوا من النيل .... اكلوا من ارض الدلتا .. استمدوا رجولتهم من الهرم وابو الهول والجبال .. ضحكة البنت من جريان موجة وراء موجة من النيل .
اذن من يضرب ومن يقتل ..
كانت اليدان مرتعشتين ... اصبح التفكير اشل .. والوطن ليس محتل ..
هل يحمل رشاشا او قنبلة يدوية ...
هل يقرأ فاتحة القرآن قبيل الفجر ... ؟؟؟
هل يواجه فلول الغدر ؟
يصرخ ام .. ماذا ..؟
لا لا شيء هكذا ..لابد لتحرير الارض كما قالوا له ...
شاهد القتلي وهم يتساقطون .. ورأي أعين الثوار وهي تتحول الي لوحة تصويب يثبت من خلالها ضباط الداخلية رجولتهم ويستعيدون عليها مهاراتهم في التنشين .. الذين ماتوا أمام ابراهيم في لحظات – كما يقول- ثلاثة أشخاص .. لم يحتمل المنظر خاصة أنه كان مسلحا بالخرطوش ومطلوبا منه أن يشارك في عملية القتل
اطلق صرخة مدوية ... ملأت قلب الميدان .. رفض اطلاق النيران . لن اقتل هند ونوران صمويل وجرجس وشعبان
اغلقت الكاميرا عدساتها .. اظلمت الدنيا امامه .. سقط مغشيا عليه ولما أفاق وجد نفسه في المستشفي الميداني المقام بمسجد عمر مكرم .. وعرف أن المتظاهرين هم من حملوه اليها ليتلقي العلاج حيث تم اسعافه بخياطة الجرح بـ 15 غرزة .. من المستشفي خرج وقد اتخذ القرار .. خلع ملابسه الميري ومنحه المتظاهرون ملابس مدنية .. ليس هذا فحسب بل حمل معهم الأحجار وراح يقذف بها قوات الأمن عند مدخل شارع محمد محمود ..
ما هي نهاية هذا الفيلم مقتل سبع الليل .. قمر النيل ؟