الكويت : أحداث الليلة الماضية محطة أليمة في تاريخ الكويت السياسي
قال شهود ووسائل اعلام محلية ان عشرات من الكويتيين اقتحموا لفترة قصيرة مبنى البرلمان الكويتي في وقت متأخر يوم الاربعاء في حين تظاهر مئات اخرون في الخارج مطالبين باستقالة رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح.
وقالوا انه كان بين المحتجين الذين شقوا طريقهم الى داخل المجلس اثناء مناقشة بعض نواب المعارضة الذين كانوا بين مئات من المحتجين الذين تظاهروا خارج البرلمان كل اسبوع مطالبين باستقالة الشيخ ناصر الذي يتهمونه بالفساد.
وحينما خرج المحتجون الذين دخلوا البرلمان لينضموا الى المحتشدين في الخارج هتفت الحشود الشعب يريد اسقاط الرئيس (رئيس الحكومة).
وكان هذا ترديدا لصدى هتافات اطلقها المحتجون في مصر الذين اجبروا في فبراير شباط حسنى مبارك على التنحي بعد ان ظل رئيسا للبلاد طيلة ثلاثة عقود.
ونجت الكويت من الاحتجاجات الشعبية التي اطاحت بمبارك وقبله زين العابدين بن على في تونس وذلك بفضل نظام سخي للرفاهية الاجتماعية غير ان الكويت تمر بمأزق سياسي طال أمده واشتدت المعارضة للشيخ ناصر وهو عضو ذو نفوذ في العائلة الحاكمة.
وقالت بعض وسائل الاعلام الكويتية وشهود ان شرطة مكافحة الشغب ضربت المتظاهرين حينما تجمعوا خارج البرلمان.
وشهد مراسل لرويترز سيارات اسعاف في المنطقة لكن لم يتضح على الفور هل اصيب أحد بسوء.
وفي مايو ايار حاول نائبان استجواب الشيخ ناصر بشأن مزاعم عن سوء استخدام الاموال العامة وهو اتهام ينفيه. وجاء طلبهما بعد ايام من كشفه النقاب عن سابع حكومة له. وكانت الحكومة السابقة استقالت في مايو ايار لتفادي استجواب برلماني لثلاثة وزراء
وصفت الصحف الكويتية الصادرة صباح اليوم الخميس الاشتباكات التى وقعت الليلة الماضية بين رجال الأمن والمواطنين المعتصمين في ساحة الإرادة واقتحام مبنى البرلمان الكويتى أنها محطة أليمة في تاريخ الكويت السياسي .
وأعلن رئيس مجلس الأمة الكويتى جاسم الخرافي - في اتصال أجرته معه جريدة (السياسة) - أنه حرص على ألا يدخل رجال الأمن في مواجهة الذين اقتحموا مجلس الأمة وأن يقتصر التعامل معهم على حرس المجلس خشية تفاقم الأمور ومن منطلق الحرص على المؤسسة الديمقراطية، موضحا أنه سيجتمع اليوم مع النواب لتدارس الموقف واتخاذ الإجراء المناسب بشأن ما حدث.
وترددت أنباء عن أن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا استثنائيا اليوم لبحث تداعيات الأحداث المؤسفة التى حدثت الليلة الماضية.
يشار إلى أن عددا من المعتصمين فى ساحة الإرادة اقتحموا أمس مجلس الأمة لنحو ساعة كاملة عبثوا خلالها بمحتويات المجلس قبل أن يخرجوا رافعين إشارات النصر بل تعدى الامر إلى اشتباك بين مئات المواطنين الذين هتفوا الشعب يريد إسقاط
الرئيس ، إشارة إلى رئيس الوزراء، و حرية حرية مع رجال القوات الخاصة الذين منعوهم بالقوة والهروات والعصي من إكمال مسيرتهم نحو المقر الحكومي وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة نحو 15 مواطنا و3 عسكريين. وقد بدأت الخطابات في ساحة الإرادة تحت عنوان أربعاء الشرعية بالدستور بخطابات لعدد من النواب رفع خلالها مستوى الانتقاد السياسي وطالبوا برحيل رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وإلا فإن العواقب والمخاطر ستكون كبيرة.
.