إسرائيل تستهدف الأسرى المحررين

عربي ودولي



الجزيرة. نت:

عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي لملاحقة عشرات الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى، والتحقيق معهم وحتى توقيفهم على الرغم من مرور أقل من شهر على تحريرهم.

وتحدث نادي الأسير الفلسطيني للجزيرة نت عن سلسلة استدعاءات في صفوف المحررين الفلسطينيين إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأجبر عميدا الأسرى الفلسطينيين المحرران نائل وفخري البرغوثي، اللذان قضيا 34 عاما في سجون الاحتلال، على المثول أمام ضابط المخابرات الإسرائيلية في سجن عوفر غرب رام الله أمس الاثنين للتحقيق معهما.

وروى فخري البرغوثي (64 عاما) حادثة الإذلال والتهديد كما سماها عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزله فجر الاثنين وسلمته بلاغا للحضور ومقابلة مسؤول المخابرات الإسرائيلية في المنطقة صباحا.

وقال للجزيرة نت أخضعونا للتفتيش المذل بلا إنسانية، وحاولوا مساومتي على ابني الأسير لديهم بالإفراج عنه مقابل أن أتعهد بالعمل لصالحهم وهو الأمر الذي رفضته .

أما نائل البرغوثي (53 عاما) فيقول إنه تلقى مع ابن عمه فخري تهديدا مباشرا بإعادة اعتقالهما في حال القيام بأي عمل سياسي أو نضالي.

وقال نائل هذا جزء من استفزاز وتنكيل بالأسرى المحررين وعائلاتهم، واستمرار لحملة التحريض التي يقودها المستوطنون ضدنا أيضا في وسائل الإعلام الإسرائيلية وغيرها .

ووجه نائل وفخري البرغوثي نداءً للوسيط المصري الذي رعى اتفاق صفقة التبادل الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالبين بلعب دوره وضمان الحماية لهم وعدم التعرض لهم.

وقال نائل البرغوثي، الذي ينتظر إتمام زواجه الجمعة القادمة، لا ضمانات بعدم إعادة اعتقالنا، لكننا نطالب بوقف مطاردتنا وانتهاك حقنا في الحياة بصورة طبيعية بعد الإفراج عنا .

وتعرضت الأسيرة المحررة صمود كراجة (23 عاما) للاحتجاز لمدة ثماني ساعات عند استدعائها للتحقيق في مركز سجن عوفر غربي رام الله، ثم تلقت سيلا من التهديدات بإعادة الاعتقال وحكمها بالمؤبد.

وقالت كراجة للجزيرة نت إن ضابط المخابرات الإسرائيلي حذرها من الانخراط في أي نشاط سياسي أو عسكري أو حتى التصريح بأي حديث من شأنه المس بأمن إسرائيل، وكل ذلك تحت طائلة إعادة اعتقالها.

وأضافت قالوا لي إننا تحت المراقبة الدائمة، وإنهم غير راضين على صفقة التبادل وإنهم يبحثون عن أي سبب لإعادة الأسرى المحررين للسجون .

وأكدت كراجة أن الإفراج عنها لم يتضمن أي شكل من الإقامة الجبرية أو منع التنقل بين المناطق الفلسطينية، سوى أنها ستظل ممنوعة من السفر خارج فلسطين.

وتعبر كراجة عن تخوفها في ظل سعيها لإعادة الالتحاق بجامعتها واستكمال تعليمها الذي غادرته عند اعتقالها قبل عامين بتهمة طعن جندي إسرائيلي على حاجز قلنديا بين رام الله والقدس المحتلة.

من ناحيته، دعا السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله ياسر عثمان المحررين ضمن صفقة التبادل والذين تعرضوا لانتهاكات من نوع الاستدعاء والتوقيف والتهديد الرسمي للاتصال بالسفارة وتقديم شهادات موثقة وتفصيلية عن التجاوزات التي ارتكبت بحقهم.

وقال عثمان للجزيرة نت إن السفارة في رام الله ستنقل هذه الشهادات للوسيط المصري في القاهرة بغية نقلها للجانب الإسرائيلي ومحاولة العمل على حل هذه المشاكل ورفع هذه الإجراءات عن المحررين .

وترى مصر، حسب السفير، أن أحد التزاماتها في هذه الصفقة مراقبة عملية تنفيذها وضمان التزام كافة الأطراف بما تعهدوا به بما في ذلك حماية حقوق الأسرى المحررين والضمانات التي أعطيت بعدم التعرض لهم.

وأوضح عثمان أن هذه الحقوق تشمل عدم التعرض لهم وضمان أمنهم الشخصي وأن لا يتم اعتقالهم مرة أخرى في القضايا التي سبق أن حوكموا بها، وهي حقوق معروفة ومنشورة .

وفيما يتعلق بتهديدات أطلقتها جماعات من المستوطنين الإسرائيليين باستهداف الأسرى المحررين وقتلهم سواء في فلسطين أو من أبعدوا إلى الخارج، قال السفير المصري إن ما يهمنا في هذا الصدد الإجراءات الحكومية، وإذا تطورت تهديدات المستوطنين إلى إجراء رسمي كما جرى في الأيام الأخيرة من استدعاءات وتوقيف للمحررين فإن الوسيط المصري سيتدخل .