باباديموس يضع شروطا بعد تعثر الاتفاق على رئيس وزراء جديد في اليونان

عربي ودولي


اثينا (رويترز) - انهار اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليونان يوم الاربعاء فيما تتجه البلاد نحو هاوية اقتصادية بعد ساعات من تصريح رئيس الوزراء المستقيل جورج باباندريو بانه سيسلم السلطة الى ائتلاف ليس له وجود.

وفي يوم غريب سادته الفوضى حتى وفقا للمعايير السياسية اليونانية تمنى باباندريو حظا جيدا لخلفه وتوجه للاجتماع مع الرئيس -- ليخرج دون ان يكون هناك من يخلفه بسبب التناحر بين الاحزاب السياسية.

وفي وقت سابق قالت مصادر حزبية ان الاعضاء الكبار للمعسكرين الاشتراكي والمحافظ استقروا على رئيس البرلمان الاشتراكي المخضرم فيليبوس بيتسالنيكوس لتولي رئاسة الوزراء.

لكن ظهرت عقبات حالت دون اتمام الاتفاق حيث رفضت قطاعات كبيرة داخل حزب باسوك الذي يتزعمه باباندريو وحزب الديمقراطية الجديدة المحافظ تأييد بيتسالنيكوس بعد عملية بحث استمرت ثلاثة ايام عن شخص يقود الائتلاف الى حين اجراء انتخابات مبكرة في فبراير شباط.

وفي تطور لاحق عاد اسم النائب السابق لرئيس البنك المركزي الاوروبي لوكاس باباديموس للظهور مجددا كمرشح مفضل لرئاسة الحكومة.

وقال مصدر حكومي لرويترز ان باباديموس جعل ترشيحه لتولي المنصب مشروطا بتوقيع الحزبين السياسيين الرئيسيين على برنامج انقاذ منطقة اليورو وبمدة أكثر مرونة لحكومته.

ويريد باباديموس مشاركة أكبر للمعارضة المحافظة في حكومته والقدرة على الاستمرار في الحكم الى ما بعد 19 فبراير شباط وهو الموعد الذي اتفقت عليه الاحزاب لاجراء انتخابات مبكرة.

وقال البرلماني الاشتراكي سبيروس فوجياس لرويترز الحل الوحيد هو باباديموس. اذا قبل صباح الغد سنتمكن من تشكيل حكومة قوية ستخرج البلاد من الازمة.

وقال محلل ان الديمقراطية اليونانية تمر بأسوأ لحظاتها منذ الاطاحة بالدكتاتورية العسكرية قبل 37 عاما وان المفاوضات الجادة ستبدأ الان فقط.

وقال كوستاس باناجوبولوس رئيس مؤسسة الكو لاستطلاعات الرأي أعتقد ان مسؤولية رئيس الوزراء ضخمة والعلاقات بين الاحزاب السياسية والمجتمع بالغة التوتر حتى انني اعتقد ان الانتخابات واجراء تغييرات سياسية كبيرة أصبحا مسألة حتمية.

وقال أشعر ان المناقشات الاساسية بدأت للتو وان كل تلك الايام التي شهدناها كانت كوميديا هزلية.

وتابع اليونانيون والمقرضون الدوليون بفزع على مدى ثلاثة أيام زعماء الاحزاب وهم يتناحرون على قائمة متناقصة من المرشحين لقيادة ائتلاف وحدة وطنية بعد انهيار حكومة باباندريو.

ولن يصبح لدى اليونان أي أموال في الشهر القادم ما لم توافق الحكومة الجديدة على تمويل طاريء من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي وهما اخر جهتي اقراض امام اليونان بما في ذلك خطة انقاذ تشمل تقديم 130 مليار يورو.

وبدأ باباندريو وزعيم حزب اليمقراطيةالجديدة انتونيس ساماراس محادثات مع الرئيس كارولوس بابولياس بشأن ائتلاف جديد ينقذ اليونان من الافلاس. لكن قبل ان ينضم زعماء احزاب صغيرة اليهم توقفت المحادثات فجأة.

وقال مكتب الرئيس ان اجتماع زعماء الاحزاب سيعقد الساعة 0800 بتوقيت جرينتش يوم الخميس رغم انه في مناخ الفوضى الحالي تتأخر المحادثات السياسية غالبا أو لا تعقد على الاطلاق.

من ناحية اخرى ذكرت مصادر مصرفية يوم الأربعاء ان اليونانيين سحبوا مدخرات من البنوك خلال الاسبوع المنصرم بسبب الازمة السياسية المتفاقمة وخوفا من الخروج من منطقة اليورو.

وقال مصرفي طلب عدم نشر اسمه ان اليونانيين سحبوا خمسة مليارات يورو أي نحو ثلاثة بالمئة من اجمالي الودائع في الاسبوع الماضي.