"الجلوكوما".. حرامي النظر الكشف والعلاج المبكر .. وقاية من العمي
عقدت الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما مؤتمراً صحفياً علي هامش مؤتمرها السنوي الحادي عشر تحت شعار لأن بصرك أغلي ما تملك وناقش المشاركون كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه تشخيص وعلاج الجلوكوما. السبب الأول للعمي الدائم علي مستوي العالم.
الجلوكوما المياه الزرقاء والتي يطلق عليها اسم حرامي النظر لعدم شعور المريض بأي ألم أو أعراض في أغلب الأحيان. مرض يصيب العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين الناتج عن تراكم السائل المائي بداخلها. مما يؤدي إلي تلف أنسجة العصب البصري المسئول عن نقل المعلومات البصرية من وإلي المخ. وقد يؤدي ذلك إلي فقدان البصر تدريجياً وصولاً إلي العمي. ومن العوامل التي تزيد من مخاطر الاصابة. ارتفاع الضغط داخل العين. والتقدم بالعمر فوق الستين عاماً. والتاريخ العائلي. بالإضافة إلي مجموعة من الأمراض الأخري مثل السكر ونقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
أشار تقرير منظمة الصحة العالمية عن الجلوكوما أن هناك قرابة 70 مليون مصاب بالجلوكوما علي مستوي العالم. كما تشير التوقعات إلي أنه بحلول عام 2020. ستصل حالات العمي الناتجة عن الجلوكوما إلي ما يقرب من 11 مليون حالة. وطبقاً لما ورد عن الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما. تبلغ نسبة الإصابة بالجلوكوما في مصر حوالي 0.5% 1% من إجمالي عدد السكان.
صرح الدكتور / مصطفي نصار. رئيس قسم طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة المنوفية. وسكرتير عام الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما. بأن الفحص الدوري للعين يعد عاملاً أساسياً لاكتشاف الجلوكوما مبكراً. فيساعد ذلك علي نجاح العلاج والوقاية من العمي. وأضاف قائلاً: إن أكثر أنواع الجلوكوما شيوعاً هي جلوكوما الزاوية المفتوحة. فليس لها أعراض أو علامات تحذيرية. إذ يتطور المرض ببطء وقد لا يسبب ضعفاً ملحوظاً في الرؤية علي مدار أعوام. وعادة ما يكتشف المريض إصابته في مراحل متقدمة. فلا يمكن حينئذ إصلاح الأضرار التي قد نتجت عن الإصابة .
استطرد د. مصطفي قائلاً: إن الكشف المبكر وبدء العلاج فور اكتشاف الإصابة بالجلوكوما من شأنهما منع تقدم المرض. وقد يساعد ذلك علي الوقاية من العمي الناتج عن الجلوكوما في 90% من الحالات. ونوه قائلا: من العلاجات شديدة الفاعلية والأمان في علاج الجلوكوما المزمنة محلول يعمل علي خفض معدل إفراز السائل المائي بهدف ضبط ضغط العين. وتحسين الدورة الدموية لعصب الإبصار. مما يساعد علي الوقاية من فقدان البصر.
أضاف إلي أن البلاد الأكثر حرارة هي التي تنتشر فيها الجلوكوما. فضلا عن أن أصحاب البشرة السمراء أكثر اصابة بالمرض بنسبة 4 مرات أكثر من أصابة البشرة البيضاء. وتزداد نسبة المصابين في الريف لأن المرض يتم اكتشافه متأخراً. لأفتاً إلي أن اعلي نسبة إصابة توجد في محافظة أسوان.
قال إنه يوجد حالياً علاج جديد يرفع قوة عصب الأبصار ليتحمل ارتفاع ضغط العين. موضحاً أنه بعد الاربعين يمكن معرفة هل الشخص سوف يصاب بالجلوكوما من عدمه عن طريق الجينات.
لفت إلي أن الطفل يمكن أن يولد وهو مريض بالجلوكوما والمياه الزرقاء ومن علاماتها أن يكون حجم العين كبير أو لا يستطيع أن يفتح عينيه في الضوء.
أشار إلي أنه لو لافترضنا اكتشاف المرض لدي شخص اليوم. فإن هذا يعيني أنه أصيب به منذ 5 سنوات. لكن لم ينتبه إليه.
انتقل د. مصطفي للحديث بشكل أوضح عن الرصد قائلاً: الجلوكوما المياه الزرقاء مرض يصيب العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين الناتج عن تراكم السائل المائي بداخلها. مما يؤدي إلي تلف أنسجة العصب البصري المسئول عن نقل المعلومات البصرية من وإلي المخ. وقد يؤدي ذلك إلي فقدان البصر تدريجياً وصولاً إلي العمي وفي العين الصحية الطبيعة. يفرز سائل مائي ماء العين أو الخلط المائي بصفة مستمرة ليدور حول العين وينقل الغذاء إلي القرنية والعدسة. ثم يتم تصريفه مرة أخري خارج العين عبر قنوات صغيرة تسمي الشبكة المتداخلة. وتحافظ عملية إنتاج سائل العين وتصريفه علي صحة ورطوبة العين.
أضاف أما العين المصابة بالجلوكوما. فتعاني من اختلال التوازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وقدرة القنوات الخاصة المسئولة عن تصريفه. مما يؤدي إلي تراكم هذا السائل داخل العين والضغط علي الأنسجة الداخلية. وعادة ما يكون العصب البصري الجزء الأكثر عرضة للتلف نتيجة هذا الضغط.
قال: تؤثر الجلوكوما في رؤية الزاوية الواسعة وهي الطرف الخارجي للرؤية أو الرؤية المحيطية. ونظراً لبطء تطور المرض. قد لا يلاحظ المريض أي اضطراب في الرؤية خلال المراحل الأولي من الاصابة. ومع تطور المرض. تظهر البقع البيضاء في مجال الرؤية المحيطية. مما يضعف قدرة المريض علي الابصار أو يؤثر في وضع الرؤية وإذا لم تكتشف الاصابة بالمرض في الوقت المناسب أو في حالة اتباع علاج غير صحيح. من الممكن أن تؤدي الجلوكوما إلي الإصابة بالعمي.
لفت إلي ان الجلوكوما تنقسم إلي نوعين رئيسيين: النوع الأول هو جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة. وهو النوع الأكثر انتشاراً ويمثل حوالي 60 95% من إجمالي حالات الإصابة بالجلوكوما. أما النوع الثاني فهو جلوكوما الزاوية المغلقة.
وجلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة. عادة ما تظهر نتيجة للتقدم في العمر. حيث تقل كفاءة زاوية التصريف داخل العين. ويؤثر هذا النوع من الجلوكوما تدريجياً في العصب البصري دون حدوث أي ألم حتي يفاجأ المريض بعد مدة بعدم وضوح الرؤية أما جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة فهي الحالة الأقل انتشاراً. وتكون أعراضها شديدة الوضوح. ومن الممكن أن يؤدي ذلك النوع إلي العمي خلال فترة زمنية قصيرة إذا لم يعالج سريعاً. وتحدث الإصابة بهذا النوع من الجلوكوما نتيجة الانسداد الكامل في زاوية التصريف داخل العين.
أوضح أن هناك عوامل تهدد بالاصابة بالمرض منها ارتفاع ضغط العين وعامل الوراثة: تاريخ عائلي لإصابة أحد أفراد الأسرة والشيخوخة والقرنية الرقيقة والشك في مظهر العصب البصري زيادة حجم المساحة التي تتوسط العصب البصري عن الحجم الطبيعي .. بالإضافة إلي قصر النظر وداء السكري وجراحة العين أو إصابتها وارتفاع ضغط الدم واستخدام أدوية الكورتيكوسترويد مثل قطرة العين والأقراص وأجهزة الاستنشاق. والكريم
قال إن الكشف المبكر وتشخيص الجلوكوما من أهم عوامل الوقاية من فقدان البصر. فيجب علي الاشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض إجراء فحص دقيق لحدقة العين مرة كل عامين علي الأقل وعلي الرغم من عدم إمكانية معالجة التلف الذي تسببه الجلوكوما بالعين. فالانتظام في العلاج يمكنه منع المزيد من الأضرار أو تأجيلها علي الأقل.. وتعد الطريقة الأساسية لعلاج الجلوكوما المزمنة هي قطرة العين التي تساعد علي خفض ضغط العين إما من خلال الحد من إفراز السائل المائي أو تحسين أداء زاوية التصريف. وهناك بعض العلاجات التي صممت لأداء كلا المهمتين في آن واحد.. ويعد اللجوء إلي الجراحة هو الخيار الأخير بعد التأكد من عدم استجابة المرض لطرق العلاج التقليدية. أو إذا تراجعت حالة المريض علي الرغم من إعادة ضبط ضغط العين