الأوساط الفنية تحتفل غداً بعيد ميلاد صباح



تحتفل الأوساط الفنية في العالم العربي، غدا «الخميس»، بعيد ميلاد الفنانة صباح، التي أثرت الحياة الفنية والسياسية خلال حقبة مهمة من تاريخنا المعاصر، ووسط تعدد السيناريوهات والأعمال الدرامية التي وجدت في حياتها مادة فنية دسمة للتعرف على ملامح وتفاصيل جوانب لم تتضح حقيقتها بعد. ولدت الفنانة اللبنانية في 10 نوفمبر 1925 في وادي شحرور، واسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي، وبدايتها الحقيقية مع عالم الفن عندما اكتشفتها الممثلة آسيا، وأرادت أن تنافس بها نور الهدى، فجاءت بها الى مصر، وأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، تلاها القيام بالعديد من البطولات السينمائية المطلقة في مصر ولبنان، وشاركت في دويتو مع فريد الأطرش.

أولى أغنيات صباح كانت من ألحان رياض السنباطي التي تكفل بتدريبها فنيا وتطويع صوتها الذي كان معتادا على الطابع الفلكوري الخاص بلبنان وسورية، ووضع الألحان التي ستغنيها في فيلم «القلب له واحد»، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في أول أفلامها.

وتمتلك صباح رصيدا جيدا في السينما يبلغ نحو 83 فيلما بين مصري ولبناني، كما شاركت في نحو 27 مسرحية لبنانية، وقدمت ما يزيد على 3000 أغنية مصرية ولبنانية، لاتزال تلقى إعجاب الجمهور ومن أبرزها «الدوامة»، «يانور العين»، «علمني الحب»، «لأ»، «ب فتحة»، «توبى»، «ساعات»، «اسمع كلامي المرة دي»، «يانا يانا»، و«دلوعة».

وتم تكريم الفنانة «صباح» في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1998، واعتزلت السينما عام 1986، وكان آخر أفلامها «ليلة بكى فيها القمر»، وتم تقديم مسلسل يحكي قصة حياتها اسمه «الشحرورة» في رمضان الماضي جسدت شخصيتها خلاله الفنانة كارول سماحة.

وتعتبر صباح ثاني فنانة عربية بعد كوكب الشرق أم كلثوم في أواخر الستينيات، غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كارناجري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة البرت هول بلندن، وعدة مسارح بلاس فيغاس.

واشتهرت صباح في الوسط الفني بتعدد زيجاتها، ومنها رشدي أباظة، أنور منسي، والفنان اللبناني فادي. وترى الفنانة صباح، وفق تقارير إعلامية، أن أغلبية أزواجها كانوا يستغلون شهرتها وثروتها لمصالحهم الشخصية، وتقول إنهم يطلقون عليها «مدام بنك» لأنها تنفق الكثير من المال دون تفكير على كل من تحب.

كما اشتهرت صباح بحبها للجمال وللأزياء، متمسكة بمقولة «أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي لا أخسر جمالي وأناقتي».

وكان آخر أعمالها أغنية «يانا يانا» والتي قدمتها في السابق، ثم عادت وقدمتها من جديد بتوزيع موسيقي مختلف بمشاركة المطربة اللبنانية رولا سعد، لتساهم في انتشارها عربيا. وكان نادي ليونز نيل القاهرة برئاسة الفنان سمير صبري احتفل يوم 26 سبتمبر الماضي بأحد الفنادق الشهيرة بتكريمها، بمناسبة عيد ميلادها 95، وحرص الفنان سمير صبري على دعوة معظم محبي وأصدقاء الشحرورة داخل الوسط الفني، ومن بينهم الراحل عمر الحريري، الذي شاركته غناء «أنا هنا يا بن الحلال» في فيلم «العتبة الخضرا»، حيث تذكرت بمجرد رؤيته هذا الفيلم الذي جمعهما معا مع الراحلين أحمد مظهر وإسماعيل ياسين وزينات صدقي.