وزير الثقافة المصري يشارك المركز الثقافي الروسي إحتفاليته إل 45 علي تأسيسه بمصر
أحتفلت الأوساط الثقافية في مصر بمرور 45 عاماً على تأسيس المركز الثقافي الروسي وذلك بحضور الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري السفير الروسي بمصر ولفيف من المبدعين والمثقفين الروس والمصريين حيث يعد هذا المركز والذي ظل يحمل أسم المركز الثقافي السوفيتي منذ عام 1956 حتى إنهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991 وإن الحديث عن التاريخ الناصع والمشرق للمركز الثقافي السوفيتي سابقاً والروسي حالياً وحول دوره المؤثر في الحياة الثقافية المصرية حيث أكد رئيس المراكز في كلمته علي العلاقات المصرية الروسية الوثيقة وأنها يتسم بالخصوصية الشديدة للدور المتميز الذي لعبه هذا المركز خلال الأعوام الماضية فقد بدأ صعود دور المركز الثقافي السوفيتي مع تنامي وتعاظم العلاقات المصرية السوفيتية بعد ثورة يوليو عام 1952 ومساندة الإتحاد السوفيتي لمصر في رحلة التنمية والبناء بالإضافة إلى التسليح فبدأ مشروع بناء السد العالي الذي شارك فيه الاتحاد السوفيتي بكل ثقله السياسي و التكنولوجي في تحد واضح للغرب و امريكا بالإضافة لإقامة مصانع الحديد والصلب في حلوان والألومونيوم بنجع حمادي ومشروع التسليح لمواجهة العدوان الإسرائيلي بالاضافه إلى مساهمة الاتحاد السوفيتي في إنشاء أكاديمية الفنون بمصر ومعاهد الباليه والسينما والفنون المسرحية والكونسرفتوار و تحول المركز السوفيتي في الستينات إلى شمعة تضيء الحياة الثقافية والفنية في قلب القاهرة ونقطة جذب للمثقفين المصريين فمن الصعب أن تجد مثقفاً مصرياً خلال الستينات لم يحضر إلى المركز الثقافي السوفيتي حيث الأنشطة المتنوعة من ندوات ومعارض وسينما ومكتبة وصالون موسيقى مع مشاركة المبدعين و المثقفين من البلدين فلا زلنا نذكر يوم أستقبلنا هنا الفنانين عبد الحليم حافظ وسعاد حسنى وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ويوسف شاهين ونور الشريف ويسرا وهنيدى والسقا وغيرهم من النجوم الفن بينما أستقبل أول رائد فضاء في العالم يورى جاجارين وأول رائدة فضاء في العالم فالنتينا تيريشكوفا ومن السينمائيين نيكيتا ميخالكوف و فيرا ألينتوفا و العالم الكبير بياتروفسكى و المستشرقين فاسيليف و كيربتشينكو و غيرهم من نجوم المجتمع السوفيتى فكان الحضور للمركز الثقافى السوفيتى يعنى امكانية الحصول على الكتب المجانية في كافة العلوم و الآداب لرواد المركز من المثقفين والجمهور البسيط فمن منا لم يقتنى كتبا للأدب الروسي للمبدعين أمثال دوستويفسكى وتولستوى و بوشكين وجوركى وغيرهم مؤكداً أن هنا قال الأديب الكبير يوسف إدريس كلمته الشهيرة لقد قضيت أهم أيام حياتي داخل المركز الثقافي السوفيتي هذه كلمات إدريس المبدع الكبير ففي تلك المكتبة عشق فيها تشيخوف عندما قرأ أعماله الكاملة وأصبح يوسف إدريس أعظم كاتب قصه قصيرة في العالم العربي بعد هذا التواصل الروحي مع أنطون تشيخوف أعظم كاتب قصه قصيرة في العالم وفى إحدى المراحل قام المركز الثقافي السوفيتي بعرض أفلام للمبدعين المصريين المستبعدين فكان يمكن لك أن تشاهد أفلام شاهين المحظورة مثل العصفور وعودة الابن الضال وفيلم توفيق صالح المخدوعون وهنا عرضت النسخة الكاملة التي رفضتها الرقابة لفيلم البريء بطولة أحمد ذكى وإخراج الراحل عاطف الطيب ولذلك تحرص إدارة المراكز الثقافية الروسية في القاهرة و الإسكندرية اليوم برئاسة الكسندر بالينكو على مواصلة الدور الهام على خريطة الحياة الثقافية المصرية مع تنوع الرسالة الثقافية ويشهد هذا التنوع تميزا في مجال الفنون التشكيلية بالإضافة إلى التفوق في نشر اللغة الروسية واحتلال المركز الثقافي الروسي بالقاهرة للمرتبة الأولى على المراكز الثقافية الروسية في العالم من حيث عدد الطلاب الدارسين للغة الروسية ويقوم المركز بالتعاون مع الجامعات والمحافظات والأوبرا والمراكز الثقافية النشطة مثل الساقية وغيرها وتنظم أسابيع ثقافية روسية مع هيئات مختلفة وأسابيع للأفلام الروسية وتعاون مع الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية ودول الكومنولث وتقام العديد من الندوات حول الأدب الروسي ويشارك فيها الدارسون للغة الروسية كما تحرص إدارة المركز على التواصل مع المواطنين الروس المغتربين من المقيمين بمصر من خلال إقامة العديد من الأنشطة و ذلك لمد جذور التواصل بينهم و بين الوطن الأم بالإضافة لقيام المركز الروسي مؤخرا بتنظيم أيام الثقافة الروسية بالتعاون مع الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية و المجلس التنسيقى للمغتربين الروس بشارع المعز في قلب القاهرة القديمة ليكون بذلك هو أول مركز ثقافي اجنبي يقدم فنونه بالشارع في ظل أوضاع غير مستقرة بعد ثورة يناير وقام التليفزيون الروسي بتصوير تلك الفعاليات وهو الأمر الذي ساهم كثيرا في عودة السياحة الروسية نتيجة الإحساس بالأمان و للمركز أيضاً نشاطا خيريا من خلال تنظيم حفلات مجانية للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في مصر بعرض حفلات لهم على مسرح المركز وتقديم الهدايا للأطفال الأيتام والمعاقين وبعد أحداث ثورة 25 يناير قام قسم اللغات وقسم الكمبيوتر بالمركز بتقديم منح دراسية مجانية لأسر الشهداء ومصابي الثورة وهو يؤكد حرص الإدارة على التواصل مع المجتمع المصري بفعالية وجدية وخصوصاً بعد أن تنوعت مراحلها ما بين الصعود والهبوط طبقاً للإمكانيات المتاحة إلا أن المركز الثقافي الروسي يظل هو الأب الروحي لجميع المراكز الثقافية التي ظهرت في مصر مما يؤكد أن جميع المراكز خرجت من عباءة المركز الثقافي الروسي الذي كان ولا زال له دورا متميزا بتقديم الخدمات الثقافية وفى التواصل مع الجمهور والمثقفين بمختلف طبقاته فيما أعرب عماد أبو غازي وزير عن سعادته بهذا الصرح العلمي والثقافي الفني الكبير وأشاد بما قدمه ويقدمه لأبناء مصر والجاليات الأجنبية والروسية علي وجه الخصوص ومدي تقارب الثقافات بين الدولتين واشتراكهم في كثير من الأنشطة الثقافية والمنح الدراسية وقدم لهم التحية لاحتفالهم بمرور 45 عاماً علي تأسيسه متمنياً لهم مزيداً من التقدم والازدهار .