"إسرائيل" تسخّن جبهة إيران و"الناتو" لن يتدخّل

العدو الصهيوني



فيما ترجمت تهديداتها ضد قطاع غزة إلى غارات أوقعت شهيدين جديدين، صعدت “إسرائيل” على نحو لافت تهديداتها بمهاجمة إيران وبدأت، أمس، تدريبات لما تسمى الجبهة الداخلية، ومن المقرر أن تستمر هذه التدريبات سنة كاملة تحاكي التعرّض لهجمات صاروخية، فيما تصاعدت، بالتزامن، اللهجة في واشنطن ولندن في الاتجاه نفسه، وأكدت تقارير إعلامية أن العاصمتين تضعان خططاً مشتركة، رغم أن حلف “الناتو” أعلن أنه ليس بصدد التدخّل عسكرياً ضد إيران التي أعلنت أن أي هجوم عليها يعني نهاية “إسرائيل”، محذّرة واشنطن من وضع نفسها في مسار تصادمي .

وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، الحاجة إلى مواصلة الضغوط على إيران بسبب “التهديد المستمر الذي يفرضه البرنامج النووي الإيراني” . وأشار أوباما إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من المقرر أن تصدر تقريراً الأسبوع المقبل بشأن النووي الإيراني، وذلك في تصريحات أدلى بها عقب لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل قمة الاقتصادات الكبرى العشرين (جى 20) في مدينة كان الفرنسية . وقال أوباما “اتفقنا أنا والرئيس ساركوزي على الحاجة إلى مواصلة الضغط الدولي غير المسبوق على إيران للايفاء بالتزامتها” .

وقالت الحكومة البريطانية إن البلاد ستبقي خياراتها مفتوحة في ما يتعلق بعمل عسكري ضد إيران، رداً على تقرير نشر في صحيفة يفيد بأنها تصعد خطط الطوارئ إزاء طهران . وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية، أول أمس، “نريد التوصل إلى حل تفاوضي - لكن يجب أن تبقى كل الخيارات على الطاولة . تعتقد الحكومة البريطانية أن استراتيجية المسار المزدوج من الضغط والتواصل هو النهج الأفضل لمواجهة تهديد البرنامج النووي الإيراني وتجنب الصراع الإقليمي” .

وقال تقرير نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية إن وزارة الدفاع البريطانية تعتقد أن الولايات المتحدة قد تقرر المضي قدماً في خطط لتوجيه ضربات صاروخية تستهدف بعض المنشآت الإيرانية الرئيسة . ونقلت عن مسؤولين بريطانيين قولهم إنها ستسعى إلى تلقّي مساعدة عسكرية من بريطانيا لأية مهمة . وذكرت الصحيفة أن المخططين العسكريين البريطانيين يبحثون أفضل مكان لنشر سفن البحرية الملكية البريطانية وغواصات مزودة بصواريخ كروز من طراز توماهوك خلال الأشهر المقبلة في إطار ما قد يكون حملة جوية وبحرية .

وكشفت صحيفة “ديلي ميل”، أمس، أن بريطانيا والولايات المتحدة تضعان خططاً مشتركة لمهاجمة إيران . وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي يستعدان للحرب بعد تواتر تقارير تفيد أن إيران تملك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لإنتاج أربعة أسلحة نووية . وأضافت أن نظام الرئيس محمود أحمدي نجاد في طهران تم ربطه بثلاث مؤامرات اغتيال على أرض أجنبية، وفقاً لمسؤولين بريطانيين بارزين .

وقالت إن من المرجح أن توافق بريطانيا على أي قرار تعتمده الولايات المتحدة لغزو إيران وأصدرت حكومتها تعليمات إلى وحدة خاصة بوزارة الدفاع للعمل على وضع استراتيجية للمملكة المتحدة في حال قررت إشراك الجيش البريطاني في غزو إيران، على الرغم من أن الوزارة وصلت إلى نقطة الانكسار بسبب التخفيضات في ميزانيتها والحرب في أفغانستان وليبيا . وقالت “ديلي ميل” إن المخابرات الغربية اقترحت أيضاً أن إيران تخفي مواد لبرنامج سري للتسلح النووي في مخابئ محصنة لا يمكن تدميرها بوساطة الصواريخ التقليدية .

وتبنت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، سلة جديدة من العقوبات ضد إيران . ووافق النواب على هذا الإجراء الذي كان موضع تفاهم كبير بين الديمقراطيين والجمهوريين . ويمنع المشروع إيران من الالتفاف على العقوبات المطبقة حالياً، ويضيف عقوبات جديدة مثل رفض منح تأشيرات لأي شخص منخرط في قطاع الطاقة في إيران .

وعلى خط مواز، تبنت اللجنة نصاً يشدد الإجراءات المطبقة ضد انتشار أسحلة الدمار الشامل في إيران وكذلك في كوريا الشمالية وسوريا . ويفرض هذا الإجراء، على سبيل المثال، قيوداً على التعاون النووي مع أي بلد يقدم مساعدته للبرنامج النووي في الدول الثلاث أو يزودها بصواريخ تقليدية .

وفي بروكسل أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن الحلف لا ينوي التدخل في إيران، ويدعم التوصل إلى حل دبلوماسي للخلاف النووي . وقال “أؤكد أن الحلف الأطلسي ليس له أية نية في التدخل في إيران، والحلف ليس ضالعاً في أي تحالف يتعلق بالمسالة الإيرانية” . وأضاف “نحن ندعم مسار الجهود الدولية التي تسعى إلى التوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية للمشكلة الإيرانية”، داعياً إيران إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن المطالبة بوقف النشاطات النووية . بالمقابل، ذكر الموقع الإلكتروني لقناة “بريس تي في” التلفزيونية الإيرانية إن أي هجوم “إسرائيلي” على إيران سوف يعنى “نهاية إسرائيل”، في حين قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن طهران “مستعدة لمواجهة الأسوأ”، محذراً واشنطن من مغبة وضع نفسها على “مسار تصادمي” مع بلاده .