جهود الاغاثة في زلزال تركيا تسابق الزمن مع اقتراب الشتاء

عربي ودولي


ارجس (تركيا) (رويترز) - بعد اسبوع من الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرق تركيا يجوب الناجون الشوارع امام منازلهم المتهدمة ويشكو بعضهم من ان عائلاتهم لم تحصل على خيام بعد مع اقتراب الشتاء.

ووصل العدد الرسمي يوم السبت لضحايا الزلزال الى 582 قتيلا. وكانت بلدة ارجس اكثر البلدات تضررا من الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة حيث قتل فيها 455 شخصا. ولم يعثر على اي ناجين تحت الانقاض منذ انقاذ صبي يبلغ من العمر 13 عاما من بين حطام بناية في الساعات الاولى من صباح الجمعة.

وقال بشير اتلاي نائب رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي في مدينة فان يوم السبت ان عمليات البحث والانقاذ ستتوقف في اخر اربعة مواقع في ارجس مساء يوم السبت.

وقالت الحكومة التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب بطء استجابتها للكارثة انها لن تمنح الخيام الا للعائلات التي دمرت منازلها الى درجة لا تصلح معها للسكنى لكن الناس يخشون العودة الى منازلهم المتهدمة مع تكرار توابع الزلزال التي تهز المنطقة.

وقال ناجي ايدين (32 عاما) وهو متعطل عن العمل لرويترز بينما كان يسجل نفسه في مركز للازمات في فان عندي رضيع عمره شهر واحد وطفلان اخران. نحن في الشارع. طفلي الرضيع سيمرض. زوجتي تحتاج رعاية بعد الوضع. ليست لدينا خيام ولا مكان نأوي اليه.

كل ما نريده هو خيمة. كل هؤلاء الناس يريدون مكانا يقيمون فيه لكننا لا نحصل على ذلك ولم تنلق اي مساعدة. ساسجل نفسي هنا اليوم لكنني بلا امل.

وذكر مسؤول في المركز ان متطوعين سيزورون عناوين المسجلين في برنامج المساعدات لتقدير حجم المساعدة التي يحتاجونها.

وقال اتلاي الذي يشرف على جهود الاغاثة انه جرى تسليم 35 الف خيمة حتى الان وان المخزون يكفي. لكن المواطنين شكوا من ان عملية التوزيع شابتها الفوضى وان الخيام نهبت وباع انتهازيون بعضها في السوق السوداء.

وقال من الان فصاعد نحن سنحدد الحاجة الى الخيام وفقا لزياراتنا الليلية لا بناء على مطالبة المواطنين.

وانشأت وكالات الاغاثة مخيمات للمشردين على طرف البلدة التي كان يقطنها نحو 100 الف شخص.

وقال كهرمان كايا (60 عاما) لرويترز وهو يتجول في شوارع ارجس مع عدد من الرجال البائسين الذين نبتت لحاهم واحمرت عيونهم من طول السهر انهم (السلطات) يعطون الخيام لانصار حزب الحكومة. ومشايخ القرى يسلمون الخيام لاصدقائهم واقاربهم. والموظفون الحكوميون يحصلون على افضل الخيام.

وتقطن المنطقة اغلبية من الاكراد وتحاول الحكومة بناء جسور تواصل مع الاقلية الكردية بينما تقاتل منذ عقود تمردا يقوده حزب العمال الكردستاني وهو ما من شأنه ان يجعلها حساسة لاي اتهامات بالاهمال.

ولم تصدر اي بيانات رسمية عن اعداد المشردين.

وقال الاتحاد الدولي للصليب الاحمر وجمعيات الهلال الاحمر ان عدد المضارين من الزالزل يصل الى خمسين الف شخص.

وقال نيازي دوجاج المسؤول بالقطاع الصحي الذي انتقل من اسطنبول لموقع الزلزال للاشراف على مستشفى ميداني قرب مخيم يأوي اكثر من 330 خيمة ان عشرة اطفال رضع ولدوا في المخيم خلال الايام الخمسة الماضية وانهم جميعا في حالة صحية جيدة تماما.

واضاف دوجاج ان عدد أطقم الطواريء والاطباء سيخفض الى النصف يوم السبت بعد الانتهاء من علاج الصدمات وحالات الازمات القلبية خلال الايام القليلة الماضية موضحا ان المرحلة المقبلة ستنصب على مكافحة امراض التنفس المزمنة ومشاكل ضغط الدم في ظل سرعة قدوم فصل الشتاء.

وأبلغ رويترز البرد هو اكبر مشكلة الان. كان لدينا العديد من حالات الاسهال في الايام القليلة الاولى ولكنها انخفضت الان للمستويات الطبيعية.

وتدفقت مساعدات خارجية على تركيا بعدما ناشدت المساعدة لتوفير خيام تقي من البرد وحاويات ومنازل جاهزة لايواء المشردين.

ووصلت اول شحنة جوية تقل خياما. وكانت ارمينيا ارسلت الجمعة مساعدات عاجلة رغم عدائها التاريخي مع تركيا والجهود المتعثرة لتحقيق التصالح.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان الولايات المتحدة تلقت طلبا من الحكومة التركية بتوفير دعم انساني عقب الزلزال المدمر الذي ضرب اقليم فان في وقت سابق من الاسبوع.

واضاف قائلا نفكر ونصلي من اجل كل من يعاني وسنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة.

واعيد التيار الكهربائي لبعض الابنية في قلب بلدة ارجس الجمعة لاول مرة خلال ستة ايام ولكن لم تصل مياه الشرب بعد.