"مازن حمزه" أول متحدي إعاقه يتسلق جبال "الألب" ويرفع علم مصر.. تهمله الدولة



مازن حمزه ابن الـ27 ربيعاً هي سنوات عمره التي عاند وهزم خلالها الإعاقه، بل وحقق ما عجز الكثير من الأصحاء عن تحقيقه على المستوى الشخصي والدولي، حتى تمكن من رفع علم مصر في المحافل الدولية .

ولد في دولة العراق، من أبوين مصريين. حيث كان والده يعمل رجل أعمال هناك قبل حرب الخليج، ومر عليه سنوات قليلة كطفل طبيعي لا يعاني من أي أمراض، فقد كان يأخذ تطعيماته باستمرار، حتي جاءت حرب الخليج التي تسببت في تأخر مازن عن تطعيمه، مما أدي إلى إصابته بشلل في قدمه اليمنى. ثم عاد به والده إلى القاهرة بعد ما حدث بالعراق .

دخل مازن مدرسته الإبتدائية عمر بن الخطاب بمنطقه الخليفة وكان شهير بين زملائه بالقفز من على سور المدرسة، فقد كان منذ صغره متحدياً ومعانداً للإعاقة، ثم إلتحق بمدرسه الخديوية في مرحله الثانوية، وبعدها بكلية التجارة جامعه عين شمس .

لم يكن شغوفاً بالحياه النمطية فترك كليه التجارة، وترك التعليم وقرر أن يلتحق بمعهد السينما الذي رفضه بحجة عدم قبول ذوي الإحتياجات الخاصة، وأن المسرح يحتاج لخطوات خاصه يصعب عليه تنفيذها، ولكن كعاده حمزة في تحدي جميع الصعوبات التي تواجهه قرر أن يعمل بالتمثيل في عدة مسرحيات حتي وصلت لثمان مسرحيات أهمهم مسرحية في ميدان الإمام وحصلت هذه المسرحيه علي 11 جائزه في مهرجان ساويرس تحت رعايه وزاره الثقافه .

خلال مشواره الفني في تلك الفترة، عمل بالهيئه العامة للتخطيط العمراني بشهادة الثانويه العامة، وشهد له زملائه في الهيئه بالكفأه والتفوق والتحدي، فكان يري مازن نفسه لا يعاني من أي شيء وكانت كل أهدافه أن يصل صوت متحدي الإعاقة لكل الوزراء وللنظام والدولة، وكان يري أن النظام بأكمله يهمل حق متحدي الإعاقه في كل شيء .

شارك مازن حمزه في ثوره يناير وأخذ علي عاتقه بعد الثورة توصيل صوت متحدي الاعاقه للمسئولين ومحاولة وضع ملف لهم في الدولة وشئونها. ولم يكتفي مازن بذلك بل أخذ بطرح فاعليات وحملات خاصه بذوي الاحتياجات الخاصة، وبخاصه الصم والبكم، فكان صاحب حملة كتابة محطات المترو بطريقه الصم والبكم. محاولة منه دمجهم في المجتمع واعتراف المجتمع بحقهم .

وكان كل ذلك بالإضافه لعمله في المجال السياسي الذي لم يتوارى لحظه عنه في جميع الأحداث والأمور السياسية، فكان مازن مسئول ملف المعاقين في حملة المرشح السابق حمدين صباحي، كما شارك في إنشاء مكتب لذوي الاحتياجات الخاصه بوزاره الشباب ومثل مصر في مؤتمر السلام الذي أقيم في كوريا الجنوبيه في سبتمبر الماضي .

تحدي مازن فاق الواقع والخيال، فقد قرر أن يتحدي الجميع، معاف أو متحدي الإعاقه. فقرر أن يتسلق الجبال فبدأ بتسلق الهرم ثم تبعه بتسلق جبال سانت كاترين حتي وصل لقمته، ولم يفكر في اصابته وتأثيرها عليه، بل كان تفكيره هو التحدي والإثبات للجميع أنه لا يجب قول لفظة معاق، بل يجب قول متحدي الإعاقة، فالإعاقه ليست بالأبدان وانما في العقول .

وقرر أن يتحدي ويرفع اسم مصر فاشترك في مسابقه حقق حلمك والتي حصل فيها على المركز الأول بعد حصوله علي 18 ألف صوت تقريبا في التصويت بينه وبين 5اشخاص اخرين واختار تحدي تسلق جبال الألب بسويسرا، وسافر إلي سويسرا وقام بالتحدي واجتازه رغم صعوبته .

فكان التحدي لمده ثلاثة أيام، أولها تسلق الجبال حتي بلوغ النقطه الأولي وهي 2000 متر، وثاني يوم اجتياز النقطه التي تبلغ 2500 متر وثالث يوم اجتياز النقطه التي تبلغ 3000 متر، في درجه حراره 6 تحت الصفر وفي وجو عاصف تصل الي 20 تحت الصفر .

كان حلم مازن أن يصل إلي النقطه المطلوب اجتيازها ووضع علم مصر بها، واستطاع بالفعل تحقيق حلمه، ولكن رغم تحدي مازن وتحقيق حلمه ورفع اسم مصر في سويسرا، إلا أنه عند عودته تفاجأ بإهماله من الدولة ولم يستقبله أحد إلا أهله وأصدقائه المقربين، مما إنعكس عليه بالاحباط ويتسائل كثيرا هل النجاح ليس له صوت مسموع .