مصدر دبلوماسي: مصر تلقت طلبًا من تركيا بعد ضغوط أردوغان

أخبار مصر



أكد مصدر دبلوماسي لـ”العرب اللندنية” أن جهات إقليمية أبلغت القيادة المصرية بأن دوائر مؤثرة في تركيا تريد التهدئة ووقف التصعيد بين أنقرة والقاهرة على خلفية موضوع الإخوان، وأن ضغوطا كثيرة تمارس على أردوغان ليعيد حساباته تجاه مصر.

ورجّح مراقبون أن تسير تركيا سريعا في الطريق الذي سلكته قطر، ليس فقط لإرضاء حلفاء إقليميين في مواجهة تنظيم داعش، ولكن حماية لمصالحها في ظل مواقف دول الخليج الداعمة لمصر والمعارضة للإخوان.

وأشار المراقبون إلى أن تركيا ستكون مخيّرة بين أن تعيد العلاقات مع مصر وبين حسم ملف الإخوان بوقف حملاتهم على مصر ومنع الاجتماعات التي يعقدونها هناك.

يأتي هذا في السياق الذي قرأ فيه خبراء مصريون تصريحات بولنت أرينج نائب رئيس وزراء تركيا أخيرا حول ضرورة التهدئة مع مصر، على أنها بادرة كي تتخلى أنقرة عما يوتر العلاقات بين البلدين.

وأوضح خبراء في الشأن التركي في تصريحات لـ”العرب” أن هناك تيارا في المجتمع التركي، ومن داخل الحزب الحاكم، يعارض توجهات أردوغان نحو مصر.

كان بولنت أرينج، ألمح في تصريح له، عقب ظهور ملامح تحسن واضح بين القاهرة والدوحة، إلى ضرورة إزالة التوتر القائم، قائلا: “علينا أن نقيم علاقاتنا مع مصر على أرضية سليمة بسرعة.. قد تكون مصر هي التي يجب أن تقدم على الخطوة أولا، لكن علينا تحقيق ذلك”.

وقال الصفصافي أحمد أستاذ الدراسات التركية بجامعة عين شمس، إن “أرينج” لم يكن أول شخصية سياسية تطالب بعودة العلاقات مع مصر، فهناك شخصيات عدة مقربة من حزب العدالة والتنمية وأردوغان نفسه، سبق أن طالبت بتغيير سياسة تركيا تجاه مصر، مشيرا إلى وجود تيار فعلي مؤيد لعودة العلاقات يتنامى بشكل كبير داخل المجتمع التركي، ولن يستطيع أردوغان تجاهله طويلا، كما أن هناك ضغوطا داخلية متنوعة يتعرض لها الرئيس التركي، من أجل تغيير موقفه من الرئيس السيسي شخصيا، في ظل وجود مصالح واستثمارات كبيرة لرجال أعمال أتراك في مصر.

وتوقع الصفصافي أن يرضخ أردوغان لهذه الضغوط، ويسعى لتحسين موقفه من مصر، ويبدأ كخطوة أولى بتحجيم تحركات القيادات الإخوانية داخل الأراضي التركية، في إشارة إلى الاجتماع الذي عقد مؤخرا وحضرته مجموعة من الأعضاء السابقين في البرلمان المصري المنحل للتشويش على انتخابات مجلس النواب المقبل في مصر.

وأوضح مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا ليست صعبة، لكن لن تكون سهلة، لأن الضغوط الخارجية (الخليجية) التي تعرضت لها قطر من الصعب إسقاطها تلقائيا على تركيا.

من جانبه، أكد مصطفي زهران الباحث في الشأن التركي أن خريطة التحالفات الدولية في المنطقة تتم إعادة صياغتها بشكل كامل، لافتا إلى أن المصالحة بين مصر وقطر، مقدمة لإعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة.

وتضاف هذه العلامة إلى ضغوط كبيرة تقع على عاتق أردوغان لتغيير موقفه، سواء داخل تركيا أو علي المستويين الإقليمي والدولي، كما كشف كامل السيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان من المفترض أن يقوم بوساطة بين أردوغان والسيسي، لكن الأزمة المالية الأخيرة التي تتعرض لها بلاده، عطلت هذا التوجه.

وتوقع نشأت الديهي الباحث في الشأن التركي، أن تأخذ المسألة بعض الوقت، مؤكدا أن أردوغان يتعامل مع كثير من السياسيين في تركيا، على أنه “حاكم بأمره” ومن الصعوبة تغيير خطابه السياسي، ما لم تكن هناك ظروف إقليمية ودولية ضاغطة.

وحول مستقبل الإخوان في تركيا، أكد كمال حبيب الخبير في الحركات الإسلامية أن الجماعة درجت على أن تربط مصيرها بيد غيرها، مشيرا إلى أن وضع الإخوان صعب في تركيا، وليس أمامهم سوى مراجعة أنفسهم، بدلا من استمرار الرهان على دول يمكن أن تغيّر مواقفها في أي لحظة وفقا لمصالحها.