غدًا.. الأتراك يحييون ذكرى مأساة "صاري قامش"

عربي ودولي


يُحيي الأتراك في 22 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، والذي يصادف غدًا الاثنين ذكرى معركة صاري قامش ، التي نشبت بين الجيش الروسي والجيش الثالث العثماني عام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى.

وقاد ساعتها أنور باشا الجيش العثماني في منطقة صاري قامش التابعة حاليًا لولاية قارص شرقي تركيا التي أدت إلى نهاية تراجيدية، توفي فيها عشرات الآلاف من الجنود من شدة البرد، كما أسر آلاف آخرون ليلقوا حتفهم فيما بعد من الجوع والعطش في مزارع الخنازير بسيبيريا، وأوكرانيا.

وأفاد رئيس اتحاد الجمعيات التركية - الأذرية بلال دوندار ، أن فرقتين أرمينيتن من بين أربعة فرق عسكرية انضمت إلى الجيش الروسي في تلك الفترة التي كانت تشهدا تعاونًا بين الروس والأرمن، ما أدى لترجيح كفة النصر لصالح روسيا.

وأضاف دوندار أن المصادر التاريخية تؤكد أن أنور باشا قرر شن هجوم من ثلاثة محاور على الجيش الروسي الذي كان يحتل مناطق عثمانية منذ حرب 93 التى جرت بين عامي (1877-1878) مثل باتومي ، و قارص ، و صاري قامش ، و أردهان بهدف تحريرها من قبضة الروس.

وأشار دوندار إلى أن القادة العسكريين العثمانيين أكدوا لأنور باشا أنهم لن يتمكنوا من تحقيق النصر في ظل ظروف الشتاء القاسية، إلا أن أنور باشا أمر ببدء المعركة دون إجراء الاستعدادات التامة، حيث كان يعتقد أنه لا يمكن تحقيق النصر، دون ركوب المخاطر .

وأكد دوندار أن الوثائق والحسابات المتوفرة لديهم تؤكد مقتل 23 ألف جندي عثماني تجمدًا من شدة البرد والثلوج، دون إطلاق طلقة واحدة على العدو، بينما يشير الأرشيف الروسي إلى أن خسائر الجيش العثماني بلغت 90 ألف جندي.

وأضاف رئيس اتحاد الجمعيات التركية - الأذرية أن الإمدادات والمؤن التي انطلقت عبر السفن من إسطنبول إلى الجيش العثماني عبر البحر الأسود تم إغراقها من قبل 10 سفن حربية روسية في البحر، دون أن تتمكن من إفراغ حمولتها، وبذلك انقطع إيصال الإمدادات للجنود الأتراك، حيث ماتوا من البرد وتجمدوا في جبال الله أكبر بولاية قارص على الحدود التركية الإرمينية.

وأوضح دوندار أن سبعة آلاف جندي عثماني بينهم 200 ضابط، وقعوا في الأسر بيد الروس، حيث تم اقتيادهم إلى جهة سيبيريا، وأوكرانيا، وأودعوهم في مزارع الخنازير ليلقوا حتفهم هناك من الجوع والعطش والإهمال، مؤكدًا أنه لم يتمكن أي واحد منهم من العودة إلى تركيا.

وقال دوندار: إن معركة صاري قامش هي الجرح النازف بالنسبة للأتراك ، مؤكدًا إن تلك المأساة هي جزء من تاريخنا، ولا يمكن لنا أن ننساها