الزيّ التقليدي التونسي في طوابير الناخبين "يختار" رئيسا

عربي ودولي



لئن كانت ظاهرة عزوف الشباب عن العمليّة الانتخابية مقابل الإقبال الكبير للفئات المتقّدمة، أضحت بارزة في الجولة الثانيّة من الانتخابات الرئاسية التّونسية، فإن ظاهرة أخرى لوحظت في عدد من مراكز الاقتراع بالعاصمة تونس تتمثل في قدوم عدد من النّاخبين بملابس تقليدية تونسية، قال بعضهم إنهم من خلال ذلك يريدون تبليغ عدد من الرسائل مفادها العودة إلى الجذور والأصالة والعراقة.

فقد حضرت في مراكز الاقتراع أزياء وملابس تقليدية عديدة على غرار الشاشية (قبعة حمراء صوفيّة) و الكدرون و السفساري و البرنس و القشابية .

بهيجة إمرأة في العقد الرّابع قدمت لمركز الاقتراع رفقة ابنها وكانت ترتدي السفساري التونسي وهو لحاف أبيض ترتديه المرأة، بدأ بالاندثار والاضمحلال شيئا فشيئا مع تطور نسق الحياة.

وتقول بهيجة في تصريحها إنها لم تأت اليوم لانتخاب رئيس بل لتنتخب الحرية.

وتضيف أن السفساري ورثته عن والدتها وهي لا ترتديه سوى في الاحتفالات وفي بعض المناسبات الوطنية على غرار الانتخابات..

ومضت قائلة سأورث هذا الزّي التقليدي لابنتي وسأوصيها بارتدائه وعدم التخلي عنه خاصة في مثل هذه المناسبات الوطنيّة، وبأنه يجب المحافظة على تراثنا الوطني دائما.

أما الحاجة فاطمة وقد بلغت من العمر 89 سنة فقد جاءت لأحد مراكز الاقتراع وهي ترتدي أيضا السفساري تقول مخاطبة شباب تونس نحن على كبر سننا ذهبنا وانتخبنا وأنتم ماذا تنتظرون بعد ؟ .

وتتابع أنها أتت اليوم لمكتب الاقتراع ولم يمنعها في ذلك عدد من الأمراض المزمنة التي تعانيها.

من جانبه يقول العم الهادي ذو 91 سنة وقد كان يرتدي الكدرون وهو لباس تشتهر به جزيرة جربة في الجنوب الشرقي التّونسي إنه أراد اليوم الإدلاء بصوته حبا في تونس وكي يضمن مستقبل أبنائها وعدد من شبابها الذين غابوا عن العملية الانتخابيّة.

الأمر نفسه بالنّسبة إلى نور الدّين كهل في 56 من عمره قدم إلى مركز الاقتراع رفقة بناته مرتديا قشابية وهي لباس تقليدي تونسي محاك من الصوف يرتديه عادة الرجال في فصل الشتاء.

ويقول نور الدين إنه على الرّغم من التطور الذي عاشته تونس فلا بد من الحفاظ على موروثنا الوطني والتقليدي وارتدائه خاصة في مثل هذه المناسبات الوطنيّة حتى يبقى دائما في ذاكرة التونسيين.