خطة باريسية مضادة لمؤامرة "طعام" لندنية
وصل الصراع الفرانكوفوني الانجلوساسكوني إلى الموائد ، بخطة دبلوماسية المعدة الدفاعية الفرنسية، التي تورطت فيها الخارجية الفرنسية، لدحر مؤامرة إنجليزية لإزاحة باريس عن عرش المطبخ العالمي.
ساره الشمالي من دبي: لا يقتصر التنافس الأزلي بين الفرنكوفونية والأنجلوساكسونية على تاريخ طويل من المعارك البحرية والبرية، ولا على مساع ثقافية لاحتلال الصالونات الأدبية أو الحقول المصرفية والكاديمية، بل تجاوز الفرنسيون والانجليز كل ذلك إلى صراع يمس جوهر الوجود... الطعام.
هجوم مائدي
لا مفر ممن الاعتراف هنا بأن المطبخ الفرنسي لا يضاهى، خصوصًا المطبخ الانجليزي. فمن يعرف أكلة إنجليزية فليرمنا بطبق! لكن... من منا في هذا العالم لم يتناول يومًا طبق كوردون بلو أو كوك أو فان أو تورن دو أو فيليه مينيون أو شاتو بريان ؟ ولم يشرب معها نبيذًا فرنسيًا معتقًا؟ فهذه الأطباق هي ألفباء الطعام في العالم أجمع، بينما يندر أن يتذكر أي منا طبقًا إنجليزيًا... بكل موضوعية طبعًا.
فالمطبخ الفرنسي مدرج على لائحة يونيسكو للكنوز العالمية، يأتي السياح من كل أصقاع العالم إلى العاصمة الفرنسية باريس ليتذوقوها .
لكن يبدو أن كل هذا لا يكفي، إذ بدأت باريس دبلوماسية المعدة لإحباط مؤامرة إنجلوساكسونية لتجريدها من لقب عاصمة الطعام العالمية، واضعةً الخطط الحربية المضادة لمواجهة هجوم مائدي إنجليزي، ذودًا عن حياض مطبخها، وحماية لجاذبيته العالمية من مؤامرة دولية تحاك في ليل لخلعها عن عرشها الشرعي .
خطة فابيوس
فوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ومعه كبار المسؤولين الفرنسيين، يشعرون بالقلق تجاه الدول الانجلوساكسونية التي تحاول تشويه سمعة المطبخ الفرنسي، فشنوا هجومًا مضادًا.
وقال فيليب فور، السفير الفرنسي السابق لدى المكسيك والمغرب واليابان: هناك محاولات أنجلوساكسونية لتجريدنا من لقبنا التاريخي، والقول إن المطبخ الفرنسي كان جيدًا في الماضي، لكنهلم يعد كذلك الآن، فكانت دبلوماسية المعدة، التي صممها فابيوس .
وتتضمن خطة فابيوس تشغيل الطباخين المهاجرين في مطاعم الدرجة الأولى بفرنسا بوظيفة كبير الطباخين أو العمل إلى جانب كبير طباخين فرنسي، ومشروعًا للترويج للمطبخ الفرنسي في مئات السفارات الفرنسية حول العالم، فلدى فرنسا ثاني أكبر شبكة دبلوماسية في العالم بعد الولايات المتحدة، بحسب الزعم الدبلوماسي الفرنسي .
عامل نفسي
ودعا فابيوس كبار الطباخين الفرنسيين الحائزين تقديرًا عالميًا، وبينهم آلان دوكاس وغاي سافوي، لوضع خطط حربية مضادة ينتظر أن يكشف عن تفاصيلها في كانون الثاني (يناير) المقبل.
ومن بوادر الهجوم النفسي البريطاني على المطبخ الفرنسين ظهرت 5 مطاعم فرنسية فقط ضمن قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم،بحسب تصنيف سنوي تصدره مجلة ريستورانت البريطانية، التي تقدم جائزة أفضل 50 مطعماً عالمياً، وهي الجائزة المنافسة لدليل غاييك ميشلان.
وبحسب القائمة هذا العام، لم يصل أي مطعم فرنسي إلى قائمة العشرة الأوائل.
نقلا عن إيلاف