منظمة تونسية: منع وجود مراقبين في ساحات مراكز الاقتراع قرار "كارثي"

عربي ودولي



اعتبرت منظمة أنا يقظ (مستقلة) قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الذي اتخذته قبل أيام، بمنع وجود الملاحظين (المراقبين) في ساحات مراكز الاقتراع، قرارا اعتباطيا وكارثيا، ينم عن جهل بالأعراف الانتخابيّة .

وقال رئيس منظمة أنا يقظ ، أشرف العوادي، على هامش مؤتمر صحفي، عقدت، اليوم السبت، في العاصمة تونس، هناك طعن وتشكيك في شفافية العملية الانتخابية من قبل عدد من الناخبين والمترشحين، وإقصاء الهيئة للطرف الوحيد المخول بمراقبة الانتخابات، أمر اعتباطي وكارثي، ينم عن جهل بالأعراف الانتخابية، ويجب على الهيئة مراجعته .

وكانت الهيئة اتخذت قبل أيام جملة من الترتيبات تفاديا للمشاحنات بين أنصار المترشّحين ، حيث لن يُسمح بوجود أكثر من ممثل لكل مترشّح داخل كل مكتب اقتراع، فضلا عن عدم السماح لممثلي المترشّحين والملاحظين بالتواجد في ساحات مراكز الاقتراع.

وأضاف العوادي، أنه مع بداية الحملة، لوحظت مجموعة من التجاوزات في 50 % من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 27 دائرة، من أبرَزها استغلال الأطفال، سواء من قبل مرشح حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي، أو من الأطراف الداعمة للمرشح المستقل المنصف المرزوقي .

كما أشار إلى أن الهيئات الفرعية لم تكن حازمة في التصدي للتجاوزات الانتخابية، وكان هناك غياب كلي لتوعية الناخبين وتشجيعهم، وخاصة فئة الشباب التي عرفت عزوفا عن الاقتراع، وهي قانونيا مسؤولية مناطة بالهيئة .

وقال العوادي إن العنف كان ظاهرة مميزة للحملة الانتخابية في دورها الثاني، فضلا عن حرب اللافتات والتشهير السياسي، الذي أصبح عملية استفزازية وخارجا عن السيطرة بين حملتي السبسي والمرزوقي .

ولفت إلى أن قوات الأمن والجيش الوطنيين، التزمتا الحياد السلبي خلال الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، في حين كان عليهم التدخل مباشرة في مسألة شراء الاصوات وردع مثل هذه السلوكيات ومنع التجاوزات والجرائم الانتخابية .

في المقابل، قالت لمياء الزرقوني، عضو الهيئة العليا للانتخابات، إن قرار الهيئة جاء بناء على عمليّة تقييمية للمسار الانتخابي، وتقارير وصلت من الهيئات الفرعية، رصدت العديد من التجاوزات من بعض ملاحظي المجتمع المدني، الذين حاولوا التدخل في العملية الانتخابية وتجاوزوا مهمتهم المتمثلة في الملاحظة .

وأوضحت الزرقوني في حديث لوكالة الأناضول، أنه بإمكان ملاحظي المجتمع المدني التناوب على الدخول لمكاتب الاقتراع دون المكوث فيه، كما أن الهيئة لن تمنعهم من التواجد خارج مراكز الاقتراع، لمنع التجاوزات التي من الممكن أن تحصل على غرار عمليات بيع الأصوات أو شراءها .

و أنا يقظ منظمة شبابية رقابية تونسية مستقلة، تأسست إبان الثورة التونسية في 2011، وتهدف إلى رصد الفساد المالي والإداري وتدعيم الشفافية، وخصصت 1200 ملاحظا سينتشرون في مختلف دوائر الجمهورية.

ووفقا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات فقد بلغ عدد الملاحظين المعتمدين خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، أكثر من 88 ألف مراقب، منهم 31 ألف و54 ممثل للمترشح المرزوقي و27 ألف و869 ممثل للسبسي و29 ألف مراقب عن المجتمع المدني.

وتبلغ مراكز الاقتراع حوالي 11 ألف مركز موزعين على 27 دائرة انتخابية.

وتجرى غدا الأحد في تونس الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، ويتنافس فيها مرشح حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي (88 عاما) الحاصل على 39,46%، والمرشح المستقل محمد المنصف المرزوقي (69 عاما) الحاصل على 33,43% في الدور الأول