إيران تدخل باكستان لملاحقة المجموعات البلوشية

عربي ودولي


تسمح الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين طهران وإسلام آباد مؤخرا للقوات الإيرانية بدخول الأراضي الباكستانية لملاحقة المجموعات البلوشية المسلحة المناوئة للجمهورية الإسلامية، بحسب ما أفاد به موقع ميزان الإخباري التابع للقضاء الإيراني.

ونقل الموقع عن محمد حسن أصفري عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أنه نظرا لأن المسلحين يهربون بعد تنفيذ عملياتهم الإرهابية إلى الأراضي الباكستانية، فإن طوقا أمنيا من شأنه أن يفتح الطريق للقضاء على الإرهابيين ، على حد وصفه.

وتطلق إيران صفة الأشرار أو الإرهابيين على المجموعات البلوشية المسلحة المعارضة، والتي تشن عمليات مسلحة ضد قواعد الجيش والحرس الثوري وشرطة الحدود الإيرانية كتنظيم جندالله، وجيش العدل، وجيش النصر.

وكان إقليم بلوشستان مسرحاً لعمليات مسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية، وشهدت اغتيالات لضباط وجنود وسلسلة هجمات على مراكز عسكرية ومخافر حدودية تابعة للشرطة والحرس الثوري الإيراني من قبل جيش العدل البلوشي.

وأكد أصفري أن الجيش الباكستاني ليست لديه الإمكانية لملاحقة هذه المجموعات ، وقال الحكومة الباكستانية أبدت أسفها عن الأحداث الأخيرة وقد اتفق الطرفان الإيراني والباكستاني خلال توقيع الاتفاقية الأمنية على التعاون العسكري من أجل القضاء على الأشرار بين حدود البلدين .

طوق أمني استراتيجي

وشدد على أن الحكومة الباكستانية وقعت على تعهدات أمنية في هذه الاتفاقية ويجب أن تلتزم بها .

وأضاف البلدان اتفقا على تشكيل طوق أمني استراتيجي بهدف القضاء على المجموعات الإرهابية .

وكان رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني ورئيس الجمعية الوطنية الباکستانية إياز صادق قد وقعا في 4 ديسمبر الجاري على مذکرة تفاهم للتعاون الثنائي بين البرلمانين الإيراني والباکستاني تشمل اتفاقية أمنية حول الحدود المشتركة بين البلدين .

وتوترت العلاقات بين إيران وباكستان إثر الاشتباكات الحدودية في أكتوبر الماضي، واستدعى البلدان سفيريهما بعد مقتل ضابط وعدد من حرس الحدود الباكستاني على يد القوات الإيرانية خلال اشتباكات مع مجموعة بلوشية مسلحة اغتالت بدورها عددا من ضباط وحرس الحدود الإيرانيين في مواقع عديدة وعلى مدى أسبوعين من الاشتباكات.

سقوط بلوشستان

واستمرت الأحداث الدامية لعدة أسابيع حتى قال نائب في البرلمان الإيراني إن الأحداث في بلوشستان تنذر بسقوط الإقليم بيد داعش ، كما سقطت الموصل العراقية .

وكان زعيم جيش العدل، صلاح الدين فاروقي، أكد خلال لقاء مع العربية.نت أن عناصر جيش العدل ينتشرون في جبال بلوشستان الوعرة داخل الحدود الإيرانية وليس لديهم صلة بالحكومة الباكستانية ، كما تتهمهم بذلك السلطات الإيرانية.

وقال فاروقي إن جيش العدل يطالب بتأسيس نظام فيدرالي في إيران يحقق مطالب الشعب البلوشي وأهل السنة وكافة الشعوب والأقليات العرقية والدينية في إيران ، على حد تعبيره.

وأكد على أن منظمته لا تخوض حربا شيعية-سنية، ولا تقاتل النظام الإيراني على أساس طائفي .

لا علاقة لجيش العدل بالقاعدة أو داعش

ونفى زعيم جيش العدل وجود أي صلة بين منظمته والتنظيمات المتطرفة مثل القاعدة و داعش ، مشددا على أن النظام الإيراني يقف وراء هذه الإشاعات من أجل تشويه صورة المنظمة لدى الرأي العام الإسلامي والدولي .

وكانت الحركة قد تبنت مقتل 4 ضباط تابعين لشرطة الحدود الإيرانية في بلوشستان يوم8 أكتوبر الماضي، فضلاً عن محاولة اغتيال أخرى ضد قائم مقام مدينة بيرانشهر.

وخلال عملية أخرى قتلت الحركة 14 من حرس الحدود في 27 أكتوبر 2013 وردّت إيران في حينها بإعدام 16 من السجناء البلوش. كما أعلنت الحركة عن إسقاط مروحية إيرانية في نوفمبر 2013، على الحدود مع باكستان.

وبدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبدالمالك ريغي زعيم حركة جندالله البلوشية شنقاً يوم 20 يونيو 2010 عقب اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرقيزستان وإرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في بندر عباس جنوب البلد.

ويبدو أن الاتفاقية الأمنية الأخيرة بين إيران وباكستان ستترك أثرا كبيرا على أنشطة المجموعات البلوشية والتي تعتبر مجموعة جيش العدل الأقوى من بينها على الأرض.

كما سيؤدي ذلك حسب مراقبين للشأن الإيراني إلى تقوية الحراك السلمي في بلوشستان والتي تتبناها مجموعات سياسية كحزب الشعب البلوشي.

نقلا عن العربية.نت